كيف تخلى بايدن عن أخته؟!
تصدر أخت الرئيس بايدن مذكرتها ضمن ظاهرة بدأت تشيع في أمريكا، حيث صار أقرباء الرؤساء يسجلون مذكراتهم إما لدعم قريبهم الرئيس، كما فعلت أخت روزفلت، او لفضحه كما فعلت ماري ترامب ابنة أخ الرئيس السابق، أو للتربح المادي. و كتاب فاليري بايدن أوينز، الأخت الصغرى للرئيس بايدن، آخر هذه الإصدارات.
رغم أن فاليري أرادت دعم أخاها فيما نشرته واعتمدت رواية قصص عنه عايشتها أو علمت بها، وما رأينا انه يحمل دلالات عميقة حول الرئيس بايدن، اكثر من كل ما قالته فاليري بشكل مباشر، هي القصة التي بدأت بها قصصها عن أخيها. فقد روت فيها أن جو أخذها للنزهة في الحديقة، وتتذكر الأخت انه تتركها وحدها في المنتزه ليجري خلف فتاة حتى يلحق بها ويقبلها. وجعل هذه القصة بداية قصص فاليري عن أخيها يحمل معاني كثيرة في نفسها وعن شخصيته، كما تقدم مؤشرات على سلوكه وطبيعه تصرفاته وجوهر فهمه للمسؤولية، لأن البداية دائماً هي الأساس والمنطلق.
بالنسبة لفاليري الطفلة من الواضح أنها تأثرت يتركها وحيدة في المنتزه الذي لا يخلو من مخاطر على الكبار فكيف على الأطفال. و تأثرها هذا جعلها تحتفظ بالقصة التي تطفو على سطح وعيها عندما أرادت أن تؤرخ لأخيها، وجعلتها البداية والمنطلق لتقيمه الحقيقي رغم كل كلامها المباشر والمصطنع في مدحه.
وبالنسبة لجو بايدن فالقصة تقول انه من أجل تلبية غريزته تخلى عن حماية أخته الطفلة، وجرى وراء نزوته في تقبيل الفتاة، ترك فاليري وحيدة في منتزه يحتمل كل المخاطر كما هو معروف في أمريكا. وهذا التخلي عن وظيفته في رعاية وحماية أخته يكشف مدى استهانته بالمسؤولية الملقاة عليه. إنه تصرف يفضح جذور التخلي عن أقرب الناس إليه أخته و استهانته بالمسؤولية والتصرف بطيش غرائزي بدائي.
ربما يجد المتابع اتصالاً مستمراً بين تخلي بايدن عن أفغانستان و انسحابه الأرعن منها وبين هذه القصة عن تخليه عن أخته. ونفس الاتصال يصل إلى التخلي عن حلفائه في الخليج العربي وغيره. وهذا الاتصال المستمر بين تخليه عن أخته من أجل غرائزه وبين تخليه عن حلفائه ومسؤولياته تجاه الآخرين من أجل مصالحه. هذا الاتصال بين الأصل والعمق وبين الحاضر و السطح عند بايدن يجعل المرء يتأكد أن من يتخلى عن حماية أخته وتركها وحيدة في المنتزه الخطر يسهل عليه ترك حلفائه وشركائه في ساحات الخطر. وكله من أجل اللحاق بغرائز بدائية أو استعمارية. طبعاً السيطرة والهيمنه غرائز استعمارية بدائية وهمجيه.