كيف أتجنب المشاكل العائلية؟ وكيف أتمالك أعصابي؟
يمكن أن تحدث المشاكل العائلية بين أفراد العائلة الواحدة عندما يكون لهم وجهات نظر، أو معتقدات مختلفة تتعارض مع بعضها البعض، المشاكل العائلية تعني وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة والتي بدورها تُؤدّي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أم الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها، تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي: تحكم الإنسان العديد من الانفعالات والنشاطات النفسيّة بطبيعة خلقته وتكوينه البشريّ، والتي يتم ترجمتها في بعض الأحيان على شكل سلوك مادّي محسوس، كالانفعالات العاطفيّة والأحاسيس المرهفة كأحاسيس الحبّ والشوق فترى الشخص يتحرّك عندها باتجاه بوصلته القلبيّة تجاه من أحبّ، وأيضاً هُناك الانفعالات السلبيّة كالغضب الشديد والانفعال الحادّ عند حصول أي موقف يدفع لذلك، وكلّ هذهِ الانفعالات وموجات العاطفة التي يمرّ بها الإنسان لا بدّ أن يمتلك الشخص القدرة على التحكّم فيها وضبطها حتّى لو كانت انفعالات طبيعيّة وإيجابيّة، لأنَّ الإفراط في الشيء غالباً ما يأتي بنتائج عكسيّة تخلق المشاكل العائلية غير محمودة العواقب،ولتلافي هذا الامر لابد من :
التعامل مع المشاكل العائلية بمنطق – التراحم الأسري
–إيجاد اهتمامات مشتركة بين أفراد العائلة
يجب على أفراد العائلة زيادة الترابط بينهم من خلال ممارسة النشاطات المختلفة مع بعضهم البعض، ومحاولة إيجاد اهتمامات مشتركة بينهم، فمثلاً قد يكون مشاهدة عرض تلفزيوني يعجب جميع أفراد العائلة أمراً جيداً، أو ممارسة رياضة يستمتع بها الجميع معاً كالمشي مثلاً، فهذا يزيد من الروابط الودية القوية بين أفراد العائلة، ويقلل من المشاكل العائلية التي قد تنشأ بينهم.
–إظهار تعابير الحب والدعم
على جميع أفراد العائلة إظهار تعابير الحب والدعم لبعضهم البعض، فمن الممكن الالتزام بتحية بعضهم قبل المغادرة والعودة إلى المنزل، حيث تكون تعابير الحب والدعم وسيلة لضمان بقاء العائلة قريبة ومحبّة، ويجب على أفراد العائلة أيضاً أن يحاولوا الاستمتاع بالأحداث اليومية الصغيرة التي تحدث معهم بمشاركتها لبعضهم البعض.
–ممارسة التفاوض بدلاً من الغضب عند نشوء الخلافات
ينشأ دافع الغضب عندما يظن الشخص أنه على حق، وأنه يجب أن يفوز بالجدال بأي ثمن كان، وإذا سيطر الغضب على الموقف أثناء نشوء الخلافات، فقد يكون إيجاد حل سلمي أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً، حيث يتمسك جميع أفراد العائلة بآرائهم وأفكارهم. وبدلاً من ذلك، من المفيد أن يقرر الجميع كعائلة محاولة التفاوض في المشاكل العائلية للوصول إلى حل، ومن الممكن أخذ الاقتراحات الآتية بعين الاعتبار أثناء التفاوض:
- اكتشاف ما إذا كانت المشكلة تستحق النقاش فعلاً.
- محاولة فصل المشكلات عن الأشخاص، وذلك بالنظر إلى المشكلة كمشكلة، وليس للشخص المسبب لها.
- محاولة تهدئة أفراد العائلة إذا شعروا بالغضب الشديد للتحدث بهدوء.
- التركيز على أن الفكرة هي حل النزاع وليس كسب الجدال.
- احترام الرأي الآخر حيث إن الأطراف المختلفة غير ملزمة دائماً بالاتفاق في كل شيء.
- حرص جميع أفراد العائلة على التحدث بوضوح وبشكل معقول.
–تنمية مهارات الاستماع الفعال والحديث عن الاسرة السعيدة لدى أفراد العائلة
يمكن أن يتصاعد الصراع عندما يكون الأشخاص المعنيون غاضبين جداً بحيث لا يمكنهم الاستماع إلى بعضهم البعض، حيث يؤجج سوء التفاهم الحجج، ويجب على جميع أفراد العائلة تنمية مهارات الاستماع عند نشوب المشاكل العائلية لديهم ليتمكنوا من الاستماع لجميع الأطراف أثناء نشوء خلاف عائلي، بعض الاقتراحات المفيدة لذلك:
- المحافظة على الهدوء.
- عدم مقاطعة الأشخاص لبعضهم أثناء حديثهم.
- الاستماع بشكل واعٍ لما يقول الآخرون ومحاولة فهم ما يقصدونه.
- التأكد من فهم وجهة نظر الأشخاص المتحدثين، وذلك من خلال طرح الأسئلة عليهم.
- قيام جميع أفراد العائلة بالتحدث عن بعض الامور التي تضفي السعادة والسرور علي من هم في حالة خلاف فيما بينهم.
–تعاون أفراد العائلة لإبعاد الخلافات وحلها
يمكن أن تنشأ المشاكل العائلية البسيطة بين أفراد العائلة الواحدة يومياً، ولتجنب تحولها إلى مشكلة كبيرة على جميع أفراد العائلة أن يفهموا آراء ومشاعر بعضهم البعض، كما يجب البحث عن حل مشترك معاً للخلافات البسيطة، ويجب اتباع الأسس الآتية للنجاح في هذه الخطوة:
- ابتكار أكبر عدد ممكن من الحلول المقترحة لأي خلاف بسيط.
- استعداد جميع أفراد العائلة لتقديم التنازلات.
- التأكد من أن الجميع يفهم بوضوح الحل المختار.
- التزام الجميع بالحل المشترك.
كيف أتمالك أعصابي؟
-حاول دائماً أن تُغيّر الوضعية التي أنت عليها حين حُدوث المؤثّر العصبيّ الخارجيّ وهوَ الموقف الذي يستدعي حُدوث الانفعال، كأن تجلس إذا كُنت واقفاً أو تخرج من المكان الذي حدثت فيها المواقف المثيرة للغضب، والاستعانة بالوضوء، كما أوصانا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فالماء يُطفئ حدّة الغضب.
– لضبط الأعصاب عليكَ أن تتفكّر كيف حالك حين تكون غاضباً وكيف هي طريقتك في الحديث، وأنّك قد تُضيع حقّك الذي تُطالب فيه بسبب حدّة الغضب والانفعال، كما أنّ هذا الأمر يؤدّي إلى ازدراء الناس لكَ خصوصاً إذا أرعد الإنسان وأزبد وأخذ بالصياح، وهذا ممّا لا يليق بشخص عاقل وحصيف وذي احترامٍ مُجتمعيّ.
– لضبط الأعصاب عليكَ أن تكونَ عميق التفكير وأن تتقن فنّ الصمت عند حدوث ما يدعو للانفعال، فكُلّما مضى عليكَ وقتٌ أطول كانت قراراتك أكثر حكمة. وكلّما أحطت بالموضوع من كلّ جوانبهِ بدلاً من التسرّع في إنفاذ القرار تكون أقدر على اتخاذ القرار الصحيح وفي الوقت المناسب.