كتب

كلنا فاسدون

فاطمة عطية الشرنوبي

 الجميع موصومون بالرذيلة” – أمير الطيب في “ممر بهلر” أو كما صدح أحمد زكي في فيلم “ضد الحكومة” “كلنا فاسدون، كلنا فاسدون، لا أستثني أحدا!”.

تخيّل أنك ترتدي ثوبا ناصع البياض تتوسّط جمعا ضخما تخطب فيهم تحثّهم على مبادئ تقدّس الحياة الكريمة، الحرية، والعدالة وفي طيات كلامك تتذمّر ساخطا من فساد يستشري فتغضب وقد اشتدّ الظّلم – حسب رأيك – وطال الجميع ولم يعد يفرّق بين أخضر ولا يابس ثم – وأنت في أوج حماسك – تتفاجأ بانمزاق ثوبك، تتّسع المزقة حتى يكشف الثوب عن قبح كان بالقريب يخفيه، تصبح عاريا من أي فضيلة أو مبدأ كنت للتو تتغنى وتنادي به، تردمك الرذيلة من رأسك حتى أخمص قدميك ويشهد على سوءاتك الجميع، فتتحول بين عشيّة وضحاها من صاحب مبادئ إلى دنيء الخصال تغمرك السوءات.

ينقسم عليك الجَمع فيذهب البعض لاستحقاقك الفضيحة ووجوب رجمك حتى الموت ويذهب البعض الآخر إلى أننا جميعا فاسدون وليس لأحد في ذلك استثناء، لكل منا تاريخ يعجّ بالفساد، لكل منا ثوبه الأسود – قد يطغى على ثوبه الأبيض إذا ما انمزق – القادر على طمس حاضره فجاءة وجعله محطّا لأنظار الجميع ومرمى لسهام ألسنتهم الذين هم في الأصل فاسدون ولكن – لحسن حظهم – لايزال ماضيهم نائما تحت عباءة الفضيلة التي يتصنّعون.

كلنا فاسدون

قام علاء فرغلي بإجْتِثاث القبح كله من جوف الوسط الثقافي ليكشف لنا عن فساده بسخرية لاذعة وضحك باك. ولأن الراوي – وهو الشخصية المحورية – وشخصيات الرواية جمعاء تنتمي إلى المجتمع الثقافي من روائيين و شعراء وناشرين ومصممي أغلفة وصحفيين ونقاد وبوك تيوبرز فنجد أن الفساد هنا من قبيل إقامة علاقة مع صاحب دار نشر مقابل نشر رواية ركيكة تشي بانعدام الموهبة كالناشر وائل درويش،

أو التخلي عن القناعات الشخصية مقابل العمل لدى مركز إعلامي يروّج لأفكار تتعارض مع فكر صاحبه وتحقق له الشهرة والمال كسيد جيزو، أو كتابة مقالات نقدية طويلة تتسع لصفحات وأعمدة عن أعمال هشة الموهبة والفكرة مثل فاخر نعمان الذي يكتب مقابل قبلة من كاتبة أو هدية من كاتب صاعد يبحث عن ثقب ينحشر فيه بين الوسط الثقافي، أو أن تعطَى ورش كتابية على أيدي كتاب ليسوا بكتاب ولا يحزنون ولكن كتبهم هي الأكثر مبيعا لكثرة متابعيهم مثل ندى المزروعي، أو أن تكتب مقالات تتناول أعمالك الأدبية وتنشرها بأسماء أصدقائك مثل أنور المنسي فيبهت الجميع أمام كتابتك وينحنون إجلالا، أما أكثر النماذج غرابة في فسادها كان بالنسبة إليّ من نصيب طرطوس البوك تيوبر، حيث لم يكن لديه أصدقاء عالميّون كما يدّعي ولكن كان لوالده الفنان قدرة على تقليد توقيع كبار الكتاب والمفكرين كباولو كويلو وغيره.

هل للفاسد أن يحارب الفساد؟ دعونا لا ننسى “كلنا فاسدون”

هل للفاسد أن يحارب الفساد؟ دعونا لا ننسى “كلنا فاسدون”. “هدأت الأمور إذن بعد أن أخرجت النفوس حممها، هدأت بعدما تعرّى الجميع أمام الجميع. وسقطت الأردية عن سوءات النفوس”. (الراوي – “ممر بهلر”).

يبدو من سخرية القدر أن يجتمع شلة من الفسدة ليحاربوا شلة من الفسدة. ما حدث أنهم نسوا ما كان من أمر الخلاص والتخطيط للحراك. كما وأخذوا يتقاذفون التّهم فيما بينهم . خرج كل لهيب النفوس المحمومة بالنميمة والحقد، حتى إذا ما تصاعد دخان الاتهامات المتبادلة هدأت النفوس وخفتت الأصوات. ربما كان لا بد من هذه الحرب حتى تغتسل النفوس ويتفرّغوا إلى ما هو أعظم وأجلّ دون الرجوع للوراء والالتفات إلى سوءات بعضهم البعض. وكأنه التطهّر الذي لا بدّ منه كي ينجلي صدأ الرذيلة وتذوب السوءات ليعقبها بناء طاهر سليم قوي البنية قادر على تقويم اعوجاج آخرين.

يقول البطل “الثورة إيثار” وأضيف “في الثورةِ تطهُّر”.

“عندما تصير الأنا نحن، يستحيل السقم عافية” مالكوم إكس (حقوقي أميركي).

يعتمد البطل قوة الجماهير كخير وسيلة للضغط على النظام. فيتحدث مع رفقائه عن الحشد عبر صفحة فيسبوكية تشحذ الهمم وترهف لها الأرواح المغلولة فتحشد الأعداد الكبيرة التي ستملأ الميادين لتتحرك في دفقٍ لا يتوقف تحت راية تظلّهم جميعا على السواء “أيًّا ما كنَّا: حشَّاشين أو خمورجية وأولاد كلب، لن يهم، طالما كان الجميع سليمي الموقف، أصحاب مبادئ، ينحازون للحرية وإن كانت في صالح خصومهم لِيَسد بيننا نداء «چيڤارا»” إذ يقول «إذا كنت تسخط على كل ظالمٍ فأنت رفيقي!». سيتخلص الكل من أنانيته وفرديّته التي يتقوقع داخلها لينفذَ من رحم ذاته إلى فضاء الجماعة.

كلنا فاسدون – “ممر بهلر”

“أنظر إلى الصورة من شرفَة عمارة “كنتاكي” فأرى بساطًا من رؤوس البشر لا يحيطه البصر” (ممر بهلر).

لذا فقد اجتاح بركان تطهّر غمر أرواح الجميع، فبدأت موجات الاعتراف تتوالى ولكنه ليس اعترافا سريا هامسا خلف جدران الكنيسة بين يدي الكاهن ولكنه اعتراف على الملأ، على مرأى ومسمع من الجميع. فتوفيق الشربيني، الذي كان بالأمس أضخمهم تفاخرا وحبا لذاته وأشدهم نزقا إذا ما أحسّ أنه لا يمثّل محور القيادة، أفضى باعترافات جريئة، وحينما تدفّقت السيول البشرية كان يتقدّمهم بجسارة يصدّ الاعتداء عن الحشد، يبكي، يتصبّب عرقا، يشارك في إسعاف من سقطوا، لا يتوقف عن إيقاد حماسهم وتأجيج غضبهم، أما عن أحمد الطيب، والذي عرفناه كزير نساء، فقد تزوّج زيجة شرعية في نهاية المطاف. هكذا إذن انسجم الجميع مع الملايين فأضحوا جسدا واحدا وقد كانوا بالأمس القريب فرادا، غلّفهم لون أوحد لا يتميز فيه أحد عن الآخر. تساقطت الرغبات وتهاوت المصالح الفردية فتجرّدوا جميعا من رداء الشهوة: شهوة المال والشهرة والحصانة.

“الرفقة تفتح للرفقاء طاقات الأمل، حتى بين جدران الزنازين وعلى مبعدة أقدام من الجلّادين، الرفقة تعيد للوجوه ماء الحياة” (ممر بهلر).

حينما يخطّط الروائي لثورة

“ولنر في النهاية أيّ الأبطال أكثر إبداعا وأدهى حيلة وأكثر ذكاء وأصدق نبوءة: الفنان المبدع، أم السياسيّ والعسكريّ! ألسنا نتقمَّص في رواياتنا أبطالًا سفَّاحين ومَعاتيهَ وعباقرة وفَتَيات ليل؟ لنتقمَّصْ إذن شخصيَّات أصحاب السُّلطة والنفوذ! ألسنا نقرأ الناس ونستجلي سرائرهم لنعبر عن أحلامهم وهواجسهم، هل تعجزنا حيل هؤلاء؟”.

في “ممر بهلر” يأخذك الراوي في رحلة مليئة بالفكاهة أحيانا والخوازيق أحيانا أخرى للتخطيط والتنظيم للحشد لثورة تقيم اعوجاج الفاسدين وتطلق العنان لغضب المواطنين. يصطحبنا في رحلته تلك ويطلعنا على سرّ خطته لنجد أنه يلعب لعبة كتابة رواية جميلة ذات نهاية سعيدة، فيرسم أبطالها واحدا واحدا، يتقمّصهم ويتبنّى طرائق تفكيرهم وردود أفعالهم فيعبّد الطريق ويضع خططا ليهزمهم بهدوء ويزيح العوائق حتى يصل بسلام إلى لحظة النصر، يتحدى الراوي صديقه بثقة بالغة معلنا أن الفنان أكثر ذكاء وأدهى حيلة من السياسي الذي يمسك بحبال الحكم والعسكري الذي يملك مفاتيح الدبابة، فالفنان قادر على قراءة أفكارهم واستجلاء ما تسرّه صدورهم وما قد يقدمون عليه فيضع احتمالات تجنّبه الوقوع في فخاخهم لئلا يسقط بين مطرقة السياسي وسندان العسكري.

رحلة الراوي من “سنعمل ثورة” إلى “حين تحكم الثورة

“أحكي عن بلد كبير كبلدنا يسكن هامش الحضارة، وعن حراك يجب أن نصنعه لنعيده إلى المركز.”

من أين لك هذا يا سيدي الراوي؟

“سنعمل ثورة!“.

“لازمة لفظية” أصابت الراوي وكان قد استهلّ بها السرد: “سنعمل ثورة”. يبدأ بها حديثه مع رفقائه ليضمّهم واحدا تلو الآخر إلى البذرة الأولى. ثم يستفيض بعدها في شرح الفكرة. كان من فرط ثقته أن الخطة ستمضي كما يريد لها أن تمضي، انتقلت اللازمة اللفظية إلى طور جديد بعد ذلك: “حين تنتصر الثورة”، وأخواتها: “حين تحكم الثورة”، “حين تندلع الثورة”،. “حين تنجح الثورة”، “حين تنطلق الثورة”، “حين تنهض الثورة”.

وهنا تأتي الثيمة: سنعمل ثورة. كلمتان ثقيلتان إن تحقّقتا ستنفلت الأمور من أيدي الساسة وينقلب الحال رأسا على عقب. فيقبع من يحكمون خلف القضبان ويعتلي السجناء عرش الحكم والقضاء.

“حين تندلع الثورة ستغسل النفوس وتجلو صدأها ويجد المرء حلمه وسبيله. وحدها الثورة ستكسر أسيجة العزلة وتشيع المحبة وتحاصر الجريمة: جريمة الإنسان في حق أخيه وفي حق نفسه”. (ممر بهلر).

المواطنون الشرفاء … لَسنا شرفاء 

“عليك أن تكون خائفا، هذه هي الطريقة الوحيدة لتظلّ من المواطنين الشرفاء”. سارتر ساخرا على لسان الراوي (ممر بهلر).

الراوي الذي يؤمن بصواب أفلاطون حين قال. “إن السماء لو أمطَرَت حرِّيَّةً لفتح العبيد مظلَّاتهم.” يخطّط لثورة محكمة البناء متماسكة القوى ثابتة الخطى واضحة المطالب ليقف هو ومجموعته – الغارقون في فسادهم – في وجه جبل جليدي من الفساد باحثا عن فرصة “ستعدل المعوج وتعيد الحقوق وتقضي على الفوضى”، لم يرَ في الخوف حلّا قطّ، يؤمن بأناس ابتلع الخوف همّتهم حتى ماتت أرواحهم فلم تعد تحلم بغدٍ أفضل وتحشرجت أصواتهم فلا تسمع لهم قولا. وحيث أن “الشيء الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجة إلى الحرية و إنما إلى العبودية.

“سيكولوجية الجماهير”( جوستاف لوبون).

ذلك أن ظمأها للطاعه يجعلها تخضع غرائزياً لمن يعلن بأنه زعيمها” كما ذكر جوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير”. فإنه يتوجّب على الراوي أن يجعل من نفسه زعيما يلتفّ حوله ظمأى الحرية ويعرف كيف يؤثر على مخيّلتهم، فيلهب حماسهم ويثير شجونهم ويضفي بنزينا على نار حنقهم الصامت حتى تهبط الصرخات حجارةً على رؤوس الفاسدين فتؤرّق سباتهم.

في بطن الظّلمة وضيق الوحشة تنقشع الغمامات وفي الصّحبة يزهِر الرّجاء.

“لا يقتحم الغابة من يخشى حفيف الأشجار” (ممرّ بهلر).

“الخوف من العقاب يجبر الفرد المعزول أن يكون مسؤولا عن كبح جماحه”، “سيكولوجية الجماهير”( جوستاف لوبون).

أن تترك للخوف سبيلا إلى قلبك يعني أن تتوقف عن التذمر وتضع حلمك جانبا. ذلك أن الخوف يجرّ صاحبه إلى الخضوع والاحتجاج، يجرّ صاحبه إلى المقصلة. خوف صامت تسلّل إلى صدور الرفقاء – الذين انتقاهم البطل الممسك بشعلة الانطلاق والمصرّ عليها – أبعدهم واحدا تلو الآخر عن صاحبهم، حذّره البعض من العواقب غير المتوقعة. ولكنه يتفق مع سارتر في السخرية من الرأي الذي يقول إن الخوف هو “الطريقة الوحيدة لتظلّ من المواطنين الشرفاء”. غير أن الخوف تمكّن لاحقا منه. أحسّ بذراته تبتلعه وتخنق مسام جلده حينما وجد نفسه محاصر بين جدران إسمنتية سميكة تحت الأرض أمتارا وصف رائحتها بـ”رائحة موت معتّق”. لم تلتقط أذناه سوى حفيف أقدام تمرّ قبالة الكوّة الضيقة التي “لا تسمح لرائحة الحياة بالدخول” وصرخات مستغيثة من تهاوي السياط على أجسام عارية في زنازين مجاورة، صار وجِلَ القلب مسلوب الإرادة، بقي على هذا الحال طويلا حتى قالها بوضوح “في النهاية سأموت ولن يدفن معي درع الجائزة … لن أعلن استسلامي.”

“احترسوا من هذا الشعب، فهو يخفي قوة نفسية هائلة!” “عودة الروح” (توفيق الحكيم).

هنا أرض الميدان … هنا المدينة الفاضلة

“هذا عالم آخر وحياة أخرى تستعصي على الإدراك، لكنها الحياة التي نريد” (ممر بهلر).

كانت الجموع في أرض الميدان تتصرف كَصحبة قديمة. إلى درجة تتيح لك مشاركة أحدهم طعامه دون إذن أو أن تتناول الرشفة الأخيرة من كوب شاي لهذا أو ذاك. أو أن تجد سيدة تنزع عنك قميصك لتصلح ما به من مزق. امتزج الجميع على أرض الميدان. كما وتماهت الألوان والطبقات والانتماءات في تناغم بديع. حتى صار الميدان بيتا ينتمي إليه كل ثائر لا يعجبه تلاشي 7000 عام من الحضارة .حيث “سياج الكوبري مترّب. كما ومصابيح العواميد منطفئة أيضا. وسلال القمامة بلا قعور، والرصيف متهدّم، والباعة يصفّون المقاعد البلاستيكية بطول النيل للإيجار. والسيارات قديمة متهالكة تبعث روائح منفرة. وباعة الورود لا يتركون زوجا من العاشقين يسيران على حافة الحلم دون محاولة ابتزازهما. وكمين البوليس يستوقف بعضهم ويطالع البطاقات.”

ثورات مصر في أقلام أدبائها

“لن يكون هناك أدب ثوري إلا عندما يشرع الثوريّون في الكتابة” لۇشۈن (كاتب صيني)

عندما قامت ثورة 1919 كانت هناك “عودة الروح” بقلم توفيق الحكيم وعندما اندلعت ثورة 1952 صار هناك “في بيتنا رجل” بقلم إحسان عبدالقدوس والآن لدينا “في ممر بهلر” بقلم علاء فرغلي، هناك – دائما – الأديب الذي يملك مفاتيح الإبداع ليرسم بكلماته مشاهد حية تنطق بصوت الجماهير المتدفقة في شوارع المحروسة وحاراتها وميادينها فيمنحها الخلود على صفحات رواية أو قصة. فـ”عودة الروح” تمنح الأبدية لثورة 1919 حيث يتوحّد الجميع تحت زعامة سعد زغلول.

في الرواية يرى أثريّ فرنسي مستقبل مصر وقد غرق فلاحوها في الضرائب فيقول “أمّة أتت في فجر الإنسانية بمعجزة ‘الأهرام’ لن تعجز عن الإتيان بمعجزة أخرى… أو معجزات!… أمة يزعمون أنها ميتة منذ قرون، ولا يرون قلبها العظيم بارزا نحو السماء بين رمال الجيزة!… لقد صنعت مصر قلبها بيدها ليعيش الأبد…!”. و”في بيتنا رجل” تَمنح الأبدية لثورة 1952، حيث يقصّ إحسان عبدالقدوس قصة شاب جامعي لا يطيق الظّلم والانحناء أمام من سلب قوت وطنه ويعدّ المسؤولين المتعاونين مع الإنجليز خونة لا يستحقون العيش فأحال أحدهم جثة هامدة، ثم جاءت ثورة يناير في 2011 لتجد في “ممر بهلر” تخليدا لذكراها.

“عودة الروح” و”ممر بهلر”

أمّا إذا اتبعنا رأي الحمقى وقررنا جميعا الخوف كي نضمن بقائنا في خانة “المواطنين الشرفاء” فلن يكون هناك من يشقّ الصمت بمطلب بالعدالة والحرية أو يلقي حجرا في مياه راكدة عطنة تكاثر فيها الدود وتعملقت حيتانها التي لا تشبع. في “عودة الروح” و”ممر بهلر” يمسَك بمن شارك في السخط ليقبَر في سجن سحيق. إذاً، سواء في ربيع مارس أو في قرس يناير تضع مصر مولودها بعد حمل طويل من الغضب المصفّد بين جدران القلوب والصبر والسكوت. يهب الشعب دفقة واحدة فيجري نهر بشري لا توقفه دبابة ولا عصا أمنية ولا يد حاكم حتى يستعيد ما استلب من قوتِه وحريته فينتزعها نزعا بالقوة العظمى: قوة الجماهير.

“البناء الاجتماعي والتعلم الذاتي النفسي والجسدي سيصبحان وجهة لعملية واحدة. فالفنون بفروعها: الأدب والدراما والرسم والموسيقى والعمارة ستضفي لهذه العملية شكلها البهي. سيغدو الإنسان أقوى وأكثر حساسية وحكمة بشكل ملحوظ فيصير جسده متناغما وحركاته إيقاعية وصوته موسيقياً. وسيرقى الإنسان المتوسط إلى مرتبة أرسطو وغوته وماركس. “الأدب والثورة” (ليون تروتسكي).

مجلة الجديد اللندنية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى