لماذا أنتصرت طالبان، وهل ستؤثر على العرب ؟؟
يبشرنا رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، أن ( عودة القاعدة وداعش إلى أفغانستان ممكنة جداً، وبسرعة )، أي أن أفغانستان حسب رئيس الأركان الأميركي ستحكم من طالبان كخيمة تضم تنظيم القاعدة وداعش، وهذا ما سيجعلها من جديد منصة إنطلاق لقوى إرهابية، وما ترحيب تنظيم النصرة في سورية بسيطرة طالبان واعتباره نموذجاً لانتصار الإسلاميين إلا تأكيد لهذه الطبيعة الإرهابية التي ستنشطها طالبان . كما أن إحتفال إعلام الإخوان المسلمين في البلاد العربية بانتصار طالبان يزيد من قوة ما يبشرنا به رئيس الأركان الأميركي حول عودة الإرهاب، ولكن، طالما أن الجيوش الأميركية تعرف أن طالبان ستعيد القاعدة وداعش الإرهابيتين لماذا سمحت لطالبان بالإنتصار ؟؟ أم أنها أرادت الدفع بهذا السياق؟؟ ثم ألم يحذر الرئيس بوتين من إنطلاق الإرهاب من أفغانستان ؟ يبدو أننا أمام مرحلة جديدة مخاطرها واضحة المعالم !!
كثيرون يسألون لماذا أنتصرت طالبان ؟؟ و لماذا هزمت وهربت دولة أفغانستان التي شكلتها ودربتها ومولتها ورعتها الولايات المتحدة ؟؟ استنتج مسؤول أميركي، كان يدير شبكة تنصت على طالبان، مما تنصت عليه لسنوات، أن ( هذه الحركة، رغم تخلفها، وضعف تدريبها، و قدم أسلحتها، وغباء معظم قادتها، إلا أن أفرادها مؤمنون بما يقاتلون من أجله و نزيهون في خدمة تنظيمهم، بعكس حال جنودنا وقوات الدولة الأفغانية ) . و ربما هذا ما جعلها تسيطر خاصة أننا لو دققنا في الدولة التي أسستها و أقامتها الإدارات الأميركية في أفغانستان . لوجدنا أنها عبارة عن نظام يعتمد على عشرين ألف رجل أمن . معظمهم أجانب ” مرتزقة”، و يتبعون شركات خاصة . إضافة إلى أن هذه الدولة اعتمدت على الجبناء والزعران وعديمي الكفاءة وحثالة القبائل، مع تعميم الفساد على جميع مفاصل الحكم ، والمحصلة أن الدولة التي بنتها أميركا في أفغانستان كانت نظاماً عديم الكفاءة و جباناً و فاقداً للقضية . و فاسداً للعظم . لذلك فإن طالبان باتفاقها مع أميركا، و بإيمان و نزاهة أفرادها، رغم ظلامية هذا الإيمان، جعلها تسيطر, و تنتصر على نظام فساد وعدم كفاءة وجبن . وهذا طبيعي …. لكن غير الطبيعي يكمن في الإجابة على هذا السؤال : لماذا لم تلجأ أميركا لبناء نظام أفغاني كفوء و وطني ونزيه ؟؟ لماذا ؟؟ أم أنها بنت نظام فساد عديم الكفاءة محمي بأمن أجنبي مستأجر تمهيداً لاستعادة طالبان أو ما يماثلها، لتستغل في خدمة مصالح الأمن القومي الأميركي ؟؟؟ خاصة ضد دول جوار أفغانستان الذي ترى فيه أميركا بايدن تهديداً لمصالحها. و لأن المنطقة العربية ليست بعيدة عن أطماع وأحقاد القاعدة وداعش، فإن السؤال الملح : هل يفكر العرب بما سيفعلونه للدفاع عن أنفسهم و مصالح شعوبهم ؟؟؟.