كثرة النوم مضرّة أيضاً
كثيرة هي المقالات التي نقرؤها عن قلّة النوم ومتعدّدة هي النصائح التي تتقدّم لنا للحصول على مزيد من الراحة. غير أنّنا قليلاً ما نسمع عن فرط النوم أو كثرة النوم . فما هو تحديداً؟ ما هي الأسباب التي تكمن وراء حالة كهذه؟ وما هي سبل العلاج؟
حين نتحدّث عن مشاكل النوم، لا نعني الأرق وقلّة النوم وحسب، بل نقصد أيضاً كثرة النوم أو ما يُعرف بالـHypersomnia. ولأنّ المعلومات التي تعرفينها عن هذا الموضوع قد تكون قليلة أو غير كافية، اخترنا أن نغوص في جوانبه كافّة.
ما هو فرط النوم؟
إن رغبنا في تعريف فرط النوم أو الـHypersomnia بشكل بسيط، لقلنا إنّه ازدياد فترة النوم ضمن دورة اليوم الكاملة أي الساعات الأربع والعشرين من دون الشعور بالنشاط، كما أنّه الإحساس بالنعاس الزائد من دون التمتّع بالطاقة التي تتعزّز عادة بعد الراحة لساعات. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ فرط النوم ينقسم إلى عدّة أنواع فرعيّة، مع العلم أنّ هذه الحالة تصيب حوالى 50% من سكّان العالم، مع نسبة أعلى تُسجّل بين الذكور.
معلومة هامّة!
تستغرق دورة النوم الكاملة بين 80 و120 دقيقة (مع معدّل يساوي 90 دقيقة). وتنقسم هذه الدورة إلى خمس مراحل هي:
– مرحلة النعاس:
يكون خلالها الإنسان بين الاستيقاظ والنوم.
– مرحلة النوم الخفيف:
هي أطول مراحل النوم وتقلّ خلالها حركة العينين.
– مرحلة النوم العميق:
يصعب خلالها إيقاظ الإنسان الذي يغرق في سبات عميق.
– مرحلة النوم العميق ذات الموجات البطيئة:
يصبح خلالها معدّل حركة موجات الدماغ أبطأ والنوم أثقل.
– مرحلة النوم مع حركة العينين السريعة:
هي مرحلة الحلم التي يتسارع خلالها خفقان القلب وتسترخي أعضاء الجسم. تبدأ عادة بعد سبعين دقيقة من دورة النوم.
ما هي أسباب فرط النوم؟
تتنوّع الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بحالة فرط النوم. من جهة أولى، ثمّة مجموعة واسعة من الأمراض والاضطرابات التي تسبّب النوم المفرط، أبرزها اثنان:
– متلازمة تململ الساقين:
وهو اضطراب يسبّب شعوراً سيّئاً في الساقين ورغبة شديدة في تحريكهما، مع إمكانيّة حدوث حركات اهتزازيّة فيهما بين فترة وأخرى طوال الليل.
– انقطاع النفس النومي:
هي حالة تتكرّر لمئات المرّات أثناء الليل، وتحدث عند انسداد الجزء العلوي من المجرى التنفّسي لعشر ثوان على الأقلّ. وتترافق هذه الحالة مع شخير وصعوبة في التقاط الأنفاس، من دون أن يشعر الإنسان بتقطّع نفسه.
بالإضافة إلى ذلك، نذكر مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تسبّب فرط النوم:
– العامل النفسي، أي الشعور المستمرّ بالحزن والاكتئاب، ما يؤدّي إلى رغبة في النوم لساعات طويلة.
– التقدّم في السنّ: قد تختلف الرغبة في النوم مع اختلاف المراحل العمريّة.
– العامل الوراثي.
ما هي أعراض فرط النوم؟
إن كنت من اللواتي يعانين من مشكلة فرط النوم، لا شكّ إذاً في أنّك تواجهين واحداً أو أكثر من الأعراض الآتية:
– الشعور بالنعاس طوال النهار على الرغم من النوم لساعات كافية خلال الليل. فقد يشعر الشخص مثلاً برغبة في النوم مراراً وتكراراً خلال نهاره، سواء كان يعمل أو يتحدّث مع أحدهم أو يتناول وجبة طعامه.
– عدم الشعور بأيّ طاقة أو نشاط بعد فترات الاستراحة أو ما يُعرف بالقيلولة.
– صعوبة الاستيقاظ صباحاً.
ما هي تأثيرات هذه الأعراض على الحياة اليوميّة؟
من تأثيرات أعراض كثرة النوم على حياتنا، نذكر:
– انخفاض مستويات الطاقة، كأن تفقدي مثلاً القدرة على أداء مسؤولياتك بشكل طبيعي، سواء ضمن أسرتك أو في العمل أو في المجتمع بشكل عامّ.
– اضطرابات في الذاكرة كصعوبة التذكّر.
– الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
– البطء في التحدّث والتفكير.
– المشاكل الصحيّة كآلام الظهر والصداع، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض القلب ومرض السكّري.
هل أعاني من مشكلة فرط النوم أو كثرة النوم؟
لطالما سمعت أنّ الأخريات يستشرن طبيبة أو اختصاصيّة لتشخيص أيّ مشكلة قد يعانين منها في حال لاحظن أموراً غير اعتياديّة في جسمهنّ. وفي حالة فرط النوم، لا بدّ لك من الانتباه إلى أيّ من الأعراض التي ذكرناها في ما سبق. ولكن، بشكل عام، يُعتقد أنّ الشخص الذي يعاني من فرط النوم هو الذي ينام أكثر من عشر ساعات في اليوم، لمدّة أسبوعين أو أكثر.
قدّم الخبراء مجموعة من النصائح التي تساعدك من دون شكّ في الحفاظ على دورة نوم طبيعيّة:
تحديد مواعيد الخلود إلى النوم والاستيقاظ
احرصي على الخلود إلى فراشك والاستيقاظ في مواعيد محدّدة وثابتة من دون أن تختلف من يوم إلى آخر حتى في الإجازات وعطلات نهاية الأسبوع.
عدّلي في مواعيد ممارسة تمارينك
إن كنت من اللواتي يمارسن التمارين الرياضيّة مساء بعد الانتهاء من العمل، لا تتردّدي في تعديل موعدها أيّ القيام بها في الصباح بعد الاستيقاظ مباشرة. فهذه الخطوة تساعدك في تعزيز نشاطك وطاقتك ليس في الصباح وحسب إنّما طوال اليوم أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، تخلّصك ممارسة الرياضة في الساعات الأولى من النهار من الخمول والكسل اللذين قد تشعرين بهما.
تجنّبي القيلولة بعد الساعة الثالثة
تحبّ كثيرات منّا أخذ قيلولة خلال اليوم. ولكن، لا بدّ من الالتزام بالوقت الأمثل لذلك والذي يتراوح بين الساعة الواحدة والثالثة من بعد الظهر، لا أكثر. كما يُفضّل ألّا تمتدّ هذه القيلولة لأكثر من ثلاثين دقيقة.
ابتعدي عن الكافيين قبل النوم
حين تتناولين الكافيين قبل الخلود إلى الفراش بساعات قليلة أو مباشرة، تعجزين عن النوم في الجزء الأوّل من الليل وتغرقين في نوم عميق في الجزء الثاني منه، ما يخالف قاعدة النوم الأساسيّة. لذلك، اتّبعي هذه النصيحة لتحافظي على دورة طبيعيّة لنومك خلال الليل.
استفيدي من نور الشمس الصباحي
عندما تستيقظين في الصباح، اخرجي من غرفتك واستمتعي بأشعّة الشمس الدافئة، فهذه الخطوة تساعدك على بثّ النشاط في داخلك منذ ساعات يومك الأولى وعلى إبعاد النعاس والخمول عنك. جرّبي ذلك ولاحظي الفرق من اليوم الأوّل.