كتب

“كيف جرى إختراق مصر؟”.. عبد الخالق فاروق يجيب

المصري عبد الخالق فاروق يصدر كتاب “الحرب الناعمة.. كيف جرى إختراق مصر؟”، ويستند في معالجته لهذا السؤال إلى تفاصيل وأرقام ووثائق ومصادر معلومات “عالية المصداقية”.

في كتابه الجديد “الحرب الناعمة .. كيف جرى إختراق مصر؟”، يعمل الكاتب المصري عبد الخالق فاروق على كشف عدد من الحقائق السياسية والأمنية حول اختراق مجتمعاتنا العربية متخذاً من الحالة المصرية مدخلاً، استناداً إلى ما كانت تمثله مصر من ثقل سياسي وعسكري وثقافي منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي.

ويتناول فاروق في تحليله عدداً من المحطات التاريخية التي مهدت لعملية الاختراق. إذ يقول إن إتخاذ قرار العدوان والغزو الإسرائيلي لدول الطوق العربي في مصر وسوريا والأردن عام 1967، كان يعني مجموعة من الحقائق السياسية والاستراتيجية منها: أن محاولات إحتواء أو إغراء أو إغواء النظام الناصري من جانب الولايات المتحدة قد باءت بالفشل (مبدأ إيزنهاور – مراسلات جون كيندي – قطع المعونة والحصار الاقتصادي في عهد جونسون).

وأن النظام الناصري كان يحقق نجاحات على الصعد الاقتصادية والتنموي والسياسية، بما قد يهدد مستقبلاً النموذج الإسرائيلي وحلفاء وعملاء الولايات المتحدة في المنطقة أو (الرجعيات العربية)، علماً أن هذا النظام أعاد بناء البنية الاجتماعية والسياسية في البلاد بما يهدد عملياً اقتلاع قوى ونفوذ الطبقات الاجتماعية الموالية والحليفة للغرب.

كما تطرق فاروق إلى تعميق النظام الناصري للتعاون مع الاتحاد السوفياتي حتى باتت القاهرة تهدد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وتعرقل مشاريعها الاستراتيجية.

من هنا، يقول فاروق، “جاءت الضربة الكبرى في الخامس من حزيران/يونيو عام 1967، والتي أدت عملياً إلى خلخلة النظام الناصري، وأضعفت مناعته على الصمود ضد محاولات الإختراق من الداخل”.

ويرى الكاتب المصري أن “السياسة الأميركية وأجهزة إستخباراتها وخصوصاً الاستخبارات المركزية الأميركية لم تنتظر طويلاً التفاعلات الاجتماعية لإجراء تحولات سياسية في الدول الهامة لمصالحها، وإنما عجلت في الكثير من الحالات لتحقيق هذه التحولات والتغييرات المطلوبة، إما بإغتيال قيادات ورؤساء دول يعوقون هذه المصالح، أو بتنفيذ إنقلابات عسكرية دموية ضد الزعماء الذين يمثلون عقبات أمام تلك المصالح، حتى لو كان هؤلاء الزعماء والرؤساء منتخبون  ديمقراطياً”.

هكذا يذكرنا فاروق بالإنقلاب العسكري ضد حكومة محمد مصدق في إيران عام 1953، بعد أن تجرأ على تأميم شركة النفط الإنجليزية وغيرها من المصالح النفطية، ثم تدبير إنقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب ديموقراطياً أربينز في غواتيمالا عام 1954،  وصولاً إلى محاولة إغتيال الزعيم الصيني شواين لاي عام 1955 عبر القنصل الأميركي فى هونغ كونغ وليم كورسن، وغيرها من الأمثلة.

في هذا السياق التاريخي الطويل، يرى فاروق أنه “يمكن فهم وتفسير السلوك الأميركي في منطقة الشرق العربي، الذي يمثل منطقة مصالح إستراتيجية وحيوية، تصل إلى حد أعتباره جزءاً من مكونات الأمن القومي الأميركي. لذك لم يكن غريباً أن يكون جمال عبد الناصر واحداً من أهم أهداف نشاط الاستخبارات المركزية الأميركية، وتكرار محاولات إغتياله مادياً أو معنوياً بعد أن فشلت محاولات كل من إيزنهاور وكنيدي في إحتواءه أو ترويضه، ووقف ما إعتبرته الإدارات الأميركية إندفاعاً مصرياً نحو التعاون مع الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية، وعندما لم تفلح هذه الجهود أطلقت إسرائيل في عدوانها على مصر عام 1967، لتنزل هزيمة عسكرية قاسية بالنظام الناصري وبقية دول المواجهة العربية، والتمهيد  لإجراء تغييرات سياسية داخلية في مصر بعناية وعلى نار هادئة وعبر إختراق من الداخل هذه المرة”.

ويقدم فاروق في كتابه تفصيلاً بعمليات الإختراق التي حصلت على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، مستنداً إلى تفاصيل وأرقام ووثائق ومصادر معلومات “عالية المصداقية”.

الميادين نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى