لا مبالاة تركية بدعوات التهدئة شرق المتوسط
في الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى التهدئة في شرق المتوسط، اختار الأخير التصعيد بإعلان مناورات بحرية جديدة بالقرب من اليونان، ما يعد استفزازا لأثينا من شأنه أن يؤجج حتما التوتر في المنطقة.
وأفادت وكالة “بلومبرج” للأنباء بأن تركيا تجري مناورات بحرية بالقرب من المياه اليونانية الثلاثاء، في وقت يضغط فيه الرئيس التركي على أثينا للتعاون قبل محادثات أوروبية بشأن أنشطة تركيا غير القانونية للتنقيب عن مصادر الطاقة في المياه المتنازع عليها شرق البحر المتوسط.
وفي سياق متصل ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان أن جونسون عبر لأردوغان الاثنين عن شعوره بالقلق إزاء التوتر في شرق البحر المتوسط، لكنه رحب بأنباء اتفاق تركيا واليونان على إجراء محادثات، مشددا على ضرورة الهدوء.
واتفقت تركيا واليونان الأسبوع الماضي على استئناف المحادثات التي تهدف إلى حل النزاعات حول الحدود البحرية، وذلك بعد توتر بحري في الصيف كاد أن يجعل البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي (ناتو) على شفا الحرب.
ووفقا لبلومبرج فإن المناورات التي تستمر ليوم واحد، تجرى في منطقة تقع إلى حد ما بين جزيرتي رودس وكاستيلوريزو اليونانيتين.
وتتنازع تركيا واليونان العضوان في حلف الأطلسي، بشأن حقول غاز ونفط في شرق المتوسط في منطقة تعتبر أثينا أنها تقع ضمن نطاق سيادتها.
واشتد التوتر بين الطرفين منذ أسابيع ما دفع المجتمع الدولي إلى القلق بشأن تحول الخلاف إلى مواجهات مباشرة بيت البلدين، ما قد يؤدي إلى كارثة في منطقة تعتبر أغنى مناطق العالم بالثروات النفطية.
وفي العاشر من أغسطس/آب أرسلت تركيا في خطوة جديدة تكرس انتهاكاتها في شرق المتوسط، سفينة رصد زلزالي ترافقها سفن حربية إلى المياه بين اليونان وقبرص. وتصاعد التوتر، عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية.
ونشرت فرنسا التي أبدت بوضوح دعمها لليونان سفنا حربية وطائرات مقاتلة في المنطقة في مبادرة شجبها بقوة الرئيس التركي المستاء أساسا من فرنسا.
ووُضعت الأزمة على جدول أعمال قمة أوروبية مرتقبة في أكتوبر/تشرين ببروكسل، وسط ترقب لقرارات أكثر صرامة من قبل الاتحاد الأوروبي لردع الانتهاكات التركية.
ويرى محللون أن تركيا مستمرة في انتهاكاتها في المتوسط ما لم تفرض الدول الأوروبية عقوبات من شأنها ردع أنقرة عن أنشطتها غير القانونية.
لكن الاتحاد الأوروبي لطالما اكتفي بالتهديد والتلويح دون اتخاذ موقف حاسم لردع تركيا، فيما يبدو أن تركيا التي تأوي على أراضيها أكثر من 4 ملايين لاجئ، تبتز بروكسل بورقة اللاجئين لمنع صدور أي عقوبات ضدها.
ميدل إيست أونلاين