كواليس “اجتماعات القاهرة”: الصفدي رفع سقف الخطاب والجيش المصري يقر بوجود “مخاطر”…

رفع خطاب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي ألقاه في اجتماعات القاهرة لوزراء الخارجية العرب على مستوى مجلس الجامعة العربية من سقف التوقعات التي تتحدث عن تدحرج أزمة حادة جدا في العلاقات والاتصالات ليس بين الاردنيين والاسرائيليين فقط.
ولكن بين الأردنيين والأمريكيين ايضا الأمر الذي يظهره سعى الوزير الاردني لمخاطبة الدول العربية في اجتماعات القاهرة باعتبارها الهدف الأساسي المباشر للتهديد الذي يؤسسه في المنطقة المتطرفون في الحكومة الاسرائيلية بعد الضفة الغربية وغزة وسورية ولبنان والاردن.
ربط وزير الخارجية الأردني وبصورة نادرة غير مسبوقة لأول مرة بين حكومة او ما وصفه نظام إسرائيلي متشدد يسعى الى اخضاع المنطقة والهيمنة عليها.
وهي اللغة التي تستخدمها أدبيات الشارع الاردني بالعادة تحت عناوين خطط مشروع إسرائيل الكبرى.
وأظهر خطاب الوزير الأردني ان المؤسسة الدبلوماسية الأردنية مثل بقية المواطنين تشعر بالمخاطر.
وان وزارة الخارجية الأردنية طلبت من الدول العربية المعتدلة التي تحاول التقليل من مخاطر اليمين الاسرائيلي النظر الى خارطة الوقائع وعلى اعتبار ان تدمير عزة ثم نهب وسرقة الضفة الغربية وهو تعبير استعمله مباشرة وزير الخارجية الاردني ينقل الأزمة باتجاه السيطرة على لبنان وسوريا.
وبالتالي الهيمنة على المنطقة تماما وهو ما يشكل تهديدا لنا جميعا كما وصف وزير الخارجية.
على هامش إجتماعات القاهرة ظهر ان وزارة الخارجية المصرية ومعها المؤسسة العسكرية المصرية تشاركان الأردن مخاوفه وتقييمه للمخاطر بعد سلسلة التهديدات غير مباشرة وصلت للجيش المصري من جانب حكام تل أبيب وبينها التصريح الأخير لبنيامين نتنياهو والذي تحدث فيه عن مخالفة الجيش المصري لشروط إتفاقية السلام في منطقة سيناء.
وهو ما إضطر جنرال بارز مسؤول عن الإستخبارات في مصر للرد مباشرة على نتنياهو بتذكيره بان المسافة بين العريش وتل أبيب لا تزيد عن 100 كيلوا مترا.
خلف كواليس اجتماعات القاهرة لم يكن يبرز اي تشدد من جانب بعض الدول الخليجية في مواجهة الخطاب الاردني.
لكن لوحظ ان مندوبي الدول مثل تونس والمغرب لجأوا الى الصمت وعدم المشاركة بفعالية لا بترويج المخاوف الاردنية المصرية ولا بالتقليص منها الأمر الذي يثبت بان النظام الرسمي العربي يتفهم مخاوف الاردن وكل من سوريا و لبنان و لاحقا مصر في الوقت الذي تسعى فيه عمان بكل ما لديها من ثقل وأوراق قوة الى برمجة تاسيس موقف عربي موحد ينهي الحالة التي تصدرت في إسرائيل تحت عنوان الضم السريع للضفة الغربية.
ويحاجج دبلوماسيين ومراقبون بان بعض الدول العربية ارسلت تحذيرا شديد اللهجة لبنيامين نتنياهو وحكومته فكرته ان اتفاقيات السلام والتطبيع الإبراهيمي الموقعة ستهتز فورا في حال اتخاذ قرار بتقويض السلطة الفلسطينية وضم الضفة الغربية مع ان الجانب الأمريكي في المقابل لا يصدر عنه اي موقف محدد وواضح الامر الذي تعتبره دول عربية مثل مصر والاردن والسلطة الفلسطينية صنف من التحفيز السلبي لليمين الاسرائيلي حتى يواصل تهديد الجيران.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية