لمواجهة قيصر، نصرالله : أفتحوا الأبواب كلها، و ركزوا على من يساعدكم
في رد قوي طمأن السيد حسن نصرالله اللبنانيين المتوجسين من آثار قانون قيصر ( لن نجوع، ولن نترك لبنان يجوع ) معلناً أن لدى المقاومة مقاربة لمعالجة الأمرواضحة ومدروسة وجاهزة.
وهكذا ارتكزت استراتيجية نصر الله في مواجهة قيصر على أساس طمأنة الشعب، كل الشعب، إلى أن الدفاع عن الأرض ما هو إلا فرع من الدفاع عن الشعب ضد كل الأخطار، وأهمها الجوع، و هذه الطمأنة تشحن اليقين الوطني الشعبي وتحفزه للانخراط في هذه الإستراتيجية حتماً، ولا يمكن لأي سياسة أن تنجح إن لم تلحظ وتعتمد على شحن اليقين بما يقنعه ويحفزه للفعل، كما فعل نصر الله.
استراتيجية نصر الله بسيطة ( إذا كانت أميركا تمسك بخناقنا عبر تحكمها بالدولار، فلنبحث عن مسالك لا تحتاج للدولار، و لنبحث عن جهات و دول لا تشترط الدولار)، وفي عودة إلى اليقين الشعبي الوطني كشف نصرالله أن المقاومة، وفي خطوة للإبتعاد عن مجالات سيطرة الدولار، عرض إستعداد الصين لتنفيذ بناء محطات الكهرباء، وتنفيذ النفق الذي يصل الشمال بالجنوب، ومشاريع أخرى بدون دولار، وبطريقة تعاون محترمة لا تكلف الدولة إلا السعي. ومن عرض مثال الصين بشكل ملموس وجاهز، أعلن نصرالله عن سر استراتيجيته لمواجهة قيصر القائمة على مبدأ ( أفتحوا كل الأبواب، وركزوا على من يتعاون معكم و يساعدكم) محرضاً على ضرورة السعي في كل جهات الأرض، عمن يقف معنا، لنستطيع مواجهة قيصر و آثاره. وكرر نصرالله : أفتحوا كل الأبواب على كل الدول، عدا إسرائيل. . . و لنتعاون مع كل من لديه إستعداد لمساعدتنا في هذه الحرب الإقتصادية.
( هي حرب إقتصادية) هكذا شخص نصرالله قانون قيصر الذي وصفه بالخبيث والخطير. والحرب الإقتصادية علينا أن ندخلها كحرب، أي أنها توجب علينا دراسة العدو، والتخطيط المدروس، ووضع الخطط العملية، و إقتراح خطط بديلة. كما تستلزم هذه الحرب اليقظة و البصيرة، اليقظة تجاه كل تطور، والبصيرة في إلتقاط مكامن قوتنا، وتوظيفها لتحقيق النصر وتجاوز آثار هذا العدوان الإقتصادي. إذن هي حرب و يجب أن يكون كل شئ في مواجهتها مدروساً، ولا مجال للإرتجال و العشوائية، إلا إن كنا نستهتر بعدونا و نفرط بإمكانيات الإنتصار عليه.
هذه الحرب الإقتصادية، كما رأى نصرالله، تعود لتؤكد أن ( سورية ولبنان قضية واحدة) أو كما عبر بطريقته : ( سورية ولبنان شغلة واحدة) . . كلاهما مستهدف. وهذا يحتم التعاون بينهما أكثر وأكثر. وبما أن الحرب الآن إقتصادية، فليحتفظ كل طرف بمواقفه السياسية، ولنتعاون في مواجهة قيصر الهادف لتجويعنا كلنا . وعلينا كلنا دفع آثاره والحد منها . و كأن نصرالله كان يقول للكتائب والقوات والمستقبل، أنتم مختلفون مع الرئيس الأسد، احتفظوا بخلافكم، ولكن مواجهة قيصر ودفع الجوع عن الشعب يلزمكم بالتعاون مع سورية، لمصلحة الشعبين والبلدين، لأن الأمر يتعلق بلقمة عيش الناس وجوع الشعب. إنها رؤية نصرالله الوطنية المتجاوزة للصراع السياسي في حضرة تأمين لقمة العيش للشعب.
وضع نصرالله قانون قيصر في مكانه بإعتباره ( آخر الحروب ضد سورية) بعد فشل حرب الإرهاب و الفصائل التكفيرية، والتقسيم .. و.. و ألخ. وأوضح للشعبين اللبناني والسوري أن هدف قيصر هو إشعال الفتن، بسلاح الجوع والفاقة ، و مراكمة الغضب الشعبي المزيف، وإطلاق العصبيات في مواجهة الجوع. لذلك فإن السلاح الأمضى في مواجهة قيصر هو الترفع عن العصبيات، والتكاتف الشعبي، وتعاضد جميع الفئات والطوائف، وتعاون جميع القوى في إطار سياسات واضحة وعملية ومرنة وذكية لكسب هذه الحرب، حرب اللقمة.
مواجهة قيصر، خوض في حرب إقتصادية لا تتم إلا بالخطط والسياسات الواضحة ، والسعي الدؤوب، و التعاون الوثيق، وبالتكافل والتعاضد بين الجميع…. وقبل كل شئ، إبعاد الفساد والفشل عن طريق خطط و مواجهات حرب قيصر، لأن الفاسدين و الفاشلين هم وسائل قاتلة في مثل هذه الحرب.
نصرالله أكد أن علينا فتح كل الأبواب، وجمع كل الطاقات، وإبعاد جميع العقبات، وبذلك فقط لن يجوع لبنان و لن تجوع سورية، و لن يحقق قيصر أهدافه. المهم ألا نتوانى عن المواجهة البصيرة واليقظة و العملية …..
باب الشرق