علوم وتكنولوجيا

كيف يغير الذكاء الاصطناعي المفتوح مستقبل التقنية؟

الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر يثير جدلاً بين فرص الابتكار ومخاطر الاستغلال… هل يشكّل مستقبل التقنية أم تهديداً للأمن الرقمي؟

يثير الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر جدلاً واسعاً بين مؤيدين يرون فيه وسيلة لتسريع انتشار التقنية وتعزيز الشفافية، ومعارضين يحذّرون من مخاطره الأمنية والأخلاقية. وبين هذين الموقفين، تتسابق الشركات العالمية لطرح نماذجها المفتوحة وتحديد ملامح المستقبل الرقمي.

الذكاء الاصطناعي – برمجيات مفتوحة المصدر… المفهوم والجذور

البرمجيات مفتوحة المصدر هي برامج يمكن تعديلها وتخصيصها بحرية من دون العودة إلى الشركة المطوِّرة. هذا المفهوم، الذي انتشر في عالم البرمجة، يظهر في تطبيقات مثل متصفح «غوغل كروم» المبني على نواة «كروميوم»، أو نظام «أندرويد» للهواتف الذكية.

في عالم الذكاء الاصطناعي، يشترط أن تتاح تفاصيل البيانات وآلية تدريب النماذج للمستخدمين، مع إمكانية إعادة تدريبها على بيانات جديدة، ما يجعلها مختلفة جذرياً عن النسخ الأصلية المغلقة.

شركات رائدة في النماذج المفتوحة

من أبرز الشركات التي دخلت هذا المجال:

1- «ميتا» عبر سلسلة «لاما»، رغم الانتقادات المتعلقة بترخيصها.

2- «ديب سيك» التي طرحت نموذجاً ثورياً مبنياً على نواة مفتوحة المصدر.

3- «أوبن إيه آي» التي أطلقت أخيراً أول نماذج مفتوحة المصدر لها مثل GPT oss 120b.

4- «آبل» التي قدّمت نموذجين تحت اسم FastVLM وMobileCLIP2.

5- إلى جانب شركات صينية لعبت دوراً بارزاً في تسريع تبنّي هذا التوجّه.

فوائد محتملة للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر

يرى مناصرو هذه النماذج أن فوائدها متعددة:

1- تسريع تبنّي التقنية عالمياً بفضل انخفاض تكلفتها أو توفرها مجاناً.

2- تعزيز الشفافية عبر إتاحة مراجعة آليات التدريب وآليات العمل أيضا.

3- إتاحة المجال للمطورين للتجربة والابتكار، بما يوسع قاعدة المستخدمين ويعود بالنفع لاحقاً على الشركات الأم.

مخاطر قائمة

لكن المعارضين يحذّرون من:

1- غياب التأمين الكافي للتقنية، واحتمال استغلالها في تطوير برمجيات خبيثة.

2- خطر تسرب الأسرار التقنية، خصوصاً لدى الشركات الأميركية.

3- إمكانية إساءة الاستخدام من قبل جهات غير مسؤولة، وهو ما يهدد الأمن السيبراني العالمي.

مستقبل قيد التشكل

بين المؤيدين والمعارضين، يبدو أن النماذج المفتوحة المصدر أصبحت واقعاً يفرض نفسه. فهي تمثل فرصة لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنها في الوقت نفسه تطرح أسئلة صعبة حول الأمن والخصوصية والسيطرة على التكنولوجيا. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الابتكار والانضباط. حتى يظل الذكاء الاصطناعي قوة بنّاءة لا أداة تهديد.

صحيفة الأخبار اللبنانية

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى