لو أن المارد خرج من القمقم!

1ــ
نهارا :
أتكئ على ظلي،
وأمشي كعكازة تحملها الريح!
ليلا :
أنام متفقا مع حلمي..
أن لا يبتعد كثيرا كي لا أموت ..

2ــ
ليس بيني وبينها إلاّ النبض..!
هي تعرف أنه يعلو ويعلو..
وأنا أعرف أن مصيرها هناك ..
في السفن المبحرة إلى الحياة : خلفي!

3ــ
اتكأت على ماء البحر لأغسل وجعي ..
فوجدتها هناك ..
مرمية على موج من هموم!

4 ــ
على طاولتي باقة ورد مختلطة، تحتوي على المانوليا، والوردة الشامية، والياسمين، والوردة الجورية، وتاج أصفر من الزهر، وشوك ، وحضن أخضر من الورق الندي ..
كل هذه الورود تحيرني ، فمن أي نوع أنتِ ؟!

5 ــ
لو أن المارد خرج من القمم
وجاءني ينحني لتلبية أوامري..
لأخبرته حاجتي إليك !
لو أن المارد هدر بصوته المخيف : شبيك لبيك ..
لو أنه فعل ذلك وهم بالذهاب إليك ..
كنت سأصرخ به .. سآمره :
أيها المارد .. اسألها .. أين ترين سعادتك ؟ ..
اسألها : حتى لوعدت بخفي حنين!

6 ــ

هنالك من لا يملك إلاّ قلبه ..
وتجارةُ القلوب غير رائجة في الأسواق ..
يا للقلوب ما أرخصها !

7 ــ
كلما رأيتها أحببتها أكثر ..
وكلما مر يوم..
أو حتى ساعة من الزمن ..
أعرف كم تبدو المسافة بعيدة.. بعيدة.. بيننا .

8 ــ
سأنام الليلة كما يفعل أي عجوز ..
أضع النظارة جانبا .
وكوبا فيه ماء ..
وعلبة دواء وصفها الطبيب قبل يومين ..
والراديو العتيق ..
وأدعو الله : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا..
وأنام ..
ومثل أي شاب في مقتبل العمر ..
أراك وأنت تركضين بين الحقول ، وتضحكين وتضحكين ..

9 ــ
كوني سعيدة ..
فالشتاء قادم ، وأنا سأجمع حقائبي وأرحل
مثل أي مسافر سمع صفير القطار ..
سأكتفي بأن أرسم ضحكتك بإصبع واحدة ..
وأكتب حروف اسمك الثلاثة ..
فوق لهاثي الذي يتكاثف على زجاج النافذة الباردة ..
كوني سعيدة،
فأنا أعرف أن في سعادتك أغاني الطيور ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى