الشخص الفظ هو الكثير الجدال الذي يكون سيئاً في حديثه وتعامله مع الآخرين، وسلوكياته تكون غير مرغوبة في المجتمع، والخطيب الفظ هو شخص قاسٍ في تعامله مع خطيبته والآخرين، فيتجرد من المشاعر اللطيفة والتعامل الرقيق ويجعل كل تعامله قائماً على أساس القسوة والمبادرة بالسوء والتجرد من المشاعر الرقيقة والإحساس بالآخر، فينفر الأقربون منه، وقد يخسر محبتهم له، فإذا كان خطيبك شخصاً فظاً فكيف يكون التصرف؟، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية نرمين كميل في حديث حول كيف يكون التعامل مع الخطيب الفظ؟
من هو الشخص الفظ؟
تقول استشاري العلاقات الأسرية نرمين كميل لسيدتي: الرجل الفظ هو الرجل المتجهم الغليظ القلب، الذي يكون صلب الطباع، الذي يميل في كل تصرفاته إلى الخشونة المفرطة والقسوة مع الآخرين، وهو لا يتفاهم مع غيره فيجعل الآخرين يتجنبون التعامل معه مخافة ردود أفعاله، إنه إنسانٌ يعيش في حرب دائمة مع مَن حوله، والخطيب الفظ إنسان متكبر للغاية، ومعجب بنفسه ويرى نفسه دائماً أفضل الناس، وهو أكثر عناداً مع الأقربين إليه، وينطق دائماً بكلام جافٍ ليس بسبب عدم امتلاكه مهارة التعامل مع خطيبته ولكن لغلاظة قلبه الذي يجعل لسانه غليظاً، فهو لا يهتمّ لمشاعر من حوله، ويستمدّ ثقته بنفسه من خلال إهانة الآخرين لفظيّاً بلا تردّد، وهو شخص سلبي يدفع الأقربين معه نحو بئر السلبية ويتشاجر معهم دون سبب ظاهر، وذلك كونه يشعر بالنقص والدونية.
كيف تتعاملين مع الخطيب الفظ؟
- فهم طبيعة خطيبك
ينبغي أن تتعرفي وتتفهمي طبيعة خطيبك، ومن حقك تقبل طباعه أو رفضها في بداية الارتباط، كما يمكنك أن تُعيدي النظر في موقفك، فإن تقبلتِ الوضع فعليك إن كان عصبياً أن تتفادى ما يُثير غضبه ويُضايقه وتتفادي الأمور التي تُزعجه، فالمرأة الذكيّة لا بد أن تقفي وقفة تأمل تعرف وترصد الأمور التي تُضايق شريكها، ويتعصب فيها، فعليك أن تسأليه عما يكرهه فتتجنبيه، وما يحبه فتأتيه، وحتى تتضح الرؤية، والوفاق هو المطلوب، والتنازلات في هذا الميدان مطلوبة ومقبولة، بل هي دليل خير وعقل ونضج.
- كوني صريحةً مع نفسك
لا تخشي فظاظة خطيبك مهما كانت عنيفة، ولا تُقدمي له أي تنازلات، وكوني صريحةً مع نفسك، فالحب وحده لا يكفي، وواجهي الواقع بجلسة مصارحة مع نفسك أولاً، وعليك أن تقرري هل تستطيعين تحمُّل فظاظته أم لا، فليس من مسؤوليتك إصلاحه أو تغييره، فبعض الأمور لا يتم الاحتمال بها إذا كانت تزيد عن حدها.
- الابتعاد عند اللزوم
لا بد أن تدركي أهمية الابتعاد عن مناقشة الخطيب الفظ أو الحوار معه أثناء غضبه، بل عليك تجنُّب الخلاف معه والانسحاب من النقاش فوراً عند بداية الخلاف، وعدم مجادلته حتى يهدأ، ثم العودة واستئناف الحوار معه.
- تغيير طريقة النقاش
حاولي تغيير طريقة نقاشك معه واجذبيه بالأسلوب العاطفي، وبمشاعرك الفياضة نحوه، وستجدين منه انقياداً وتأثراً، كما أن إشعارك له بالحنان والحب والعطف والاحترام كرجل مهما صدر منه من أخطاء في حقك، سيدفعه ذلك إلى تغيير تعامله معك، والاستيحاء من الخطأ في حقك كلما قابلتِه بالإحسان.
- الكلمة الطيبة
حاولي استعمال الكلمة الطيبة والثناء الحسن معه، فإن لهما الأثر الفعال في شحذ الهمم وتحقيق المعجزات، ومنح الطاقة والحيوية اللازمين في إنجاز أي عمل كان، ولأنها تُعتبر من الأساليب الإقناعية الناجحة لما لها من أثرٍ جيد في لين الطرف الآخر وإقناعه، فهي تدخل شغاف القلب وتعمق المشاعر، وترطب الفكر، وتُرضي السمع وتشد الانتباه.
- لا تُظهري عيوبه
لا تُشهّرين به أو تُظهري عيوبه أمام الآخرين، وتفتضحين من أمره، فتلك الأمور فيها نوع من السرية التي يجب الا تُخترق، بل ساعدي خطيبك في التخلص من العيوب التى تضايقه، على أن يكون ذلك بطريقة لطيفة وغير مباشرة، حتى لا يشعر بأنه يعاني من عيوب كثيرة، فتهتز ثقته بنفسه.
- التعامل معه بتواضع
أن إدراكك لطبيعة الخطيب الفظ خلال فترة الخطوبة ميزة، لأنك أدركتِ العيب في شخصيته مبكراً، حتى لا تصطدمي فيه بعد الزواج، وهذا سيساعدك على التكيف معه من البداية، وإدراك طباعه، لذا فالتعامل معه بتواضع سيكون مثالاً حقيقياً ودرساً له، وسيجعله يُراجع نفسه ويُفكّر بما يمكنه أن يفعله من جديد.
- تجنَّبي مجادلته
تجنَّبي مجادلته أو الخوض معه في أي نقاش واستفزازه بشكل غير منطقي أو الإلحاح عليه بصورة دائمة، فذلك يزيد من نوبات غضبه وعصبيته ولا بد من تقديره وتحفيزه، لأن الرجل الفظ يشعر بأنه غير مُقدَّر ممن حوله، وعندما يُعبر خطيبك عن أفكاره استمعي إلى حديثه جيداً دون أن تتجادلي معه، إذ يمكن للجدال أن يزيد ويضاعف من انعدام ثقته بنفسه وبالآخرين، وذلك نتيجة شعوره بعدم وجود مَن يفهمه، وعدم تقبل محيطه الضيق له.
- معرفة الأسباب
قد يهمك معرفة الأسباب التي تجعل من خطيبك إنساناً فظاً في تعامله معك، فبذلك ستتمكنين من فهمه ومعرفة السبب الذي يجعله يتصرف بتلك الطريقة، ولا تأخذي الأمر على محملٍ شخصي، فقد يكون مرّ بيوم سيء أو يعاني من تجربة سيئة في حياته، وقد يكون لا يقصد التصرّف بفظاظة ووقاحة معك، وإنما مزاجه لا يساعده على أن يكون إيجابياً ولطيفاً معك.
- إذا لم يتغير فالابتعاد عنه أسلم
كلما كان الشخص فظاً في التعامل، تجرد من المشاعر الإنسانية شيئاً فشيئاً، حتي يصبح قاسي القلب، وتصبح القسوة جزءاً لا يتجزأ من شخصيته ومن أسلوب حياته، وفي حال وجدتِ من خطيبك تعاملاً قاسياً ورفضاً للتغيير، وحتى إن كان الحب بينك وبين خطيبك عميقاً، فهناك تصرفات لا يجب تجاوزها أبداً، ولا بد من وضع حدٍ لها، وإن لم يحدث ذلك فالانفصال يكون أمراً حتمياً.
مجلة سيدتي