علاقات اجتماعية

كيفية إدارة العلاقات مع زملاء السكن في الحياة الجامعية

سامر سليمان

تفرض ظروف العلم والدراسة على بعض طلبة الجامعة الاغتراب عن موطنهم الأصلي لتلقي العلم والمعرفة، وقد يكون السفر داخلياً (داخل الوطن)، أو خارجياً من دولة إلى أخرى وحتى من قارة لأخرى طلباً للعلم والمعرفة، فالبعض يسافر لدراسة تخصص ما غير موجود في بلده أو لأفضلية التعلم في الدولة الأخرى وإتاحة فرص العمل فيما بعد، بالسياق التالي التقت “سيدتي” د. سارة جابر، خبير تنمية بشرية وتعديل سلوك في حديث حول كيفية إدارة العلاقات مع زملاء السكن في الحياة الجامعية.

 

الإقامة مع زملاء السكن في الحياة الجامعية تجربة مدهشة

تقول د. سارة جابر لسيدتي، الإقامة مع زملاء السكن في الحياة الجامعية تجربة مدهشة توفر فرصة مثيرة للعيش مع أقران ذوي خلفيات بيئة واجتماعية مختلفة مما ينتج عنه تلاقي ثقافات واكتساب مهارات غير متوقعة والتعرض لخبرات مفيدة ومثمرة يتشاركها الطلبة بشخصياتهم المتنوعة، وعلى الرغم من الصورة المشرقة لهذه التجربة، إلا أنها قد تنضوي على بعض التحديات والصعوبات، فمشاركة المساحات المشتركة بشكل متناغم والحفاظ على جو إيجابي في مكان الإقامة المشتركة وإنشاء علاقات قوية يمكن أن يمثل تحدياً كبيراً يتعرض له كثير من طلاب الجامعة من المغتربين نظراً لاختلافات العادات والتقاليد.

إستراتيجيات عملية لإدارة التعايش مع زملاء الجامعة

التواصل الحازم والمحترم

تقول د. سارة جابر: التواصل ضروري للتعايش مع زملاء من بيئات وثقافات مختلفة، ولذلك قم بإنشاء بيئة من الانفتاح والاحترام، حيث يشعر زملاء الجامعة ممن يقيمون معك بالراحة في التعبير عن احتياجاتهم واهتماماتهم.

  • اجتمع معهم بشكل منتظم لمناقشة الموضوعات المهمة المشتركة ومشاركة التوقعات لبعض الأمور التي تُثير اهتماماتكم، واعمل على حل أي سوء فهم.
  • استمع بنشاط إلى زملائك وحاول أن تكون متعاطفاً تسعى لفهم وجهات النظر المختلفة معك.
  • اعلم أن التواصل الواضح والفعال هو الأساس لبناء علاقات إيجابية ومنع الصراعات.
  • ضع القواعد وأسس لاتفاقيات التعايش المشترك.
  • للحفاظ على بيئة متناغمة، من الضروري وضع القواعد والأسس واتفاقيات التعايش في مكان الإقامة.
  • تعاون مع زملائك لتحديد الأسس التي تُعزز الاحترام المتبادل.
  • اعمل على وضع قوانين تحكم النظافة والاستخدام المشترك للمساحات مع الأخذ بالاعتبار مراعاة الآخرين.
  • تأكد من موافقة الجميع على هذه القواعد والالتزام باتباعها. سيساعد هذا في منع سوء الفهم والصراعات غير الضرورية.

لحل النزاعات بشكل بناء

إذا ساقتك الظروف للسكن مع زملاء الجامعة قد تنشأ بعض الصراعات البسيطة أو المعقدة التفاصيل، ولذلك فمن المهم معالجتها بشكل بناء ومنعها من أن تصبح مشاكل أكبر.

  • عندما ينشأ صراع، ابحث عن حل سلمي من خلال الحوار.
  • استمع إلى مخاوف الآخرين.
  • عبّر عن مخاوفك بحزم واحترام.
  • ابحث عن الحلول الوسط والبدائل التي تُرضي جميع الأطراف المعنية.
  • إذا استمر النزاع، فكر في إشراك وسيط محايد أو المسؤولين عن مكان الإقامة للمساعدة في تسهيل التوصل إلى حل.

مارس التسامح واحترام ثقافة الآخر

يُعد التنوع جزءاً مثيراً من حياة السكن الجامعي، فالحياة مع أشخاص من ثقافات وتقاليد وتجارب مختلفة يُثري تعلمك ونموك الشخصي، ولممارسة التسامح واحترام الاختلافات الثقافية:

  • تعرف على عادات وتقاليد زملائك المقيمين.
  • شارك عاداتك وتقاليدك بانفتاح وتفهم.
  • تناقش معهم في أهمية تقبل واحترام ثقافة الآخر لكي يكون الأمر متبادلاً، فمن شأن التبادل الثقافي أن يُعزز العلاقات بين الجميع ويعزز بيئة شاملة ومتناغمة.

احترام المساحات المشتركة والخصوصية

عندما تتعرض لتجربة السكن الجامعي، فمن الضروري احترام المساحات المشتركة والخصوصية لكل زميل ولذلك:

  • حافظ على المساحات المشتركة، مثل المطبخ أو غرفة المعيشة أو الحمام، مرتبة.
  • نظف المكان بعد الاستخدام.
  • تجنَّب ترك الأغراض الشخصية في المناطق المشتركة لفترات طويلة من الوقت.
  • احترم خصوصية الآخرين ولا تفرض نفسك وتترك فضولك يحركك.
  • تجنَّب الدخول إلى غرفهم دون إذن ومقاطعة لحظات دراستهم أو راحتهم.
  • كن ودوداً ومتفهماً وأظهر اهتماماً حقيقياً بحياتهم.
  • حافظ على سلوك منفتح وودود. تذكر دائماً أن الجميع بعيدون عن المنزل ولا بد أن يتكيفوا مع البيئة الجديدة.
  • اعمل على تقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة.

شارك الاحتفال بإنجازات ونجاحات الآخرين

  • المشاركة في الأنشطة والفعاليات المجتمعية.
  • تعتبر الأنشطة والفعاليات المجتمعية وسيلة ممتازة لتعزيز التعايش في السكن ولتحقيق ذلك:
  1. قم بتنظيم أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية أو النزهات الجماعية.
  2. شارك في الألعاب الجماعية أو وجبات العشاء الجماعية ذات الطابع الخاص.
  3. يمكنك مشاركة ثقافة طعامك من خلال إعداد صنف من الأطباق الشهيرة بمدينتك.

ستساعد هذه الأنشطة على خلق شعور بالانتماء للمجتمع والصداقة الحميمة بين جميع السكان، بالإضافة إلى ذلك، ستمنحك الفرصة للتعرف إلى زملائك بشكل أفضل ومشاركة الاهتمامات وإنشاء ذكريات دائمة. كما أن المشاركة في الأحداث المجتمعية تشجع التعاون والعمل الجماعي، وهي عناصر أساسية للتعايش الناجح.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى