تحليلات سياسيةسلايد

لقطات من قمّة جدّة

عُقدت قمّة جدّة للأمن والتنمية الإقليميّة في العربيّة السعوديّة، ويبدو أن عُنوانها العريض كان يتمثّل في توجيه رسائل لروسيا، والصين، وإيران، وبحُضور الرئيس الأمريكي جو بايدن ضمن زيارته الشرق أوسطيّة التي شملت إسرائيل، الأراضي الفلسطينيّة، والسعوديّة.

– حرص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اليوم التالي (السبت) من استقباله للرئيس الأمريكي في قصر السلام بجدة، على استقبال الزعماء العرب المُشاركين في المطار وهم زعماء دول الخليج، إلى جانب مصر، الأردن، والعراق، وإظهار حفاوة الترحيب بهم، واستقبالهم بالأحضان.

– كان لافتاً أن الوفود الخليجيّة حضرت بكامل وفودها، عدا الكويت الذي حضر ولي عهدها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وعُمان الذي غاب سُلطانها، وحضر مكانه نائب رئيس الوزراء والمُمثّل الخاص للسلطان أسعد بن طارق آل سعيد.

– في إلقاء الكلمات خلال القمّة التي انعقدت برئاسة الأمير محمد بن سلمان وبحضور وزير الطاقة والخارجية السعودي، وغاب والده الملك سلمان بن عبد العزيز تماماً عن حضور القمّة، كانت كلمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأقصر، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأطول، فيما لم تُلق الإمارات التي حضرت برئيسها محمد بن زايد كلمة، فعلت عُمان ذات الأمر، فيما وجهات نظر البلدين أقرب إلى إيران.

– أمير قطر تميم بن حمد حرص على الحضور بكامل الوفد القطري، وحظي بترحيب من الأمير بن سلمان في المطار، وجمعه حديث جانبي مع ملك الأردن، كما رحّب بن سلمان بالوفد الإماراتي، واحتضن محمد بن زايد الذي كان مُرتدياً كمامة، وقام بمُصافحة ومعانقة جميع من حضروا من الوفد الإماراتي، كرسالة فيما بدا على عمق العلاقات بين البلدين، وتبديد ما يتردّد حول وجود خلافات بين السعوديّة، والإمارات.

– صورة جماعيّة جمعت القادة المُشاركين في القمّة، وخلفها أعلام بلادهم، توسّطها الرئيس بايدن، والأمير بن سلمان، وعلى شماله الملك الأردني عبد الله الثاني، ثم أمير قطر تميم بن حمد، ثم ولي عهد الكويت مشعل الأحمد، وأخيرًا على شمال بن سلمان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعلى يمين بايدن ملك البحرين حمد بن عيسى، ثم رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، ثم رئيس الإمارات محمد بن زايد، وأخيرًا من يمين بايدن ممثل عُمان.

– أخطأ الأمير بن سلمان باسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وأطلق عليها اسم المملكة الأردنية العربيّة ليتدارك الأمر ويُصحّح، وبدأ ملك الأردن كلمته بالسلام على النبي العربي الهاشمي.

– أبرز ما جاء في مضمون الكلمات للزعماء المُشاركين:

الأمير بن سلمان: بارك تثبيت الهدنة في اليمن، وبدا أنه حسم مسألة زيادة الإنتاج النفطي بالقول إن المملكة سبق أن أعلنت رفعها للإنتاج النفطي 13 مليون برميلًا يوميّاً وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافيّة لزيادة الإنتاج، ودعا إيران للتعاون وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة، مُشيدًا بالعراق الذي يشهد تحسّناً في أمنه ما ينعكس على أمن المنطقة، مُؤكّدًا على أن استقرار المنطقة يتطلّب حُلولاً سياسية في سوريا وليبيا.

بايدن: شكر السعودية لدعوته لهذه القمّة، وأكّد أن أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيوفّر الدعم لحلفائنا في مكافحة الإرهاب، وسنبقى شريكاً نشطاً في الشرق الأوسط ولن يسمح بأن يترك مكاناً لروسيا والصين وإيران، وفي رسالة لروسيا رفض استخدام القوة لتغيير الحدود، ولإيران لن نسمح بتعريض حرية الملاحة البحرية في المنطقة للخطر، ونعمل مع السعودية وعُمان لايجاد حل سياسي في اليمن، وسنمنع ايران من الحصول على سلاح نووي، وأشاد بجهود ربط شبكة الكهرباء العراق بدول الخليج.

كلمة عبد الله الثاني والذي حضر إلى جانبه ولي عهده الأمير الحسين، ورئيس الوزراء بشر الخصاونة، ووزير الخارجيّة أيمن الصفدي وقال فيها: لا زلنا نستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري ونقدم لهم الخدمات، يجب الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ومُواصلة محاربة الإرهاب والمخدرات وتهريب السلاح.

السيسي الكلمة الأطول: تطوير الشراكة بين الدول العربية والولايات المتحدة، يجب وضع حد للصراعات والحروب الأهلية في المنطقة، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وإحياء عمليّة السلام، تكريس حرية الأديان والمعتقدات، ويجب أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، لا تهاون في الحفاظ على أمن دولنا من خطر المليشيات وداعميها، ويجب إعادة صياغة القوانين التي تحافظ على الأمن المائي.

ملك البحرين: يجب تفعيل قوات الدفاع البحرية المشتركة لحماية الممرات الملاحية، ودعم الجهود الرامية لاستقرار أسعار الطاقة.

أمير قطر: لن ندّخر جهدًا لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة، والمخاطر في منطقة الشرق الأوسط تتطلّب إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ثمّن تثبيت الهدنة في اليمن، وأكّد بأنه لا يمكن القبول بالظلم الفظيع الذي يتعرّض له الشعب السوري.

مصطفى الكاظمي: يجب وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، العراق يدعم الهدنة في اليمن، ويقترح إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل.

– وقبيل انطلاق قمّة جدة، التقى الرئيس بايدن بجميع الزعماء المُشاركين ضمن مباحثات ثنائيّة، وكان لافتاً عبارة قالها رئيس الإمارات الجديد محمد بن زايد لبايدن، أنه جديد في وظيفة رئيس الدولة، لكنه يعمل على توطيد العلاقات الثنائية مع الجانب الأمريكي.

– ومع تطرّق بعض الزعماء العرب المُشاركين لقضيّة فلسطين، وأبرزهم عبد الله الثاني، السيسي، تميم بن حمد، انتقد مُعلّقون غياب مُمثّلين عنها، وعدم توجيه السعوديّة الدعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

– 290 إعلاميا أتوا من جميع أنحاء العالم لتغطية قمّة جدة.

– لفت مُعلّقون لاختيار السعوديّة آيات من القرآن الكريم كدلالة على عدم تقبّلها الشذوذ الجنسي وبحضور الرئيس بايدن الذي يدعم المثليّة والمثليين (الشواذ جنسيّاً)، وتقول الآية: “إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى”.

– استغرب مراقبون غياب المغرب الملكي عن القمّة، واقتصار الدعوة السعوديّة على نظيره الأردني الملكي، إلى جانب الجمهوريتين مصر والعراق.

– الرئيس الأمريكي جو بايدن يُغادر جدّة بعد زيارة للسعوديّة استغرقت يومين، والذي كان في وداعه من مطار الملك عبد العزيز أمير مكّة خالد الفيصل.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى