كلمة …. رجال !!!
وضع يده على شاربه وقال :
((كلمة رجال .. !!))
إنها عقد موقع بكلمة شرف …
يا سلام … كم كانت هذه الجملة القصيرة تجعلني أشعر بالفخر والعز وأنا أسمعها في المسلسلات … !! وبقيت راسخة في ذاكرتي ومرتبطة بوعد صادق .. حقيقي ..
فمنذ القدم وفي تقاليدنا العربية و الشارب هو دليل الرجولة .. يجب الاعتناء به وتشذيبه ليكون علامة مميزة يتفاخر بها الرجل الحقيقي … والرجل الحقيقي .. هو الذي يتميز بالاقدام والوفاء والاخلاص والصدق والمروءة والنخوة .. و كلمته حد فاصل .. لا تراجع عنها ولو كلفته خسارة مادية أو معنوية .. مقابل الحفاظ على وعد قطعه أو صفقة عقدها … هكذا أفهم الرجولة .. وأنظر الى الرجل وأحترمه.
ولكن على ما يبدو .. ومع تطور العصر وتغير الموضة ، وظهور موضةحلاقة الشوارب … !! بدأ معه عصر حلاقة الوعود . تغير مفهوم الرجولة التقليدي الذي تربينا عليه ليتحول أبو الشوارب إلى رجل عصري مرن يتقبل التغييرات ويتأقلم مع التطورات .. ويغير كلمته حسب الواقع وما يتطلبه الوضع الراهن والمصلحة الشخصية .. مع الوضوح والصراحة منذ البداية ..
ولكن مع حلاقة الشوارب .. وتربية اللحى بدأت مرحلة جديدة بالظهور وهي حلاقة الوعود وتربية العنف والتحدي وفرض الرأي والتكالب من أجل المنفعة الشخصية لتحصيل المصلحة الخاصة .. وادعاء الرجولة وفرضها بالعنف والسلاح ..
بالنسبة لي أحترم الرجل العصري .. وأحاول التأقلم معه .. ولكن لا أستطيع التأقلم مع الرجل الملتحي المدعي للرجولة .. فالرجل الحقيقي ليس بشعر وجهه .. إنما بكلمته … وصفاته … ومواقفه التي تظهر في الأزمات … والحروب.
ما زال الرجل بنظري .. هو الصادق بوعده وكلمته .. لأنها حالة أخلاقية متقدمة ومتطورة لا علاقة لها بالشكل …
فإن كان بامكانه تنفيذ كلمته فليقلها .. أو فليصمت خير له من الوعد بما هو غير قادر عليه … وخسارة مصداقيته و احترام الناس له !!
لتبقى (كلمة رجال …!! ) متحررة من الشعر ومرتبطة بالرجولة .