تحليلات سياسيةسلايد

لا أسباب واضحة وراء تأجيل أردوغان زيارته للسعودية

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اختتم أمس الثلاثاء زيارة للإمارات، أن بلاده تواصل ما وصفه بـ”الحوار الايجابي” مع السعودية في إطار مساعي أنقرة لطي صفحة الخلاف مع المملكة بعد سنوات من التوتر.

ونقلت وسائل إعلام محلية الأربعاء عن أردوغان قوله للصحفيين على متن طائرة خلال رحلة العودة من الإمارات “نواصل حوارنا الإيجابي مع السعودية. نريد أن نواصل من خلال اتخاذ خطوات ملموسة في الفترة المقبلة. نريد تطوير العملية في اتجاه إيجابي”.

وكانت مصادر تركية قد ذكرت أن الرئيس التركي يعتزم القيام بزيارة إلى المملكة بعد زيارته للإمارات في الشهر الحالي أو في مارس/اذار، لكنه أجّل الزيارة إلى أبريل/نيسان، بينما لم يتضح سبب التأجيل.

ويبدو أن الظروف غير ملائمة حاليا لقيام أردوغان بمثل هذه الخطوة بينما يوجد تواصل استكشافي بين أنقرة والرياض لم يرق بعد إلى مستوى المحادثات الرسمية وتطبيع كامل للعلاقات وطي صفحة جديدة على غرار الخطوات التي قطعتها كل من تركيا والإمارات.

وأبدت أنقرة استعدادها لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الرياض ومع القاهرة، لكن المحادثات الدبلوماسية بين الجانبين تبدو بطيئة، ما يشير إلى وجود نقاط خلافية حالت دون تسريع جهود المصالحة التي تريدها تركيا بشدة مدفوعة بمخاوف من تنامي عزلتها الإقليمية وأيضا بخسارتها شركاء اقتصاديين كان لهم دور في إنعاش الاقتصاد التركي.

وتكابد تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي منذ العام 2002 للخروج من أسوأ أزمة مالية تجلت في انهيارات متتالية لقيمة العملة المحلية (الليرة) وارتفاعا قياسيا في معدل التضخم.

ويحتاج الرئيس التركي بشدة لانجاز اقتصادي وازن بينما تراجعت شعبيته في ظل أزمات متتالية إلى مستويات دنيا فيما يخوض الانتخابات المقررة في 2023 برصيد من النكسات السياسية والاقتصادية.

وتصفير المشاكل مع الخصوم الإقليميين والتي كان هو المتسبب فيها باحتضانه لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وبتدخلاته الخارجية والتمدد في فضاءات جغرافية تعتبر حيوية بالنسبة للأمن العربي والخليجي، يأتي ضمن جهود محمومة لاستعادة ثقة الشركاء التجاريين لتركيا.

وتمثل السوق السعودية وجهة مهمة للبضائع التركية كما كانت تركيا تمثل وجهة مهمة للاستثمارات السعودية ووجهة جاذبة للسائح الخليجي.

وتضرر الاقتصاد التركي بشدة جراء العداءات التي فجرتها سياسات أردوغان. وتسعى تركيا لراب الصدع مع دول الخليج ومع مصر بعد سنوات من القطيعة والسجالات وبعد أن سممت التدخلات التركية العلاقات على أكثر من جبهة.

وتوترت العلاقات بين أنقرة والرياض منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية المملكة في إسطنبول وبعد اتهامات تركية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين بالتورط في تلك الجريمة التي تعاملت معها السلطات السعودية بموجب ما يقتضيه القانون وقطعت الطريق على محاولات من أنقرة لتدويل القضية.

وفي خضم الأزمة تعرضت البضائع التركية إلى مقاطعة واسعة غير رسمية في ذروة أزمة مالية واقتصادية تعاني منها تركيا.

وفي 2020 حكمت السعودية بالسجن على ثمانية أشخاص لمدد تتراوح بين سبعة أعوام و20 عاما لضلوعهم في قتل خاشقجي. وفي هذا الوقت قالت أنقرة إن الحكم مخيب للتوقعات، لكنها خففت نبرتها منذ ذلك الحين في إطار محاولة أشمل لإصلاح العلاقات مع الخليج، بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وقالت إنه لا توجد أي مشكلة مع الرياض.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى