كيف أجعل خطيبي يفهمني؟… السعادة هدف يسعى إليه كل من يقدم على خطوة الزواج، فالهدف من هذه العلاقة السامية أصلاً هو الاستقرار النفسي والوصول إلى حالة الأمن العاطفي، وتعد الخطوبة مرحلة انتقالية للوصول إلى الزواج بعد رحلة تفاهم بين المخطوبين، ولابد أن يدرك كلا الخطيبين أن كل واحد منهما يحمل صفات وراثية تختلف عن الآخر، كما أنه تلقى نوعاً من التربية واعتاد بعض السلوكيات بالتأكيد التي تختلف من شخص لآخر؛ بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. سميرة دعدور لتخبرك عن أسهل الطرق التي تحقق الانسجام والتفاهم بين الخطيبين، خاصة إذا كانا ببداية العلاقة حيث يكثر سوء الفهم بتلك المر حلة.
– مرحلة حاسمة في حياة الشاب والفتاة
تقول د. سميرة دعدور لـ”سيدتي”: فترة الخطوبة تمثل مرحلة حاسمة في حياة الشاب والفتاة، فمنذ البدايات الأولى لا بد من توفر الاحترام بين كلا المخطوبين لبعضهما البعض، ولابد من وجود بعض من التفاهم والانسجام والتفهم ونقاط التلاقى معاً قبل الإقدام على الزواج؛ فكل شخص وليد بيئته، والبيئات تتفاوت في سياقاتها الإجتماعية والثقافية في معظم الأمور، وهذا أمر لابد لكل من الخطيبين أن يدركاه معاً من أجل ضمان استمرارية هذا الرباط المقدس.
تؤكد دعدور أن إدراك وجود اختلاف في وجهات النظر لا بد أن يكون متقبًلا بين الطرفين فهو أمر وارد جداً، كما أن العقلاء من المخطوبين يتغلبون علي هذا الأمر بصورة أو بأخرى، فهما جديدان على بعضهما البعض، ومازالت التربية الأسرية والموروثات الاجتماعية والبيئية تلعب دورها في حياتهما إلى فترة حتى بعد الزواج، وهناك بعض الأمور الواجب توافرها؛ حتى يتحقق الانسجام والتفاهم بين الخطيبين.
– طرق تجعل خطيبيك يُحسن فهمك
-
التعامل بحكمة
لا شك أن عدم تفهم خطيبك لطريقة تفكيرك، يجعلك في حيرة، لذلك لابد أن تحافظي على هدوئك عند التعامل مع أي موقف بحكمة، بحيث تحافظين على المشاعر بينكما، وأعطيه الوقت الكافي ليتفهم وجهة نظرك، كما أنه لابد من عرض وجهة نظرك بهدوء دون عصبية أو غضب.
-
عدم العناد
العناد والتصلب في الرأي والجمود وعدم المرونة وإغلاق أبواب الحوار من أول وهلة من أهم الطرق التي تعيق التفاهم بين الخطيبين، وتُضفي على الخطوبة جوّاً خانقاً، وتهيئ المناخ لهدم العلاقة بين الخطيبين، لذلك لابد من التحلي بمزيد من الصبر وسعة الصدر.
-
التعامل بروح التسامح
العفو والتسامح خلقان كريمان، يحتاجهما الإنسان للتخلص من كل الشوائب التي قد تعلق في القلب من أثر الأذى وهي أحد أنجح الطرق ليتحقق التفاهم بين الخطيبين، فلابد للخطيبين من أن يتغافل كل منهما عما قد يبدر من الآخر في حالة الغضب أو الانفعال.
-
التجاوز عن الهفوات
مما لا شك فيه أن أي علاقة بين شريكين قائمة على التفاهم والوضوح والتضحية والتسامح والتجاوز عن الهفوات، ونسيان المواقف السلبية السابقة والتغاضي عن الزلات تُسهم في إنجاح العلاقة واستمرار قوَّتها بمحبة ومودة واحترام.
-
الدعم والمساندة
تحتاج العلاقة بين الخطيبين دائماً إلى سماع عبارات الدعم والتشجيع من الطرفين، ويكون ذلك من خلال حث كل طرف الآخر على العمل وتشجيع كل منهما الآخرٍ؛ من أجل الاستعداد للزواج، وتجهيز عش الزوجية.
-
احترام الفوارق الأسرية والتربوية
تذكرا دائماً أن كلاً منكما يحمل صفات وسلوكيات وصفات وراثية مختلفة عن الآخر، وأنها ذات تأثير مباشر عليه، فيجب مراعاة ذلك أثناء الحوار والنقاش بصفة مستمرة، والاعتراف بأنه من الطبيعي وجود خلاف بينكما، وأن هذا الخلاف طبيعي.
-
اتفاق مسبق قبل النقاش
ابد أن تتفقا معاً على عدم إصرار كل طرف على موقفه وأن يكون للنقاش الفعال مكان بحياتكما، فكل شيء قابل للنقاش والتفاهم عند التعرض لأي مشكلة أو حوار، والنقاش من أهم الطرق التي يتحقق من خلالها التفاهم بين الخطيبين.
-
الثقة
عدم الثقة بين الخطيبين مسألة في غاية الخطورة؛ وهي من أكثر الطرق التي تهدم جسور التفاهم بين الخطيبين، فالثقة أحد مفاتيح العلاقة الناجحة المبشرة بالخير في المستقبل، وهي لا تأتي من فراغ، وإنما تكتسب مع الوقت والمواقف، فعلى كل من الطرفين أن يكون موضوعياً عندما يتعامل مع الآخر، وأن يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفاته، ولا يحاول إلقاء اللوم على الآخر.
-
الاستعانة بذوي الخبرة
لامانع من الاستعانة بمن هو أكبر سناً وخبرة للتغلب على المشاكل، خاصة في هذه الفترة؛ لأنها بطبيعتها ستكون أكثر الفترات مشاحنة واختلافاً في الرأي، وبعدها ستقل هذه المشاكل، وبمرور الوقت تنعدم تدريجياً حتى تختفي نهائياً.
-
الاعتذار عند الخطأ
الاعتذار ثقافة راقية لا يفعلها سوى العظماء، فالاعتذار عند الخطأ يزيد من مكانة الشخص عند الطرف الآخر، وليس العكس، ويكون الاعتذار بشكلٍ صادق ومُهذّب، وهو يدل على حسن التربيّة، ومؤشر مهم لتكريس التفاهم بين الخطيبين وأنهما على شفا تكوين علاقة أسرية ناجحة في المستقبل.
-
التواصل الجيد
انعدام التواصل الفعال بين الخطيبين يدل على صعوبة التفاهم وعدم القدرة على مناقشة أبسط الأمور، والتواصل البناء مع خطيبك هو الخطوة الأهم لجعله يفهمك؛ لأنه يتيح له التعرف عليك بشكل أفضل، ومعرفة تصوراتك عن الحياة بطريقة أعمق، ومعرفة ما تفكرين به، مما يسهل عليه أن يفهمك ويتعامل معك بطريقة محترمة.
-
الاحترام والتقدير
أي علاقة لا تحتوي على الاحترام والتقدير، يجب الانتهاء منها على الفور، والاحترام والتقدير يدلان على حسن التربيّة والأخلاق، ومؤشر مهم لعلاقة أسرية كلها تفاهم ونجاح في المستقبل.
-
احترام وجهات النظر
إذا كان الاحترام المتبادل شيئاً أساسياً في بداية حياتك، فبالتأكيد سيستمر هذا الاحترام إلى بعد الزواج، حتى ولو لم تتفقا؛ لأنه سيرى أنك تحترمين آراءه وطريقة تفكيره، لذلك يجب أن يكون الاحترام في وجهات النظر المتبادلة بين الخطيبين أمراً سائداً، مع تقدير وتفهم بعضهما بعضاً.
-
اجعلي توقعاتك منطقية
لابد أن تعلمي أنكِ مع خطيبك لن تتفقا في كل الأمور؛ لأن كلاً منكما له طبيعة تفكير مختلفة عن الآخر، لذلك اجعلي توقعاتك معقولة ومنطقية؛ تتفق إلى حدٍ ما مع جميع الأمور.