تحليلات سياسيةسلايد

لماذا يتعمّد نتنياهو إخفاء المُلحق السريّ؟ هل لأنّه يشمل تحرير قادة المقاومة؟

زهير أندراوس

كشف المُحلِّل الإسرائيليّ البارز، رونين بيرغمان، والذي اعتمد على مصادر رفيعةٍ في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، أنّ المخطط الأمريكيّ يتحدث صراحةً عن إنهاء الحرب، بينما يُؤطّر قرار الحكومة الإسرائيليّة العملية برمتها على أنّها “مخطط لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين”، لافتًا إلى أنّه تتجلّى الاختلافات أيضًا في المصطلحات، بين “الانسحاب” و”الانتشار”. فـ”الانسحاب” يعني تحركًا دائمًا، بينما يُحافظ “الانتشار” على المرونة العملياتية.

 

وتابع بيرغمان في تحليله بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، اليوم الأحد، أنّ “الطريقة الوحيدة لتفسير هذا التحول من أوهام النصر الكامل الذي لم يتحقق ولن يتحقق، إلى تنازل شبهٍ كاملٍ أمام الواقع، هي شنّ حملةٍ سريعةٍ وقويّةٍ تهدف إلى إقناع الرأي العام الإسرائيليّ بأنّ حماس استسلمت بالفعل، وقبلت جميع مطالب نتنياهو، وأنّه وترامب هما مَنْ خططا لها. ووفقًا لنتنياهو يوم الجمعة، فإنّ الصفقة الكبرى التي أبرمها، والتي وافقت عليها حماس “بعد أنْ عزلتها خطة ترامب، التي اتفقتُ عليها مع الرئيس في واشنطن، دوليًا بشكل غير مسبوق”، فقط حينها وحينها فقط “سيتم نزع سلاح حماس، وستُنزع أسلحة غزة”.

وأوضح بيرغمان: “هذه كلّها نتائج مرغوبة، المشكلة الوحيدة هي أنّ حماس لم توافق عليها، لا في الاتفاق الإنجليزيّ الذي وقعته إسرائيل والولايات المتحدة ودول الوساطة، ولا في نسخته العربيّة التي وقعها القياديّ في حماس، خليل الحيّة. الحقيقة هي أنّه لا يوجد مثل هذا الالتزام، تمامًا كما لا يوجد التزام بخروج القيادة إلى الخارج، أوْ حلّ المنظمة، أوْ جمع أسلحتها، أوْ نزع سلاح القطاع، أوْ استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل المنطقة”.

وشدّدّ بيرغمان على أنّ “الاتفاق الذي تمّ توقيعه لا يتضمّن حتى موافقة حماس، التي تمّ تقديمها علنًا قبل أكثر من عامٍ، على إنشاء لجنةٍ من التكنوقراط في غزة لإدارة القطاع، وحماس لا تطالب بتمثيل هناك. لأنّه بعد أنْ وضع نتنياهو جميع الشروط التي لم تخضع لها حماس ولم تلتزم بتنفيذها، لم يتبق سوى خيارين، أحدهما أسوأ من الآخر: إمّا أنّ نتنياهو استبعد الأمور التي قال بنفسه مرارًا وتكرارًا إنّها ضرورية لأمن الدولة، أوْ أنّها لم تكن كذلك، وأثارها، مثل الدخان السام المتصاعد من الآلة، لمجرد التأكد من عدم وجود اتفاقٍ واستمرار الحرب.

ونقل بيرغمان عن مصدرٍ ينتمي إلى أجهزة الاستخبارات، ولكنّه بحكم منصبه غالبًا ما يكون في المكاتب، على خطّ التماس الدقيق بين أجهزة الاستخبارات والمؤسسة الأمنيّة والقيادة السياسيّة، إنّ من حقّ الجمهور الحصول على إجاباتٍ صادقةٍ حول ثلاثة أسئلةٍ رئيسيّةٍ لا تزال عالقة، ويبدو أنّ الحكومة وحملة نتنياهو تواجهان صعوبة في الإجابة عليها”.

وتابع: “السؤال الأوّل يتعلق بالماضي: لماذا تأخر كلّ هذا الوقت؟ هل نتنياهو محق في ادعائه بأنّه لم يكن من الممكن توقيع الاتفاق مبكرًا لأنّ حماس لم توافق على الشروط التي تمّ الاتفاق عليها الآن؟ أمّا السؤال الثاني فهو يتعلق بالحاضر: لماذا يُسوّق هذا على أنه نجاح كامل في حين أنّ هناك أيضًا تنازلات عميقة جدًا هنا، ولماذا تُخفى الاتفاقات، وتُخفى مرّةً أخرى، عن الرأي العام؟ أمّا السؤال الثالث فهو يتعلق بالمستقبل: لماذا يدّعي رئيس الوزراء وممثلوه المقربون ومبعوثوه في وسائل الإعلام أنّ كلّ شيءٍ قد تحقق، بينما في الواقع لا يزال الكثير مفتوحًا ولم يتم الاتفاق عليه”، طبقًا لأقواله.

وعن الأسرى الفلسطينيين قال بيرغمان: إنّ الحكومة الإسرائيليّة ستُطلِق سراح عشرين من “أشنع الإرهابيين وأكثرهم تلطخًا بالدماء”؟ وتساءل: هل يرتبط هذا القرار بسلسلة المحادثات الطويلة التي استمرت حتى فجر الجمعة بين كبار المسؤولين في الدول الوسيطة ونظرائهم الإسرائيليين؟ وهذه ليست القضية الوحيدة التي تُثير تساؤلات حول الاتفاق الذي وقّعته إسرائيل في شرم الشيخ. كلّ ما لم تُرِد الحكومة أنْ يعرفه الجمهور، على سبيل المثال، خرائط الانسحاب الدقيقة، وآلية مراقبة الاتفاقات، وإجراء تحقيق شامل في الهيئات التي تدّعي حماس أنها في الاتفاق تعذر تحديد مكانه، نُقل إلى الملحق السريّ.

وخلُص المُحلِّل إلى القول إنّه “على سبيل المثال، في الاتفاق الموقّع في شرم الشيخ، والذي نشرته المُحلِّلة غيلي كوهين لأوّل مرّةٍ على قناة كان 11، والذي تعرّض للهجوم والاستجواب من قِبَل مصدرٍ إسرائيليٍّ ومصدريْن اثنيْن من الدول الوسيطة، ورد في بداية القسم الأول أنّ “الرئيس ترامب سيُعلن انتهاء الحرب في قطاع غزة، وأنّ الطرفين اتفقا على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، وإذا لم يكن هذا واضحًا لأحد بعد، فقد ورد في بداية القسم الثاني أنّ “الحرب ستنتهي فورًا بموافقة الحكومة الإسرائيليّة”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى