لاشك في أن الحياة الزوجية حياة تشاركية في معظم الأشياء ومن أهمها الإهتمام، فالتجاهل وعدم الإهتمام من أخطر الآفات التي تُهدد إستقرار الأسرة، وبسببه تتطور الكثير من المشاكل البسيطة، فعدم الإهتمام بين الزوجين والإهمال المستمر لمشاعر الآخر، يجعل بينهما فجوة كبيرة، وقد تزداد مع الوقت وتصل إلى النهاية. بالسياق التالي سيدتي تخبرك كيف تتعاملين مع زوجك الذي لا يهتم بك.
عدم الاهتمام والاستخفاف بالمشاعر ينهي العلاقة سريعاً
تقول إستشاري العلاقات الأسرية د. ليلي السعدني لسيدتي: “الاهتمام مطلب أساسي في سير الحياة بين الزوجين، ويعني تركيز انتباه كل منهما على الآخر، أو على دائرة اهتمامه لذا فمن المفترض أن يذوب الزوجان فى روح واحدة، وفهم كل منهما للآخر، ولكن بعد فترة من الزواج قد تتحول العلاقة الزوجية من علاقات حب وإهتمام وترابط وسكينة وتفاهم سريعا إلى علاقات ساكنة لا يحركها الحب والاهتمام ويفقد الزوجين الرغبة والشغف في الاستمتاع بالحياة، ونجد أن الزوج أصبح لا يبالي بمشاعر زوجته وينشغل دائمًا بالحياة خارج إطار الأسرة والأبناء، فنجد أن هناك الكثير من النساء تعاني من أن زوجها يهتم بالعمل وبشؤونه الخاصة فقط، ولا يهتم بها وبأولاده، فعدم الاهتمام والإهمال والاستخفاف بمشاعر الطرف الآخر ينهي العلاقة سريعاً”.
كيفية التعامل مع الزوج غير المهتم
تقول د. ليلي السعدني: “إن ما تحتاجه الزوجه من شريك عمرها هو الاهتمام”، وهو يتحقق من خلال:
المصارحة
بالمصارحة والوضوح، قد تخرج مكنونات النفس بين الزوجين حتى لا تتراكم، فعلى الزوجة أن تصارح زوجها بصدق حول إحتياجاتها منه، فالمصارحة أقصر الطرق للتعبير وللتفاهم بين الزوجين وتقريب وجهات النظر، فعبري عن رغبتك في أن يظهر اهتمامه بك.
مهاداة الزوج
المهاداة لها تأثير كبير في غرس الحب في القلوب بين الشريكين، لأنها تكون مُحمَّلة بالمشاعر والأحاسيس الرقيقة، وفيها إحساس بالإحترام والتقدير والاهتمام، وتجديد للمحبة والصداقة، وتعميق للمشاعر بين الزوجين، فالهدية بمثابة تواصل عملي، لذا فينبغي على الزوجة التي ترغب في استعادة اهتمام زوجها أن تهاديه بهدية لطيفة كان يرغب في شرائها أو تعرف أنها ستثير إعجابه على الأقل.
الاهتمام بالمظهر
الاهتمام بالمظهر هو دليل على الرضا عن الذات، والحفاظ على جمال المظهر وإعتناء الزوجة بنفسها، يشعر الزوج بالشوق إليها ويزيد من إهتمامه بها بشكل دائم، فينبغي على الزوجة الإعتناء بنفسها والحفاظ على النظافة الشخصية، والمظهر الجيد، حتى يشعر الزوج بأنه تزوج من امرأة تقوم بالتجديد المستمر، ويجعلها محور تفكيره دائماً.
تغيير طريقة التفكير
في بعض الأحيان يكون سبب عدم اهتمام الزوج وإهماله لزوجته، هو أسلوبها الحاد في الحديث وعبوسها الدائم وميلها للأفكار السلبية، لذا ينبغي على الزوجة أن تجعل تواصلها مع زوجها فرصة للتعبير عن المشاعرالإيجابية، للحد من أي خلافات موجودة وللتقليل من المشاعر السلبية، ولاستعادة اهتمام الزوج.
تطوير المهارات
ينبغي على الزوجة ألا تهمل نفسها، وتترك حياتها العملية والإجتماعية للخسارة، فهذا غالبًا ما سيؤدي إلى نفور زوجها منها وشعوره بأنها بلا فائدة ولا طموح، لذا ينبغي على الزوجة أن تقوم بتطوير مهاراتها الشخصية، ومن هذه المهارات مهارة الاحتفاظ بهدوء الأعصاب والثبات الإنفعالي في أوقات الأزمات، والقدرة على التفكير وإيجاد الحلول واتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة الأسرية مع الزوج، حتى تستطيع الفوز بإهتمامه من جديد.
الإستماع الفعال
الاستماع الجيد إلى الزوج بدون انقطاع وباهتمام، والإستماع الفعال يعكس الاهتمام بكل كلمة يقولها الشريك، كما ينبغي تجنب مقاطعة الزوج عند الحديث، حتى يعبر عن ذاته بكل حرية، وحتى يترك له مساحة يستطيع التحدث بها بل يوضح الاهتمام بالاحترام له، فاستمعي إلى أفكاره ومشاعره وإحتياجاته وعبّري عن فهمك وتقديرك له، فسيساعدك هذا على إهتمامه بك.
القضاء على التوتر والصراعات
لابدّ من محاولة إنهاء أي خلافات قد تؤثر على إنحدار العلاقة بين الزوجين، بل اسعي لمحاولة إيجاد طرق وحلول للصراعات والتوترات الموجودة بينهما بشكل إيجابي، بل والتغلب على الجفاف، الذي يأتي بعد الخصام، وعدم إنتظار مرور وقت طويل، بل جعل الإهتمام هي لغة الحوار بين الطرفين.
الوقت المشترك
لابد من تحديد وقت للقاءات والنشاطات المشتركة بين الزوجين، لكي يستمتعان بها معًا، وقد يكون ذلك في شكل الخروج معًا للتنزه أو للقيام بأنشطة مشتركة، مثل الطهي أو ممارسة الهوايات المفضلة لديكما.
التقدير والمشاركة
عبري عن تقديرك لجهوده ولشخصيته وقدراته وإظهار الرعاية والدعم والتشجيع له دائماً من خلال المشاركة في أموره وإهتماماته، فالتقدير والأمتنان والشكر يجعل الشخص سعيد حتى ولو كان الأمر بسيط، فالكلمة البسيطة للشكر تفرق بشكل لا يصدق، والثناء والمديح على الإنجازات والجوانب الإيجابية لشخصيته، وساعديه في تحقيق أهدافه ودعمه في أوقات الضغط والتحديات.
احترام الزوج
الاحترام يعتبر أساسياً للرجال، وحجر الزاوية في جميع العلاقات الصحية، وليس فقط العلاقات الرومانسية، كاحترام رأيه وأخذ مشورته، وألا ترفع الزوجة صوتها عالياً، حتى وإن كان بينهما نقاش حاد، وأن تحاوره بالمنطق والعقل، وإجراء محادثات مثمرة والعمل معًا على المشكلات التي تواجهها، ذلك سيزيد من احترام الزوج للزوجة وإهتمامه بها.
احترام المساحة الخاصة
المساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالزوج، ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية، فعلى الزوجة احترام سره، وعدم محاولة التجسس عليه واحترام ما يخفيه، واحترام خصوصيته وخلوته وصمته، وألا تحاصره بالأسئلة والطلبات بذلك ستعطيه الوقت لإفتقادها والاهتمام بها حتى لا يشعر بأنه مجبر على ذلك.
تجنب العتاب واللوم
التغافل عن الأخطاء ليس تأكيداً للخطأ، أو عدم الإهتمام به، بل هو الحكمة، فالمرأة الذكية لا تلجأ للعتاب واللوم المستمر، والحرص على عدم الإنتهاء بخلاف، ولاشك أن العتاب هو دليل على محبة الزوجة لزوجها، إلا أن أسلوبها المستخدم وكثرة العتاب له يجعله ينفر منها، فعلى الزوجة تجنب العتاب واللوم لزوجها.
فهم الاحتياجات
فهم الإحتياجات يجعل من السهل على كل منهما إيجاد نقطة تلاقي بينهما، وفهم إحتياجات الطرف الآخر يحدث نقلة نوعية في كيفية التعامل بين الزوجين، ومن أسباب نقص الهوة بينهما، ويوحد جهودهما في سبيل تحقيق حياة زوجية هادئة ومستقرة بينهما، فبينما تحتاج المرأة للاهتمام يحتاج الرجل للثقة والتفاهم، ففهم احتياجات المرأة يساعد الرجل في الاهتمام بها والتواصل معها والعكس صحيح.
مجلة سيدتي