الحياة مليئة بالقرارات المهمة والمصيرية، التي يجب التفكير فيها جيداً حتى لا تؤثر على حياتنا وحياة منْ حولنا، فاتخاذ القرار عملية أساسية في حياتنا اليومية، حيث نواجه باستمرار خيارات متعددة، ونحتاج إلى اختيار الخيار الأمثل، لذا فإن القرار الأسري لابد أن يكون قراراً جمعياً، يتم من خلال الزوج والزوجة وبالتراضي والمشاركة والشفافية والمصداقية باعتبارهما رمزي الكيان الأسري، بالسياق التالي “سيدتي” التقت خبيرة العلاقات الأسرية نجوي فهيم في حديث حول كيفية اتخاذ القرار بين الزوجين لعلاقة زوجية ناجحة.
أهمية المشاركة في اتخاذ القرار بين الزوجين
تقول خبيرة العلاقات الأسرية نجوي فهيم لـ”سيدتي”: لا شك أن الأسرة مبنية على تعاون وشراكة زوجية، وعملية اتخاذ القرار بين الزوجين هي عملية لاختيار بين أمرين أو أكثر، ويعتبر اتخاذ القرار داخل الأسرة من الأمور الحساسة والمعقدة التي يناقش فيها أفراد الأسرة ويقيّمون ويختارون مسار العمل المناسب لموقف أو مشكلة معينة، وبإشراك الجميع، وهي تتطلب التوازن بين احترام احتياجات ورغبات جميع أفراد الأسرة لضمان تحقيق مصالحها العامة، ويعتمد النجاح في عملية اتخاذ القرارات في الأسرة على التواصل الفعال، واحترام الاختلافات، والتعاون، والبحث عن حلول مشتركة والتكيف مع التحديات، وتبني هذه المبادئ يعزز التواصل المفتوح والتفاهم المتبادل والثقة داخل الأسرة، ويمكن للأسرة تحقيق الاستقرار والسعادة.
إستراتيجية ناجحة لضمان اتخاذ قرارات فعالة في العلاقة الزوجية
التواصل الفعال
الحوار الفعّال لاتخاذ القرار بين الزوجين بطريقة مدروسة يعزز استقرار الأسرة، ولابد أن يكون الحوار مفتوحاً وصادقاً بين جميع أفراد الأسرة، عند التعبير عن مشاعرهما وأفكارهما واحتياجاتهما بشكل صحي ومتوازن، كما يجب أن يستمع كل طرف للآخر باهتمام، فالاستماع يسمح للأزواج بمناقشة المشاكل بهدوء وموضوعية، والتفاعل معه بإيجابية، مما يعزز من فهم وجهات نظر بعضهما، والوصول إلى أرضية مشتركة، كما يؤدي إلى حلول أكثر إرضاءً، وأن يكون التواصل مبنياً على الصدق والأمانة، فهما ضروريان لاتخاذ قرارات حكيمة ومناسبة للطرفين، وأن يكون كل طرف صادقاً في تعبيره للآخر، ولابد من تجنب استخدام لغة نقدية أو مسيئة، حتى لا تؤثر على العلاقة بينهما.
بناء الثقة المتبادلة
يجب على الزوجين الوفاء بالوعود، فالوفاء بالوعود يؤكد على الأمانة والمصداقية، ويساعد في تقوية الثقة بينهما، مما يجعلهما يشعران بالأمان والراحة في علاقتهما، كما يجب عليهما العمل على بناء ثقة قوية بينهما، فبوجود الثقة يكون الزوجان أكثر استعداداً لمناقشة الأمور بشكل هادئ، وحل المشكلات بدلاً من التوتر والصراعات، وهو ضروري لاتخاذ قرارات مشتركة.
التعاون والتنسيق
يجب على الزوجين توزيع الأدوار والمسؤوليات بشكل عادل وفعال، وألا ينفرد طرف واحد بإتخاذ القرار؛ لأن قراره سيكون ناقصاً بدون شريكه، كما يجب على الزوجين وضع أهداف مشتركة، ويكون لديهما نفس الفهم والرؤية حول ما يريدان تحقيقه، إلى جانب تنسيق الجهود، وهذا يتطلب التناغم والتعاون والتقاسم في المسؤولية لتحقيق أهدافهما وتنفيذ قراراتهما.
فهم احتياجات بعضهما البعض
والمقصود هنا الاحتياجات العاطفية، أي يجب على الزوجين أن يكونا على دراية باحتياجاتهما العاطفية والنفسية، وأن يعملا على تلبيتها، وتوفير الدعم لبعضهما البعض.
الاستعداد للتغيير والتكيف
يجب على الزوجين أن يكونا على استعداد لتقبل الاختلافات بينهما، وأن يدركا أن الاختلاف ليس بالضرورة مصدر خلاف، بل يمكن أن يكون مصدر تنوع، وأن يكونا على استعداد للتكيف مع التغيرات التي قد تحدث في حياتهما، وأن يدركا أن الحياة الزوجية ليست ثابتة، بل في تطور مستمر.
احترام الاختلافات ووجهات النظر
يجب أن يتم احترام وتقدير آراء جميع أفراد الأسرة، حتى إن كان مختلفاً عن الرأي الشخصي، كما لا بد أن يتجنب الطرفان أساليب التهكّم والسخرية، أو التعالي والغرور في الحديث بينهما، فالاحترام المتبادل يخلق بيئة إيجابية وصحية داخل الأسرة، ولابد من تقدير وجهات نظر بعضهما البعض وأن يدركا أن الاختلاف في الرأي ليس بالضرورة دافعاً للهجوم.
تخصيص وقت للزوجين
يجب أن يحرص الزوجان على تخصيص وقت مشترك لهما معاً، بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، من أجل إنعاش العلاقة الزوجية، وتجديد الحب، فذلك يؤدي إلى تعزيز الترابط والانسجام بين الزوجين، ويسهل عملية اتخاذ القرار بين الزوجين، كما يجب الحرص على ممارسة الهوايات المشتركة، مثل الخروج معاً، أو الرياضة، أو قراءة الكتب.
الاستعانة بالمختصين
إذا واجه الزوجان صعوبة في اتخاذ القرارات أو في التعامل مع المشاكل، فيمكنهما الاستعانة بالمختصين مثل استشاري العلاقات الزوجية أو المعالجين النفسيين، لتقديم العون للأزواج في فهم أسباب التردد أو الصعوبة في اتخاذ القرارات، والمساعدة لوضع خطط عملية لمواجهة أي تحديات محتملة في الحياة الزوجية.
مجلة سيدتي
