لقاء مصر القمّة الخماسي.. هل طلب الشيخ محمد بن زايد الاجتماع بصفة “عاجل” ولماذا؟
برزت مؤشرات قوية خلال الساعات القليلة الماضية على أن لقاء القمّة الخماسي الذي تستضيفه مصر الذي سيُعقد في مصر على نحو مفاجئ قد لا يكون أكثر من استدعاء إماراتي لقادة دول صديقة وبصفة عاجل دون اتضاح الأجندة ولا الأسباب ولا الخلفيات بعد.
وصل رئيس الإمارات محمد بن زايد الى مصر والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة لم تكن مقررة سابقا وسرعان ما ترتّبت حلقة مشاورات سريعة مع عمان وبغداد والمنامة توحي بأن طارئا ما حصل ويستدعي لقاء قادة وزعماء.
وتم إبلاغ العواصم على هذا الأساس في لقاء القمّة الخماسي يعلم الجميع انه لم يكن مقرر مسبقا وأجندته فرضت على عجل وحصل فيما يبدو ارتباك دبلوماسي ايضا فقد طلب من سفراء الدول الخمسة البقاء في حالة انتظار لتوجيهات جديدة.
وكشف مصدر دبلوماسي مطّلع النقاب لرأي اليوم عن تعليمات وصلت للسفراء الاردن والامارات والبحرين والعراق في مصر بالبقاء على حالة استعداد لوصول الزعماء لكن اجندة اللقاء لا تزال غامضة عمليا.
والملاحظة الأعمق هي تلك التي ينتج عنها ايحاءات بالجملة جراء انعقاد قمة خماسية بهذا الحجم على نحو مفاجئ وبدون حضور السعودية مما يعني تلقائيا وضمنيا بان المشاورات تخص حلفاء مفترضين للملكة العربية السعودية لكن بعضهم مثل مصر والامارات على مسافة ملموسة من الخلافات أو التباينات معها.
ويؤسس غياب السعودية عن مثل هذا اللقاء لمرحلة لا تبدو مطمئنة إلى حد كبير تحت عناوين احتمال حصول مستجدات أو الاضطرار الى مناقشة ملفات لم تكن على الطاولة فالاجتماع ليس إماراتيا فقط بل عقد برغبة اماراتية حسب المصادر المختصّة ولا علاقة له بمشاريع التكامل الثلاثي التي تضم الأردن ومصر والعراق ويحضر فيه ملك البحرين التي تعتبر أقرب الدول إلى السعودية.
الاجتماع الخماسي وقبل ساعات من انعقاده خلط اوراق التكهنات ودفع السفارات والأطقم الدبلوماسية إلى طرح تساؤلات بالجملة عن الخلفية والاهداف خصوصا وان تركيبته تبدو غريبة نسبيا فتلك الدول كانت موجودة بصيغ متنوعة في مؤتمر لقاء جدة الأخير الذي تزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
واللقاء يُعقد في ظل تحديات ملموسة جدا ومستجدات طارئة ينشغل بها الجميع ومن بينها المستجدات العميقة والخطيرة في المشهد العراقي تحديدا والسؤال الذي يردده المجتمع الدولي بوضوح الآن حول خلافة الرئيس الفلسطيني والتحديات التي تواجهها جراء ذلك القضية الفلسطينية مما يجعل مستجدات العراق وفلسطين ملفات مرشحة للنقاش والاستعراض الطارئ.
لكن الطارئ قد يشمل أيضا نمو كبير خلف الستارة وصل إلى حد التجاذب بين الإمارات والسعودية والاستحقاق المرتبط بآخر التسريبات والأنباء حول الملف النووي الإيراني خلافا للصراع الخفي بين الامريكيين والروس والصينيين في المنطقة والإقليم وتأثيراته الحالية وما يثيره من قلق ومخاوف في الخليج العربي.
هل تستدعي مستجدات هذه القضايا لقاء مصر الخماسي العاجل؟
سؤال لا يجد المراقبون له جوابا بعد صفة العاجل هنا وما يتردّد من أنباء عن رغبةٍ إماراتية في اللقاء تُغلّفان التوقّعات والتحليلات