كتب

«ليلة القبض على خريطة العرب» لطارق فريد زيدان

صدر عن دار «جداول» في بيروت كتاب «ليلة القبض على خريطة العرب: الغزو الأميركي للعراق 2003»، للكاتب السعودي طارق فريد زيدان، ويتناول الكتاب واقع الخريطة العربية ما بعد الغزو الأميركي للعراق، وتداعيات الغزو على المنطقة، على أساس أن ذلك حدث فاصل في تاريخ العرب الحديث.

ويمثّل الكتاب سيرة ذاتية سياسية للجيل الذي وُلِدَ وعيُه السياسي مع مطلع القرن الحادي والعشرين، بداية مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ثم أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وصولاً إلى الاحتلال الأميركي للعراق؛ فكل هذه الأحداث الدسمة لناحية تأثيرها المباشر حدثت في أول 3 سنوات من القرن الجديد.

يتوقف المؤلف عند حدث عام 2003 وقت دخول القوات الأميركية إلى بغداد. ويعدها بمنزلة ليلة القبض الأميركي على خريطة العرب من جراء احتلال القوات الأميركية للعراق. «بدءاً من هذا التاريخ ينطلق كل حديث عن واقع الشرق الأوسط. مع دخول القوات الأميركية إلى بغداد، وجدنا أنفسنا أمام حشد يسقط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين أرضاً. وهو المشهد الذي أذن بسقوط المنطقة كلها في الفراغ وليس العراق فقط» حسبما يقول زيدان.

ليلة القبض الأميركي على خريطة العرب

يضيف: «منذ ليلة القبض الأميركي على الخريطة عانت المنطقة، ولا تزال، من التدخلات الخارجية، في غياب أي منظومة إقليمية وقائية عربية سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية أيضا. لا بل شاهدنا التحاقاً لهذه الدولة العربية أو تلك بهذا المحور غير العربي أو ذاك. ما يثير القلق، هو إصرار البعض على تجاهل الواقع والمبالغة في النظر إلى خريطة ذهنية غير حقيقية. فلا محور الممانعة روسيا وإيران وسوريا قادر على الرسم. ولا محور الاعتدال الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ومصر والخليج العربي قادر على الحسم» أيضا.

يوضح المؤلف قائلاً: «الدخول الأميركي للعراق له معانٍ كثيرة. فعلى الصعيد الاستراتيجي لم تعد أميركا في أميركا، بل أصبحت دولة جوار لكل أعضاء نادي منطقة الشرق الأوسط». كما و«سياسياً أدى هذا الدخول إلى تحطيم منظومة إقليمية كاملة. البناء السياسي للمنطقة تماماً كالبناء الإنشائي. هناك سقف يستند إلى أعمدة. الاحتلال الأميركي للعراق دمر أول عمود: الاحتواء المزدوج للعراق وإيران، بعدها توالت عملية هدم الأعمدة».

يرى طارق زيدان. أن «التغيير الأهم جرى مع دخول أميركا إلى البر الآسيوي، وما يعنيه ذلك من تحول يناقض شخصية القوة الأميركية، فقد غرقت هذه القوة في المستنقع؛ حروب بالوكالة، وصراعات لا متناسقة أيضا. لا بالسلاح ولا بالتنظيم، وميليشيات مقابل جيش إمبراطوري كبير». و«بعد 20 سنة يبدو أن أميركا قد استُنزفت، وتريد الخروج من البر وإلى البحر حيث تألف قوتها، فأصبح علينا أن نبحث عن مستقبل منطقتنا. وهذا المستقبل لا يكون من دون إعادة بناء منظومة سياسية إقليمية جديدة تأخذ في الاعتبار التحول الكبير الذي يجري على المسرح الدولي»، وهو يرى أن إعادة بناء منظومة سياسية إقليمية مهمة تأخذ السعودية على عاتقها النهوض بها، هي الأكثر تأهيلاً لهذه المهمة الكبيرة.

صحيفة الشرق الأوسط

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى