كيف يؤدي الكيد الحزبي السياسي إلى كارثة قومية

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

ينعكس الكيد السياسي  و ( الجكر ) الحزبي بين بايدن و ترامب على إستمرار العمل الحكومي الأميركي، و يؤخر الكثير من الإجراءات الواجبة. فمثلا” ترامب أمر كل المؤسسات بعدم التعاطي مع بايدن على أنه الرئيس المنتخب. و رغم عدم إنتهاء المعركة الإنتخابية رسمياً يتصرف بايدن على أنه الرئيس المنتخب و يبالغ في ( مجاكرة) ترامب و إستفزازه بالتباهي بالفوز. طرف يتهم الآخر بالتزوير، و الآخر يتهم الأول بالمؤامرة و المكابرة، و النتيجة عرقلة سير العمل الحكومي بشكل من الأشكال .

يأمر ترامب مؤسسات إدارته و أجهزتها بعدم التعامل مع بايدن و فريقه، و منع عنه الميزانية المخصصة لفريق الرئيس المنتخب للمرحلة الإنتقالية. كما أوعز إلى الأجهزة المخابراتية بعدم تزويد بايدن, بأي إيجاز إستخباراتي , كما هي العادة. كل ذلك سيؤثر على العمل الحكومي و يجعله متأخراً في حال تأكد فوز بايدن. و لهذا نتائج قد تكون كارثية على الأمة الأميركية. لذلك فقد أعتبر بعض أقطاب الجمهوريين، كالسناتور جيمس لانكفور، أنه لا ضرر من إعطاء بايدن الحق بالإطلاع على الإيجازات الإستخباراتية  بغض النظر عن النتائج النهائية للإنتخابات. و لكن لا يبدو أن ترامب سيسهل مثل هذا الأمر بل سيستمر بعرقلته و بتعطيل العمل الحكومي و إنسياب العملية السياسية .

عند الخلاف بين بوش الإبن و آل غور، و اللجوء إلى إعادة عد الأصوات في فلوريدا، نتج عن ذلك تعطيل عملية الإنتقال بعدم تزويد أي مرشح بالإيجازات الإستخباراتية و التقارير الحكومية، مما ساهم – كما يعتقد –  بوقوع كارثة 11 إيلول دون إنتياه المسؤولين الحكوميين. أي أن تعطيل العمل الحكومي، و عرقلة التحضير للعمل الإداري السياسي للبيت الأبيض أدى إلى كارثة قومية . . و يخشى الآن أن يؤدي منع ترامب تزويد بايدن بالإيجازات الإستخباراتية، و بالملفات و التقارير الحكومية ، إلى كارثة من نوع ما . . . كما أن إقالة ترامب لوزير دفاعه إسبر بشكل بشع و غير منطقي جعل جهات إعلامية ترى إحتمالية قيامه بعمل طائش عسكري، قد يكون ضد إيران أو حزب الله ، أو . أو أو أو ألخ . و هذا  ما أشار إليه مستشار الأمن القومي السابق ماكماستر، و رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية برينان . فهل أننا أمام تعطيل للعمل الحكومي، و تعمية لهذا العمل عما يتم التخطيط له ؟؟ و هل يحضر ترامب عبر هذا التعطيل الحكومة لكارثة قومية محتملة ؟؟

ألم يتعلم ترامب مما جرى من تعطيل العمل الحكومي و ساهم  بكارثة 11 إيلول ؟؟ ألم يفهم هو و العالم كله أن أي تساهل في جدية العمل الحكومي يفتح الأبواب للكوارث التي لا يمكن تصور مدى فداحتها. . الكيد الحزبي، و الجكارة السياسية ، ربما أفادت من يقوم بها و لكنها  تضر بالعمل الحكومي حتماً. و من المحتمل أن تلد الكارثة … فمتى يتخلى السياسيون المتنازعون و المتكايدون عن جنونهم و بالإحرى عن إجرامهم ؟؟؟؟

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى