لماذا يحتاج الناس إلى بعضهم البعض
الإنسان هو كائن اجتماعي بامتياز، حيث يحتاج الناس إلى بعضهم البعض، كي يحيوا حياة هانئة، فيها التعاون على كل ما هو خير ومصلحة لهم، والابتعاد عن كل ما هو شر لهم، ومن هنا يجب على الإنسان أن يحسن اختيار علاقاته الإجتماعية مع الناس، لأن هذه العلاقات هي التي ستساعده وتعينه وتكون رديفاً له على الوصول إلى غايته التي يطمح إليها. كما أنّ الإنسان لا يتسطيع نهائياً أن يقوم بكل الأعمال وحده، بل يحتاج إلى مساعدة، فإنّ أحسن الإنسان مهنة معينة من المهن فإنه لن يحسن المهن الأخرى، لهذا السبب يرتبط الناس فيما بينهم بالمصالح أيضاً حتى ولو لم تكن هناك كيمياء بينهم.
ما هي أنواع العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الناس
تتنوع أنواع العلاقات الاجتماعية التي تربط الأفراد بعضهم ببعض، فهناك العلاقات الأسرية وهي علاقة مفروضة على الإنسان في غالب الأوقات وبنسبة كبيرة تكون علاقات جيدة يسودها الحب والتعاون الخوف على المصالح، فهذه العلاقات تنشأ مع الإنسان منذ مولده وتبقى ملازمة له حتى وفاته وهي العلاقات الأكثر استمرارية في حياة الإنسان. وهناك أيضاً علاقات الزمالة، وهذه العلاقات تنشأ من عمل الإنسان أو من دراسته حيث أن هناك الزميل بالدراسة والزميل بالعمل، وهذه العلاقات قد تتخذ طابع المصلحة المبني على الاحترام المتبادل بين الأشخاص، وقد ترتقي لتصل إلى رتبة أعلى من ذلك وهي الصداقة.
أما النوع الثالث من أنواع العلاقات فهو الصداقة والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد العلاقات الأسرية من ناحية الماتنة والقوة، فالصديق هو من يتقاسم مع الإنسان فترة من حياته وقد يتقاسم العمر كله، لهذا فالصديق هو ملجأ الإنسان ومتنفسه الذي يرفه به عن قلبه. وأخيراً هناك العلاقات الآنية المؤقتة والتي تنشأ بسبب وجود مصلحة معينة والتي بزوالها تزول هذه العلاقة كالعلاقة بين التاجر والمشتري، وبين الموظف والمراجع وما إلى ذلك من العلاقات، ولا يشترط وجود الحب في هذا النوع من أنواع العلاقات، ولكن حتى تستوفي هذه العلاقات غايتها على أكمل وجه يجب ان تراعى فيها مسألة الأخلاق والضمير والاحترام المتبادل بين الأطراف جميعاً.
على ماذا يجب أن تبنى العلاقات الاجتماعية
والعلاقات الاجتماعية إجمالاً يجب أن تبنى على الأخلاق أولاً ثم الاحترام المتبادل بين أطراف هذه العلاقة، فإن لم يكن هناك أخلاق ولا احترام، فسيكون مصير هذه العلاقة إلى الزوال، ويجب ان يتوافر عنصر المسايرة بين الناس، ولا يجب أيضاً ان نقف عند أخطاء الناس وأن نتتبع عوراتهم وأخطائهم، فهذا من شأنه أن يجعل الناس هم أيضاً يلاحقوننا في كل صغيرة وكبيرة، والسّتر هو الأساس، فليس هناك من هو معصوم عن الوقوع في الخطأ.