
حشود عسكرية غير مسبوقة تم إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط في الساعات الأخيرة، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات عن المغزى والرسالة منها؟ وهل هي لترهيب إيران أم تخويف القاهرة؟
كيف قرأ المحللون المشهد الذي ينذر بأيام يبدو شرها مستطيرا؟ وعلى من سيكون الرهان في قادم الأيام؟
برأي الكاتب والمحلل السياسي د.محمد السعيد إدريس فإن الهدف الأساسي لإرسال الولايات المتحدة بوارجها وطائراتها هو ردع الحوثيين وتأمين المضائق لعبور الأساطيل الأمريكية والإسرائيلية وإعادة الأمور إلى ما قبل المواجهة، مشيرا إلى أن الأمريكان يتبنون نظرية ” اضرب المربوط يخاف السايب”.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن الهدف الثاني هو ردع إيران؟ وإجبارها على تقديم تنازلات ، وتخييرها ما بين الانصياع أو التدمير.
وبحسب د.إدريس فإن الرسالة الواضحة من الولايات المتحدة أن أي دولة عربية تفكر في الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي، سيكون مصيرها هو المصير الإيراني المنتظر.
ويقول إن الجميع منزوٍ وخاضع، مشيرا إلى أن حال العرب الآن أشبه بأيام الغزو التتري، حيث يقدمون أنفسهم للذبح، ويقدمون المفاتيح ليصول الأعداء ويجولوا في المدن العربية يقتّلون ويذبّحون كيفما شاؤوا.
ويوضح أن نتيناهو أسقط اتفاق وقف إطلاق النار سواء في لبنان أو غزة برعاية أمريكية ، مؤكدا أن كل الوعود الأمريكية زائفة ولا يهمها سوى أمن إسرائيل، لافتا إلى أن كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يسعيان لتأسيس نظام إقليمي جديد تكون الكلمة العليا فيه لإسرائيل.
وردا على سؤال: الرهان الآن على من؟
يجيب د. إدريس قائلا: “هو ذات الرهان الذي خرج منه العز بن عبد السلام، وهو المقاومة الشعبية والإرادة الشعبية التي يجب أن تقول كلمتها اليوم وليس غدا، في ظل حالة الخمول التي باتت عليها الأنظمة العربية التي منها الخامد ومنها المتواطئ،وليس هناك من يرفض هذا المشروع الأمريكى الإسرائيلي إلا ما رحم ربك، وهناك من يرفض ولا يعلن الرفض خشية العقاب، وهناك المتواطئ الذي ينفذ المخطط بحذافيره”.
ويختتم مؤكدا أن الرهان على الوعي العربي، لافتا إلى أن هذا دور المثقفين العرب، ودور الإعلام العربي الحر الذي بات في حاجة لحمل مشروع أمة للخلاص، والدعوة لإفاقة عربية كيلا يكون مصيرهم هو ذات المصير على يد التتار، ولابد من مواجهة، والمواجهة لا تخرج إلا من مصر ومن كل الدول العربية؛ لأن مصر بها ما بها، وهناك حدود للصبر.
الشعب الفلسطيني يذبح في غزة، وإسرائيل تفنيه بمعنى الكلمة بشكل منهجي ولا يتركون شبرا دون قذف كيلا يكون هناك شعب فلسطيني في غزة، بل مقابر لا يتركونها بل يعبثون بها نكاية في الوعي العربي وتدميرا للوعي العربي.
السفير د.عبد الله الأشعل يرى أن الهدف من وراء كل هذا العتاد العسكري الأمريكي هو طمأنة إسرائيل، مشيرا إلى أن أمريكا لن تحارب إيران، ولن تسمح لإسرائيل بمهاجمتها، لافتا إلى أن ترامب (الواقعي العملي) يسعى لتحقيق أهدافه بأقل الأثمان.
ويقول إن الصراع الآن بين الله وبين الشيطان، مؤكدا أن كل الحكام العرب يساعدون إسرائيل ويتمنون زوال غزة.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن سبب تخاذل الشعوب العربية هو ميراث القهر طيلة عقود عديدة، وهو الأمر الذي أورث الأجيال الجديدة جينات القهر.
واختتم مؤكدا أنه لا يبرئ أحدا من الحكام العرب إلا الرئيس الجزائري نسبيا، محذرا من أن هدف إسرائيل كما ورد في مشروع هيرتزل هو سيناء.
من جهته يرى د. ممدوح حمزة أن الحشود العسكرية الضخمة في الشرق الأوسط ليست لايران كما يتوقع الجميع، وإنما لتنفيذ التهجير القسري الي سيناء، والتعامل مع جيش مصر إذا قاوم التهجير.
في ذات السياق يرى الوزير المصري الأسبق د.محمد نصر علام أن الموقف المصرى الحازم بمنع التهجير من غزة واصطفاف الجيش المصرى على الحدود، وضع المخطط الصهيونى للتهجير على المحك، وبدأ التخبط فى تصريحاتهم السياسية، مشيرا إلى أن الأيام القادمة صعبة وقد تشهد تدخلات دولية بالمنطقة.
ويضيف “علام” أن هناك مجموعة من المصريين ترى انه على مصر مواجهة إسرائيل عسكريا وفتح الحدود للنازحين، دون مراعاة لوضعنا الاقتصادي والدول العربية الأخرى والخليفة التركى ولا بقية العالم الاسلامى!
ويختتم مؤكدا أن الوضع مأساوى وبحاجة ماسة لقمة إسلامية سريعة كاشفة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية