لتعزيز التفاهم والاحترام بين أصدقاء من ثقافات متنوعة في عصر العولمة والتواصل الثقافي المتزايد مع نمو وسائل التواصل التكنولوجي وزيادة التفاعل بين ملايين العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح التفاعل مع أصدقاء من ثقافات متنوعة أمرًا شائعًا وضروريًا في حياتنا اليومية. إن التعامل مع أصدقاء من خلفيات وثقافات مختلفة يعزز التنوع ويثري تجربتنا الاجتماعية، ولكن في الوقت نفسه، يمكن أن يكون تحديًا بالنسبة لنا. فالثقافات المختلفة تأتي مع قيم وعادات وتقاليد متباينة، وقد تتسبب في تفاهم غير كافٍ أو حتى صراعات.
لذا، يعد تعزيز التفاهم والاحترام بين أصدقاء من ثقافات متنوعة أمرًا أساسيًا لبناء علاقات صحية ومثمرة. هذا يتطلب فهمًا عميقًا للعوامل التي تؤثر في التفاعل بين الأشخاص من ثقافات متعددة والأساليب التي يمكننا استخدامها لتعزيز التواصل والتعاون بيننا.
يقول هشام الجيار خبير تنمية الموارد البشرية: إنه على الرغم من أن التنوع الثقافي يمكن أن يكون مصدرًا للثراء والفهم العميق، إلا أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون مصدرًا للتوتر والارتباك. إذا لم نتعلم كيف نعزز التفاهم والاحترام بين أصدقائنا من ثقافات متنوعة، فقد نجد أنفسنا في مواقف صعبة ومحرجة، وقد نفقد فرصًا عظيمة لتوسيع آفاقنا وتعزيز صداقاتنا. نستكشف نصائح عملية تساعدنا على بناء علاقات أقوى وأكثر استدامة مع أصدقائنا من مختلف الخلفيات الثقافية. إذا كنتم مهتمين بتحسين العلاقات الاجتماعية في حياتكم وتطوير مهارات التفاهم والاحترام، فإن هذا الموضوع سيكون لديكم دليلًا مفيدًا وملهمًا.
فهم التنوع الثقافي بين الأصدقاء
ويري هشام انه يمكن بسهولة أن ننغمر في ثقافتنا الخاصة، ولا نجد داخلنا السعة الكافية لتقبل الثقافات الأخرى خاصةً التي تختلف مع ثقافتنا بشكل كبير في القيم والعادات والتقاليد. لكن فكرة الاختلاف في حد ذاتها هي ما تجعل الحياة مثيرة للاهتمام، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه الاختلافات مفيدة بل وهي ما تميزنا. لهذا قبل أي شيء يجب عليك التعمق في ثقافتك الخاصة ودراستها وفهمها وبدء تقبل ما هو مختلف عنك. بهذه الطريقة ستكون مقتنعًا بثقافتك الخاصة وستفهم ما يجعل ثقافتك مختلفة عن غيرها، لكنك لن تفرضها على الآخرين كما ستعطيهم المساحة للتحدث عن ثقافتهم لتفهمها بشكل أفضل.
يمكنك تعزيز فكرة احترام وتقبل التنوع الثقافي أيضًا من خلال اتباع ما يلي:
- تفاعل وكون صداقات مع أشخاص خارج ثقافتك، وتحدث معهم عن حياتهم وعاداتهم
- تعلم لغة جديدة وتحدث مع أصدقائك بلغتهم بدلًا من لغتك
- بادر بالعمل مع أشخاص من ثقافات مختلفة أو بالعمل في شركات عالمية
- شجع على وضع سياسات ضد التمييز في العمل
- كن منفتحًا للاستماع والتخلي عن الحكم المسبق
- لا تفرض معتقداتك وقيمك الخاصة على الأشخاص الذين لديهم معتقدات مختلفة
- اقرأ عن الثقافات الأخرى واقرأ الكتب المُؤلفة بواسطة أشخاص من ثقافات مختلفة؛ لتحصل على نظرة أعمق عن الحياة من وجهة نظر الثقافات الأخرى
- شاهد الأفلام والمسلسلات الوثائقية والمبنية على قصص واقعية تنتمي إلى الثقافات الأخرى
- سافر حول العالم بقدر ما تستطيع لتختلط وتشارك وتكون فكراً أعمق عن الثقافات الأخرى من مصدرها
- ابتعد عن استخدام الصور النمطية التي يمكن أن تتكون لديك عند تعلم الثقافات الأخرى، لأن ليس كل الأشخاص من الثقافات الأخرى سيكون لديهم نفس المعتقدات والآراء
- قدر اختلافاتنا كبشر وحقق التوازن بين فضولك وبين المساحة الشخصية للأشخاص من الثقافات المختلفة
نصائح عملية لتطوّر مهاراتك التواصلية
ويشير الجيار إلى أنه كي تحقق تواصلاً فعّالاً وتطوّر مهاراتك في هذا المجال، احرص دومًا على أن تكون مختصرًا وموجزًا في كلامك أو كتابتك، وفيما يلي عدّة نصائح عملية تساعدك على ذلك:
– اجعل كلامك مركزاً
فالتواصل الفعّال يركّز على النوع بدلاً من الكمّ. تخلّص من الحشو الزائد في كلامك، يمكنك التعرّف على كلمات الحشو الأخرى من خلال مراقبة حديثك، أيّ كلمة تشعر أنّك تكررها كثيرًا أثناء كلامك، فهي حشو زائد لابدّ من التخلّص منه.
– استخدم الفواصل الكلامية بدلاً من الحشو
لا تتردّد في استخدام الفواصل والاستراحات بدلاً من الحشو. حيث أنّ الصمت لعدّة ثوان أثناء الحديث يجعل فكرتك أقوى، ويمنح المستمع إليك وقتًا أكثر لفهم ما تقوله.
– استخدم كلماتك بذكاء
استخدم ما يعرف بالـ conversational threading أيّ تفرّعات المحادثة، فكلّ جملة تقولها، يمكن أن تتفرع إلى مواضيع جانبية تسهم في استمرار الحوار وتحقيق تواصل فعال.
فكّر دومًا بجمل تتيح لك التفرّع للحديث عن مواضيع جانبية، ممّا يتيح استمرار عملية التواصل وبالتالي جعلها أكثر فعالية.
– تجنّب الحديث بطريقة المقابلة الوظيفية
ويعني ذلك الاستمرار في طرح الأسئلة، دون أن تتيح للشخص المقابل المجال ليطرح عليك أسئلته أيضًا، إنّك في هذه الحالة تطلب معلومات من الطرف الآخر دون أن تشارك معه أيّ تفاصيل عنك. وقد يكون الأمر معكوسًا فتكتفي بالإجابة عن أسئلة محدّثك دون أن تكلّف نفسك عناء طرح أسئلة عليه، فلا تتيح له المجال للحديث عن نفسه.
احرص دومًا على إتاحة المجال أمام الآخرين ليعبّروا عن أنفسهم، وفي كلّ مرّة تجيب فيها على سؤال أحدهم، بادره أنت أيضًا بسؤال عنه حتى يكون الحوار متوازنًا بين الطرفين، وتضمن تحقيق اتصال فعّال.
– أحسن الاستماع
حيث يمكنك تطوير هذه المهارة من خلال التركيز على الشخص المتحدّث، وإبعاد جميع الملهيات كالهاتف أو جهاز الحاسوب أثناء الحديث مع الآخرين. وعزّز حسن استماعك باستخدام لغة الجسد المناسبة، كأن تنظر إلى عيني محدّثك، وتهزّ رأسك لتبيّن له أنّك تفهم ما يقول، وتتعاطف مع مشاعره.
لبناء علاقات أقوى وأكثر استدامة مع أصدقائنا من مختلف الخلفيات الثقافية.
–افتح قنوات الاتصال:
- كن مستعدًا للتحدث والاستماع بعمق إلى أصدقائك من ثقافات مختلفة. اسأل عن تجاربهم ورؤاهم وكن مفتوحًا لفهم وجهات نظرهم.
–تعلم واحترام الاختلافات:
- قد تواجه اختلافات في القيم والعادات والتقاليد. كن مستعدًا لقبول هذه الاختلافات واحترامها دون الحاجة إلى الاتفاق معها.
- تجنب التمييز أو التمييز العنصري. كن عادلاً ومتساوي العلاقة مع جميع أصدقائك بغض النظر عن ثقافتهم.
–تعلم اللغة والعبارات:
- تعلم اللغة الأساسية وبعض العبارات الثقافية من ثقافة أصدقائك يمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز التفاهم والاحترام.
- استخدم اللغة بلطف واحترام عند التحدث مع الآخرين، وتجنب الانتقادات الجارحة.
- قدم المساعدة إذا كان ذلك ممكنًا ومناسبًا دون إلحاح.
–احترام الحيادية الثقافية:
- عند مناقشة مواضيع حساسة، حاول أن تكون حياديًا ثقافيًا وتجنب التحيز نحو وجهة نظر معينة.
–شارك في الأنشطة الثقافية:
- قم بمشاركة أصدقائك في الأنشطة الثقافية من أصولهم، سواء كانت احتفالات أو عروضاً فنية أو تجارب طعام. هذا يمكن أن يعزز الفهم والاحترام.
- شارك في الأنشطة الاجتماعية مع أصدقائك المختلفين من الثقافات، مثل الاحتفالات والرحلات.
- قم بتبادل الخبرات والمعلومات حول طهي الطعام والفنون والثقافة الموسيقية.
–كن مستعدًا للتغيير والنمو:
- اعترف بأن التعلم المستمر والتطور في فهمك للثقافات المختلفة يمكن أن يكون طريقًا للنمو الشخصي وتعزيز العلاقات.
- احرص على عدم استخدام ألفاظ أو تصرفات تمييزية أو عنصرية.
- احترم حدود الحديث والمواضيع التي يمكن أن تكون حساسة بالنسبة للآخرين.
-حل النزاعات ببناء الجسور:
- إذا نشبت نزاعات أو خلافات، حاول حلها ببناء جسور والبحث عن حلول تلبي احتياجات الجميع.
- تجنب العناد والتصاعد في النزاع.