لاشك في أن العلاقة بين الزوجة والحماة من بين المشاكل التي تؤرق كثيراً كل زوجة أو زوج، فكثيراً ما نسمع عن قصص الحموات وسعيهن وراء تنغيص الحياة على زوجات أبنائهن أو العكس، كالحماة الفضولية التي تتدخل في الكثير من التفاصيل الشخصية بين الزوجين، وقد يقع بعض الأزواج ضحية لها وقد تتسبب في الكثير من المضايقات للزوجة بسبب فضولها الزائد عن الحد.
من هي الحماة الفضولية؟
تقول إستشاري العلاقات الأسرية د. وفاء الأنصاري لسيدتي : “الحماة هى أم الزوج أو الزوجة، ولها مكانتها الكبيرة فى الأسرة. ولكن للأسف لقد أساء المجتمع فى نظرته لتلك الأم، وشوه صورتها من خلال الأمثلة الشعبية والقصص والحكايات، التي وصفت الحماة وأظهرتها للمجتمع بصورة قاسية. وتناسي الجميع إنها الأم التي ربت وتعبت من أجل أبنائها، بالطبع من حق أي زوجة أن تعيش حياتها الزوجية بهدوء ودون تدخل، ومن حقها أن لا تتعرض للضغط أثناء تأدية واجباتها الزوجية تجاة أسرتها من حماتها خاصة لو كانت تتصف بالفضول. فالحياة مع الحماة الفضولية مزعجة وتخلق حالة من التوتر للزوجة وتجعلها لا تهنأ بحياتها الأسرية من كثرة تدخلاتها.
فالحماة الفضولية هي التي تتدخل في الكثير من التفاصيل الشخصية بين الزوجين بشكل مباشر وغير مباشر. فهي تتبع حركاتهما وتراقب تصرفاتهما، وقد لا تتوقف عند ذلك فتدلي برأيها بدون أن يدعوها أحد. كما وتحول المعلومات التي جمعتها عبر فضولها لأداة للنصح والإرشاد الإجباري الغير متقبل في كثير من الأحيان مما يجعلها سببًا مباشرًا في الكثير من الضغوط على الحياة الزوجية”.
تؤكد د. وفاء أن الزوجة الذكية التي تفهم أن حماتها فضولية، والتي غالباً ما تكون غير مؤذية (ولكنها فقط تريد أن تشبع رغباتها في معرفة تفاصيل كل شيء بين ابنها وزوجته)، يمكن للزوجة أن تكسب ودها بكل سهوله وذلك بأن تشبع فضولها بالقليل من المعلومات التي لا تضر ولا تفيد وتعاملها كمعاملة الأم. وتضعها في نفس المكانة وتتعامل معها من هذا المنطلق.
كيفية التعامل مع الحماة الفضولية
تقول د. وفاء: “لذا لابد من البحث عن الطرق الذكية من أجل التعامل مع الحماة الفضولية دون أن تشعر حتى لا تفسد حياة الزوجين”.
التقرب من الحماة الفضولية وفهمها
لابد من التقرب من الحماة ومحاولة فهم وجهة نظرها الخاصة فربما مازالت تشعر بأن زوجك لازال الصغير التي كانت ترشده وتوجهه ولابد من التطلع على كل صغيرة وكبيرة في حياته لذا ينبغي عليك التقرب وفهمها أكثر ومعرفة وجهة نظرها.
إهتمي بها
يمكنك أن تعتبريها الأم الثانية لك عن طريق الإهتمام بها. فالإهتمام يولد المشاعر الطيبة ويحسن العلاقات. فقومي بالإهتمام بما تحبه من هواياتها ومناسباتها، اتصلي بها بصورة دائمة واسألي عن أحوالها وتوددي إليها، وشاريكيها أخبارها وإحتياجاتها، وإنصتي لها بإهتمام.
وضع مسافة بنك و بين الحماة الفضولية
الحماة لن تتغيرأ أو تغير من أسلوبها، لذا في حال كانت من الشخصيات الفضولية والتي تتابع كل التفاصيل ودائمة التدخل في حياتك الخاصة، فالأفضل لك الإبتعاد عنها والعمل على وضع مسافة بينك وبينها خاصة خلال الحوار.
معرفة طريقة تفكيرها
لابد من معرفة طريقة تفكير الحماة الفضولية في التعامل مع الكثير من الأمور من أجل إيجاد استراتيجية للتعامل بالطريقة التي تناسبها والتحاور معها. ولابد من مناقشتها بما يتناسب معها حتى لا تورطي نفسك في مشاحنات وخلافات كثيرة أنت في غني عنها، ومن الممكن أن تدمر العلاقة بينكما.
الإنسحاب عند اللزوم
في حال الصراع والمشاحنات معها، ينبغي أن لا تفتعلي المشاكل معها. وأن تكوني ملتزمة بالإحترام والأدب في الحديث وتوقير عمرها الكبير، بل والإنسحاب على الفور حتى يتدخل الزوج.
الخصوصية العائلية
لابد من الإلتزام بوضع قوانين لأسرتك بالإتفاق مع الزوج. في أن يكون لحياتك الشخصية خصوصية التي لا يسمح لأحد بإختراقها. وإن لم تتبع الحماة تلك القوانين على الزوج بالتدخل والتحدث مع والدته في الأمر للحفاظ على خصوصية الحياة الخاصة.
عبري عن مضايقتك
لابد من التعبير عن الأمور التي تضايقك من الحماة مع ضرورة التزام الأدب في الحوار. مع الزوج كي يتفهم هو الأخر وجهة نظرك.
أعطي ل الحماة الفضولية مساحتها الخاصة
فهي في البداية والنهاية مجرد أم وجدة لأطفالك لذا لابد من التعامل معها بلطف شديد مراعاة لكبر سنها. فينبغي أن تكون الزوجة حسنة النوايا في تقبل النقد وإحترام الآراء التي تخبرك بها الحماة. كما ولابد من إحترام المساحة الخاصة مع ابنها في الجلوس معه على انفراد. والبوح والفضفضة معه، حيث إنها لا تزال تعتبر أنه طفلها الصغير.
كوني صديقتها قدر المستطاع
من الذكاء أن تحولي علاقتك بحماتك لعلاقة صداقة، وبإمكانك السماح بعرض بعض أمورك، وإظهار إحترام خبرتها ورأيها من خلال المديح لها من وقت لآخر. كما يمكنك إصطحابها في نزهة صباحية معاً للتسوق أو لتناول مشروب دافئ سوف تقرب الكثير من المسافات بل ستثق بك وستشيرك في بعض أمورها الخاصة.كما يمكنك إهدائها بعض الهدايا التي تعبر عن تذكرها من حين لآخر فمفعولها كبير في زرع الود والمحبة في القلوب.
الدبلوماسية في الرد
إذا سألتك حماتك الفضولية عن أشياء تخصك أو تخص أهلك، فلا تتسرعي في الرد ولا تعطيها ماتريد معرفته. بل يمكنك الرد بدبلوماسية وإبتسامة رقيقة، فأكثري من قول لا أدري، أو أن هذا لأمر لا يخصني، أو سأنظر في الأمر وأرد عليك لاحقاً وهكذا، وأرجو أن يكون هذا مع ابتسامة، وليس بالحدة في الرد، بل التحلي بالصبر الشديد وعدم التسرع في ردود فعلك معها، فإنفعالك أثناء الحديث معها ليس بالأمر الصائب، وسيؤدي في النهاية إلى تفاقم المشكلة.
نصائح نهائية للتعامل مع الحماة الفضولية
- تجنبي التطرق للأحاديث في الأمور التي من الممكن أن تسبب نشوب الخلافات بينكما
- لابد أن تدركي حقيقة أن حماتك الفضولية تريد أن تظل هي الأولى لدى ابنها قولاً وفعلاً، فأعطيها الشعور بذلك.
- احذري الدخول معها في أي مشاحنات، بل احتفظي بحقك بعدم الرد عليها مهما كانت الأمور شديدة.
- تجنبي التطرق للأحاديث في الأمور التي من الممكن أن تسبب نشوب الخلافات بينكما.
- لا تبوحي لها بأسرارك ولا بمجريات الأمور في حياتك الخاصة، ولا تعوديها على معرفة كل ما هو جديد فيها.
- لابد من بعض التنازل والمرونة والليونة في بعض المواقف حتى تسير الأمور، ولكن مع الإحتراس بالحفاظ على كيانك وكرامتك.
- احذري أن تشتكي أو تسخري من فضولية حماتك لزوجك حتى لا تخسريه فهي أمه أولاً وأخيراً
- احرصي على الإتفاق من البداية مع زوجك بوضع إستراتيجية وحدود لكما معاً، لعدم تدخل عائلة الطرفين في الحياة الزوجية.
- إنصتي اليها وأعطيها الحق في إبداء رأيها، وإختاري مايناسبك وما يحلو لك من الأراء.
- اجعلي علاقتك معها سطحية قدر الإمكان، دون أن تتجنبيها أو تعامليها بجفاء.
- إتفقي مع زوجك بعدم السماح بتدخل الحماة في الأمور الخاصة بينكما، وألا يطلعها على مشاكلكما معًا.
- تذكري دائماً أنك ستصبحين يوماً من الأيام حماة وقد تكوني ذات الحماة الفضولية بدون أن تقصدي ومن ثم عاملي حماتك بنفس الطريقة التي ترضينها لنفسك.
- لا تتدخلي في شؤون عائلة زوجك طالما لم يطلب أحدهم رأيك، خاصةً في أمور الإرث أو خلاف الأشقاء أو غير ذلك، فهي من الأمور الحساسة التي قد تؤدي إلى مشاكل مع حماتك.
مجلة سيدتي