كتب

كتاب أمير بايروش يقدم نظرة تحليلية لملامح النظام الانتخابي الأميركي وإشكالاته

يقدم الدبلوماسي والباحث الكوسوفي أمير بايروش أحمدي في كتاب “الانتخابات الرئاسية الأميركية.. استمرار النظام الانتخابي أم تغييره” قراءة تاريخية وتحليلية لتطوُّر النظام الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية منذ بواكيره، وهو نظام يبدو اليومَ أكثرَ تعقيدًا ممّا كان عليه في السنوات الأولى لقيام الجمهورية. ويجد هذا الأمرَ ملحوظًا، بدءًا من تعقيدات المادة الثانية من النظام، والتعديل الثاني عشر وسلسلة التعديلات اللاحقة، والقوانين الفيدرالية وقوانين الولايات، واللوائح الحزبية، والتقاليد التي أثقلت النظامَ الانتخابي.

وجاء الكتاب الذي نقله إلى العربية إبراهيم فضل الله، وصدر عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمّان، في 156 صفحة من القطع الكبير، وأشار المؤلف في مقدمته إلى أن توضيح الأفكار الكثيرة التي وُلدَت حول تأسيس نظام لانتخاب رئيس البلاد منذ استقلال الولايات المتحدة سيسهّل فهم هذا النظام وأسباب بقائه حتى اليوم، وبيَّن أن هذه الأفكار تجعل الحاجة إلى مناقشة التداعيات الانتخابية ملحّة، الأمر الذي كان حافزا له على الشروع في دراسة جادة تتناول ملامح النظام والتغيرات التي طرأت عليه منذ تأسيسه.

وتفرعت موضوعات الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: في الجزء الأول قدَّم المؤلف شرحًا موجزًا حول انتخاب رئيس الدولة في المستعمرات الأميركية، ثم في حقبة استقلال المستعمرات، وكذلك طريقة انتخاب الرئيس وفقًا لوثائق الكونفيدرالية لعام 1777م.

ثم فصَّل في الجزء الثاني موضوع الانتخابات الرئاسية الأميركية وفق دستور 1787م الذي ما يزال ساري المفعول حتى الوقت الحاضر. وتناول فيه تفاصيل الإجراءات المتبعة في انتخابات الرئاسة الأميركية، بدءًا من الحملات الانتخابية والترشيح، ثم الانتخابات التمهيدية، وكذلك الانتخابات النهائية، بما في ذلك التصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي.

وفي الجزء الثالث والأخير عرض المؤلف المطالب المقدمة من الكثيرين من نواب الكونغرس، ومن الحقوقيين الأميركان، لتغيير النظام الانتخابي الأميركي، وما اشتملت عليه هذه المطالبات من مبادرات ومقترحات.

وخص الكاتب في هذا الجزء الانتخابات التي نجم عنها إشكاليات بسبب النظام نفسه بدءا من العام 1800م بتحليل موسع، ومن بينها انتخابات العام 2000 بين المرشحين جورج بوش الابن وآل غور، وكذلك انتخابات العام 2016، بين المرشحين دونالد ترمب وهيلاري كلينتون.

وخلُصَ أحمدي إلى أن نظام الانتخابات الرئاسية الأميركية اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه في السنوات الأولى للجمهورية. يُلاحظ هذا الأمر بدءًا من تعقيدات المادة الثانية، والتعديل الثاني عشر وسلسلة من التعديلات الأخرى اللاحقة، والقوانين الفيدرالية، وقوانين الولايات، واللوائح الحزبية، والتقاليد التي أثقلت النظام الانتخابي، لذلك أصبح 80٪ من الأميركيين مؤيدين لتغيير هذا النظام.

ومن الجدير ذكره أن أمير بايروش أحمدي دبلوماسي كوسوفي، وسبق له أن كان سفيرا لبلاده في دول عدة من بينها دولة قطر، وهو عضو سابق في البرلمان الكوسوفي، وحاصل على درجة الماجستير في موضوع الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى