«كيلي فيش».. سر السمكة الإفريقية التي تؤخر الشيخوخة
كشفت دراسة أن سمكة «كيلي فيش الفيروزية» الإفريقية، تحمل مفتاح وقف الشيخوخة لدى البشر، حيث يتمتع هذا النوع من الأسماك بظاهرة بيولوجية تُحدث توقفًا في تطور الحياة الجينية، وهي ظاهرة تحمل انعكاسات محتملة على الشيخوخة لدى البشر، حسبما أوردت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية.
والأسماك من فصيلة «كيلي فيش» يمكنها أن تدخل نفسها في مرحلة «كمون» أو «تعليق الوظائف الحيوية»، وهي لا تزال في المرحلة الجنينية، ما يوقف بفاعلية عملية التقدم في السن أو الشيخوخة، بغرض مساعدة الكائن في تحمل الظروف البيئية القاسية.
ووجد البحث، المنشور في مجلة «ساينس» العلمية، أن أجنة هذه الفصيلة من الأسماك لها القدرة على تجميد بعض الوظائف مثل نمو الخلايا وتطور الأعضاء لعدة أشهر وحتى سنوات، دون التأثير سلبًا على عملية نموها اللاحقة وخصوبتها ومداها العمري.
وأظهرت الدراسة أن الجينات المرتبطة بتكاثر الخلايا وتطور الأعضاء دخلت في وضع «كامن» في المرحلة الجنينية لدى الأسماك الفيروزية، وفي هذه الأثناء ارتفع عدد ونشاط الجينات المسؤولة عن ضبط أنظمة جسد السمكة، فيما تأثرت جينات أخرى مرتبطة بحفظ العضلات والتمثيل الغذائي.
ولاحظ الباحثون زيادة إفراز بروتين بسمى (سي بي إكس7) خلال فترة الكمون، ليلعب دورًا رئيسيًا في تعديل عمل الجينات، وقالوا إن إمكانية الاستفادة من هذا البروتين في البشر أمر غير مستبعد ومن شأن الفهم الجيد لآليات هذه العملية المساهمة في تطوير علاجات للأمراض المرتبطة بالشيخوخة والتقدم في السن، والحفاظ على الأعضاء البشرية.
وقالت عالمة الوراثة في جامعة (ستانفورد) والمشاركة في الدراسة، آن برونيت: «وجدت الطبيعة سبلًا مختلفة لوقف الزمن، نعتقد أن دراسة عملية الكمون في المرحلة الجنينية لدى الأسماك قد يمدنا بفهم كامل لكيفية حفظ الخلايا والأنسجة على فترات طويلة من الزمن». وسبق ولاحظ العلماء الظاهرة نفسها في يرقات دودة (النيماتودا) التي تستطيع التوقف عن النمو مع مواجهة ظروف بيئية صعبة أو نقص في الغذاء، كما يتميز ما يزيد عن 130 نوعًا من الثديات بميزة البيات أو السبات.