كورونا يستغرب تأخر التعاون العربي لمواجهة مخاطره على أمتهم!!
خاص باب الشرق
عدا إتصال ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد بالرئيس الأسد والتباحث معه حول تداعيات إنتشار كورونا، فإننا لم نسمع عن أي مسعى عربي مشترك لمواجهة هذا الوباء. أليس من طبائع الأمم أن تعود الأمة إلى مشتركاتها عند تعرض أطرافها إلى مصيبة كوباء كورونا؟؟
يبدو أن الحكومات العربية إنكفأت كل منها على ذاتها، متمسكة بخلافاتها وعصبياتها تجاه بعضها البعض، دون أي إعتبار لمصلحة الشعوب العربية التي تتعرض للخطر القاتل كورونا. وهذا ما يكشف بلادة هذه الحكومات تجاه خطر كورونا، كما يكشف قصورها عن تجاوز خلافاتها لمواجهة الخطر الداهم والوبائي.
إذا كانت الحكومات العربية تختلف فيما بينها حول العلاقة مع الخارج وحول موقفها من التبعية للغرب، أو القبول بإسرائيل، أو خدمة الإستثمار الغربي… فهل يمكن أن نختلف حول الحفاظ على الحياة، حياة الأفراد، و حياة المجتمعات، تجاه وباء خطير؟؟ إن الخطر يطال الجميع ولا خلاف ممكن أن يقع حول خطر هذا الفيروس، وحول ضرورة مواجهته، ومع ذلك لم نسمع عن أي تعاون عربي في إطار هذه المواجهة.
الأمة العربية تمتلك إمكانيات مالية وإقتصادية وبشرية وعلمية تستطيع إذا أجتمعت دولها، وتعاونت حكوماتها، أن تنجز مواجهة للوباء أكثر جدوى وأشد تأثيراً… فهل من الصعب على الدول العربية الغنية مساعدة شقيقاتها الأخرى، بالأجهزة الطبية اللازمة وأجهزة التنفس وأدوية الفحص وأدواته؟؟ وهل من الصعب على هذه الدول تزويد شقيقاتها بتجهيزات مشافي الطوارئ، أو تحويل الفنادق والمدارس إلى مشافي بشكل سريع لمواجهة أي تطورات للوباء؟؟ المال موجود، والأسواق مفتوحة، ولا يحتاج الأمر إلا لعقلية عربية جامعة، تتحسس جذورها القومية، و تحترم ما قاله الرسول الكريم حول البنيان المرصوص.
السؤال الآن هو: ماذا سيعني إنكفاء و تطنيش الحكومات العربية عن المبادرة إلى مد الأيدي و التعاون الشامل بين الأشقاء العرب في مواجهة كورونا؟؟ لن يعني شيئاً إلا بلادة هذه الحكومات تجاه خطر يتهدد الأمة، وهي البلادة التي تفضح طبيعة هذه الحكومات تجاه المخاطر والتهديدات، وهذا ما يفقدها كل شرعية، و هو ما يعريها أخلاقياً ودينياً وسياسياً وقومياً. فهل يسقط كورونا شرعية الحكومات البليدة المنكفئة على خلافاتها السياسية وتعصباتها السلطوية؟؟