اقتصاد

لبنانيون يخشون تلف الفاكهة والخضر بعد الحظر السعودي

 

لا يزال رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي قلقا على الرغم من أن الفاكهة تنضج وكميات الخضروات تزيد في سهل البقاع اللبناني الخصب تسبب حظر فرضته السعودية على المنتجات الزراعية اللبنانية في أبريل نيسان بسبب ما قالت إنه تهريب للمخدرات في شحنات تلك الواردات في غلق سوق كبيرة للمزارعين اللبنانيين الذين يزرعون كل شيء من الخس والبصل إلى الكرز والخوخ. ولا مؤشر بعد على أن هذا الحظر قد يرفع قريبا.

وقال الترشيشي “مثل الصاعقة الخبر نزل على المزارعين والمصدرين وتابع قائلا “صراحة ماني شايف الأيام الجاية حلوة أبدا، أنا شايف قدامنا مزيد من التعب والمزيد من الكآبة والحزن والتعاسة والبؤس والفقر بدأ بالفعل موسم حصاد عدد من محاصيل الفاكهة، وهي سلعة تصدير مدرة للعملة الصعبة شديدة الأهمية بالذات في وقت يمر فيه الاقتصاد اللبناني بأزمة. وبعد انهيار قيمة الليرة أصبحت حاجة المزارعين لجني الدولار من عمليات التصدير أشد من أي وقت مضى من أجل شراء الأسمدة ولوازم أخرى.

لكن الشاحنات التي كانت في العادة تنقل تلك السلع جنوبا إلى السعودية، أكبر اقتصاد عربي، ما زالت متوقفة.

وتقول السعودية إن شحنات الفاكهة القادمة من لبنان استُخدمت في تهريب مخدرات وأشارت لشحنة من الرمان كانت تحوي بداخلها حبوب الكبتاجون المخدرة، وهي نوع من الأمفيتامين.

وقال الترشيشي إن إجمالي صادرات الفواكه والخضر اللبنانية كان يبلغ في العادة 400 ألف طن سنويا، يتجه نحو ربعها للسعودية أو عبرها لدول خليجية أخرى.

وهذه السوق السعودية للتصدير والعبور، بقيمة نحو 24 مليون دولار سنويا، مغلقة في الوقت الراهن مما دفع المزارعين والمصدرين للمسارعة بالبحث عن مشترين آخرين في الخارج قال المزارع حسين مدبوح وهو في حقل للخس كان يصدر معظمه في العادة للحصول على المكسب بالعملة الأجنبية “كلها خسارة بخسارة.. الدوا على الدولار، الكيماوي على الدولار، كل شيء على الدولار.. ما عاد تظبط معنا كلها خسارة بخسارة”، في إشارة لتسعير الأسمدة والمبيدات الزراعية والمستلزمات بالعملة الصعبة.

نزلت أسعار الخس الذي لا يمكن تخزينه لفترة طويلة إلى النصف واضطر بعض المزارعين لبيعه كطعام للماشية. ويخشى المزارعون الآن من أن تتهاوى أسعار خضروات أخرى أيضا.

وفرضت السعودية الحظر في 24 أبريل نيسان وليس هناك ما يدل على موعد محتمل لرفعه. ويتحول اهتمام الفلاحين حاليا للخوخ والكرز والفواكه الأخرى التي تنضج على الأغصان وكانت في العادة تجد سوقا جاهزة في انتظارها قال الترشيشي “عندنا زرع وافر… وعندنا غزارة إنتاج نحن بأمس الحاجة لنصدره.. لبنان هلأ بيصير بستان فواكه”، مشيرا إلى أن الموسم الأساسي يقع في الفترة بين منتصف مايو أيار وحتى أكتوبر تشرين الأول.

ووعدت الحكومة اللبنانية، التي تجد صعوبة في إبقاء الاقتصاد صامدا، بالعمل مع السعودية لتعزيز الإجراءات الأمنية كما طلبت منها إعادة النظر في هذا الحظر وقال الترشيشي “كان فيه ثغرات كبيرة… استغلوها المهربين”، لكنه أشار إلى أن السلطات اللبنانية أدخلت تحسينات على عمليات مسح الشحنات وشددت إجراءات أمنية أخرى لكن كل يوم يمر والحظر السعودي لا يزال مفروضا يعني المزيد من الخسارة المادية الفادحة للمزارعين.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى