فن الإقناع فن اجتماعي بليغ ومهارة مدهشة لا يملكها الكثيرون، وتكمن قوة الإقناع في أنه يجعلك تصلين لأهدافك بأيسر الطرق وأسرع الوسائل، والإقناع يمكن أن يؤثر، بل يحدد القرارات التي يتخذها الأشخاص، وبالتالي الإجراءات التي يقومون بها أيضاً، وقد يصل لتعديل القناعات والرؤى وفقاً لقدرة ومهارة الشخص القائم بالإقناع.. بالسياق التالي سيدتي استضافت عزة أبوالعينين استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي لتخبرك عن كيف تملكين مهارة الإقناع.
الإقناع مهارة غير متاحة للجميع
تقول عزة أبوالعينين لسيدتي: نحن نعرّف الإقناع عامة بأنه “حث شخص ما أو تحريكه أو دفعه للاعتقاد أو القيام بشيء ما. وهو بالأساس عملية فكرية يقوم فيها الشخص المقنع أو القائم بالتأثير على أو في شخص آخر (من سيكون مقتنعاً) ليغير فكره أو تصرفه وفق سياقات نفسية أو شكليةأيضا. حيث يعد الإقناع إحدى مهارات فنون الاتصال والتواصل وأحد فنون الحوار الفعال.
تؤكد “أبوالعنين” أن الإقناع فن؛ وعلى هذا النحو، فإنه يتطلب الجهد والمثابرة لإتقانه. والشيء المثير للاهتمام هو أن تطبيقاته في حياتك غير محدودة عملياً. لا يهم إذا كنت ترشدين مجموعة، أو تبيعين فكرة مشروع. أو تحاولين إقناع أطفالك؛ والقدرة على الإقناع ضرورية لتحقيق ذلك في جميع الأحوال.
تقول “عزة”: فن الإقناع مهارة غير متاحة للجميع. على الرغم من أنه يمكن التدريب عليه وتعلمه وإتقانه، والإقناع لا يعني التلاعب أو الخداع، بل يبنى من خلال توليد الثقة والتأثير على الآخرين، حيث يمكن أن يكون الإقناع قوة وقدرة مؤثرة إذا تم تكريسه بشكل صحيح، سواء على المستوى الشخصي أو الإنساني أو العملي، حيث تعد مهارة الإقناع مهارة مهنية أساسية ويحظى بتقدير كبير من قبل أصحاب العمل، فمهارات الإقناع هي مزيج واسع من الكفاءات الشخصية التي تسمح لنا بالاستفادة من نقاط القوة الجماعية للآخرين لتحقيق أهدافنا.
عناصر الإقناع الذكي:
تقول: كما ذكرنا آنفاً هو عملية معقدة تتضمن عوامل كثيرة مثل الذكاء، التعاطف، الفكاهة، الصدق، الاحترام، الإرادة الحقيقية لتقريب المواقف وأهم العناصر :
- العنصر الاول: الذكاء.
- العنصر الثاني: الإخلاص.
- لعنصر الثالث: اختيار اللحظة المناسبة.
- العنصر الرابع: الصدق.
- العنصر الخامس: المعاملة بالمثل.
إستراتيجيات هامة لفن الإقناع
تقول “عزة”: هناك عدد من المبادئ تصف الخصائص الرئيسية، مما يساعد الرسائل على أن يكون لها تأثير أكبر على متلقيها، وهي تكتيكات يمكن تلمسها والاستعانة بها، بحيث تكون الرسالة أكثر فاعلية وهي:
بناء الثقة
أول مبادئ فن الإقناع هو الثقة، حيث الشعور بالإيجابية والثقة تجاه نفسك وما تريدين القيام به. ويمكنك تطوير هذه الثقة من خلال:
- تطوير مهارات التواصل.
- التحلي بالمرونة.
- معرفة كيفية إقامة علاقة جيدة مع الآخرين.
- غرس الشعور بالطاقة في نفوس الآخرين.
لديك اتصال إنساني حقيقي
الشخص المقنع لا ينظر إليك كوسيلة لتحقيق غاية أو كخصم يجب إقناعه. يرى أنها جزء لا يتجزأ من العملية وكشخص. يعامل الأشخاص المقنعين الآخرين باحترام ونزاهة، وسيتحملون عموماً عناء إقامة علاقة شخصية حقيقية مع الآخرين.
كوني حازمةً بدلاً من العدوانية
تقول “عزة”: هناك فرق كبير بين هاتين الصفتين. الأشخاص المقنعون واثقون ومباشرون بشأن أفكارهم وطلباتهم. دون أن يكونوا عدوانيين أو مثابرين بشكل مفرط. إنهم يعرفون كيف يرفضون الإجابة ومتى يتراجعون. إنهم غير مهتمين بمضايقة أي شخص.بل يدركون الهدف جيداً ويتحركون في اتجاهه بعيداً عن كل تشويش أو التباس أيضا.
امتلاك مهارات تواصل ممتازة
إن اكتساب تأييد الآخرين يعني توصيل الأفكار ببساطة وإيجاز وفاعلية أيضا. ويعني ضمان فهم الآخرين لقيمة وفائدة ما يجب القيام به. سيكون لدى الأشخاص المقنعين دائماً فهم قوي لما يحتاجون إليه ويعرفون كيفية جعله يبدو وكأنه فكرة براقة مغرية وجيدة.
كوني معروفةً بنزاهتك
عادة ما يكون من السهل جداً اكتشاف الكذب والخداع، فعندما يكون الشخص غير صادق تظهر بوادر كذبه وخداعه مهما حاول التدثر بعباءة الصدق المزيفة، فالأشخاص المقنعون حقاً صادقون تماماً فيما يتعلق باحتياجاتهم وأفكارهم، على أن الناس ينجذبون عموماً نحو أولئك الذين يمكنهم الوثوق بهم والذين تكون دوافعهم واضحة.
الاستماع الجيد
المقدرة الفريدة على الاستماع دون المقاطعة وطرح الأسئلة الجيدة من أهم علامات الاستماع الجيد، حيث القدرة على التركيز وإظهار الاهتمام بالآخرين وتقديرهم من علامات الاستماع الجيد، فإذا أردت أن تكوني مستمعةً جيدةً خذي وقتاً للاستماع وطرح الأسئلة.
وأثناء قيامك بذلك، فكري فيما يريده الآخرون، وكيف يمكن أن يتفاعل طلبك مع أولوياتهم. كيف يمكنك التأكد من أنهم يرون الفائدة الواضحة لما تقترحينه؟ إحدى أفضل الطرق لإقناع شخص ما بفعل ما تطلبينه هو أن توضحي له كيف يستفيد.
الالتزام الشخصي
يميل الناس إلى الالتزام بالقرار الذي اتخذوه، ولكي تكونين ماهرة فى إقناعك لا بد أن تضربي المثل بأنك أول الملتزمين بقرار ما وأنك لا تتراجعين أو تتقاعسين أو تعطين انطباعاً للآخرين أن التزامك مؤقت، هذا الأمر تحديداً يكون بمثابة رسالة للآخر تفصح عن شخصيتك وصدقك وأمانتك، وهو أمر هام
تقوك “عزة”: بالنهاية فهذه الإستراتيجيات هي التي تضع الأساس لمهارتك في فن الإقناع، ولذلك كوني إيجابيةً ومتحمسةً، واشكري الآخرين دائماً على وقتهم وخبرتهم. كوني مهذبةً إذا لم تسر الأمور بالطريقة التي تريدينها؛ وربما تؤدين إعادة النظر واتباع نهج جديد إلى نتيجة أفضل. سوف ينتبه الناس إلى كونك مرنةً ومنفتحةً، ومن ثمّ حتى لو لم تستطعي إقناعهم هذه المرة فاعلمي أن الطريق ممهد للدخول إليهم وإقناعهم في المرة القادمة.
مجلة سيدتي
