تحليلات سياسيةسلايد

كيف انقذت قمة سوتشي الرئيس اردوغان اقتصاديا؟

قمة سوتشي التي إنعقدت الأسبوع الماضي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، واستغرقت أربع ساعات متواصلة، قد تشكل احد أطواق النجاة الكبرى للرئيس اردوغان، وقبل عشرة أشهر تقريبا من انتخابات رئاسية وتشريعية مصيرية.

المعادلة التي تترسخ حاليا، وتمتد لأكثر من عشر سنوات تقريبا تقول انه كلما إشتد الخناق الاقتصادي على عنق الرئيس التركي توجه شمالا الى موسكو للإستعانة بالجار الروسي، خاصة عندما يواجه ضغوطا وعقوبات من الحليف الأمريكي.

قبل خمس سنوات تقريبا تدهورت العلاقات الامريكية التركية على أرضية اعتقال القس روبنسون، ورغبة انقرة في شراء منظومة صواريخ “اس 400” الروسية كرد على رفض واشنطن بيعها صواريخ “باتريوت” فما كان من الرئيس اردوغان الا التوجه الى موسكو ليجد كل التجاوب من رئيسها الذي بادر فورا بإرسال خمسة ملايين سائح روسي الى المنتجعات التركية، وزيادة حجم الواردات منها، وتوقيع اتفاقيات بزيادة التجارة البينية بين البلدين من 30 مليارا الى مئة مليار دولار سنويا.

قمة سوتشي الأخيرة انقذت الرئيس اردوغان اقتصاديا وفي لحظة حرجة تتراجع فيها شعبيته (33.8 حاليا) امام خصومه في المعارضة، وتصل معدلات التضخم الى 80 بالمئة، والليرة التركية في أسوأ حالاتها (18 ليرة مقابل الدولار).

أبرز قرارات هذه القمة زيادة التبادل التجاري، ومعدلات الاستثمار الروسي في المشاريع الاقتصادية، والأهم من كل هذا وذال استمرار تصدير الغاز الروسي الى تركيا عبر خط انابيب (ترك ستريم) الذي تبلغ طاقته 51 مليار متر مكعب سنويا ويبلغ طوله 950 كم، وتسديد ثمن هذا الغاز بالروبل الروسي والليرة التركية، مما قد يؤدي الى تخفيض التضخم وغلاء المعيشة، وتحسين سعر الليرة التركية.

اذا وضعنا في عين الاعتبار ان هذه الاتفاقات جاءت بعد اتفاق ثلاثي روسي تركي اوكراني باستئناف تصدير القمح الاوكراني والروسي عبر إسطنبول مما ادى الى تحقيق انفراج في أزمة الغذاء عالميا، ودخل إضافي للميزانية التركية.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن الثمن السياسي الذي سيقدمه الرئيس اردوغان لروسيا في المقابل، وفي الازمة السورية على وجه التحديد، فلا شيء بالمجان في قاموس الرئيس بوتين؟

الأيام وربما الأسابيع القليلة المقبلة ستجيب على هذا السؤال، ولا نستبعد مفاجآت كبيرة في هذا الملف.. والله اعلم.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى