ليونة بايدن حيال إيران توحد الخصوم في إسرائيل

 

يتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد نحو أسبوع من مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بادين هي الأولى منذ تولي الأخير منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، الدخول في خلاف مع الإدارة الأميركية الجديدة حول طريقة التعاطي مع ملف إيران النووي وأيضا مع معضلة السلام في الشرق الأوسط.

لكن ما يشغل نتيناهو أكثر في الوقت الراهن خاصة على ضوء إقبال إسرائيل على انتخابات جديدة فرضتها الخلافات بين أطراف الائتلاف الحاكم، هو الليونة التي يبديها بايدن حيال إيران التي تعتبرها تل أبيب عدوها اللدود.

وحتمت هذه التطورات على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يبحث عن مخرج لمأزقه السياسي وأيضا القضايا التي تلاحقه بتهمة الفساد، التواصل مع خصومه في الإئتلاف الحاكم على أمل تشكيل جبهة للاتفاق على إستراتيجية موحدة في التعاطي مع ملف إيران النووي وفي مخاطبة الإدارة الأميركية التي أعلنت أنها تخير اتباع السبل الدبلوماسية لحل الخلاف النووي مع طهران.

وعقد رئيس نتنياهو اجتماعا لمنافسيه في مجلس الوزراء اليوم الاثنين لإجراء أول نقاش حول الإستراتيجية الإسرائيلية إزاء البرنامج النووي الإيراني منذ تولى بايدن منصبه.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الوزراء الذي يتوقع خلافا مع إدارة بايدن الديمقراطية في ما يتعلق بإيران يريد الظهور بمظهر الجبهة الموحدة مع غانتس وأشكينازي.

وقال أحد المسؤولين “هذه مسألة ذات أهمية قصوى وبالتأكيد أهم من المناورات السياسية. علينا أن نضمن توافق الجميع وألا ننساق وراء إغراء الاختلاف على أمل كسب المزيد من الأصوات”.

وكانت إيران قد تعهدت بمقتضى الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية الكبرى في 2015 بتقليص برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الدولية عليها.

وعندما اشتبك نتنياهو مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما حول الاتفاق واجه معارضة من جانب بعض مستشاريه المختصين بالأمن الوطني. وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018 مؤكدا أنه في صالح إيران وأعاد فرض عقوبات على طهران ورحب نتنياهو بهذه الخطوات.

ويريد بايدن الذي كان نائبا للرئيس في عهد أوباما العودة إلى الاتفاق إذا أوقفت إيران انتهاكاتها للاتفاق وعادت للالتزام الكامل به وهو ما اتحدت مواقف نتنياهو وقائد الجيش الإسرائيلي الحالي على معارضته.

وعلى جدول أعمال اجتماع الاثنين أيضا إمكانية تعيين مبعوث إسرائيلي خاص للمسألة الإيرانية.

وقال مسؤولون إن من المرشحين لهذا الدور رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين ومستشار الأمن الوطني مئير بن شابات. وقد شارك الاثنان في الاجتماع.

وقال مسؤول إن غانتس أبدى مخاوفه من استبعاد وزارة الدفاع من أي تحركات دبلوماسية مستقبلا لأن الاثنين يرأسهما نتنياهو مباشرة.

ولم يتم إطلاع غانتس وأشكينازي على اتصالات إسرائيلية سرية أدت في العام الماضي إلى إقامة علاقات مع الإمارات والبحرين. وقال نتنياهو إنه تكتم على الأمر لأنه كان يخشى تسريبه إلى وسائل الإعلام. واتهم معاونون لغانتس وأشكينازي، نتنياهو بمحاولة تقويض مصداقية الوزيرين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى هزيمة نكراء لحزب أزرق أبيض الذي ينتمي إليه غانتس وأشكينازي في الانتخابات التي من المقرر أن تجري يوم 23 مارس/آذار وإلى محفاظة كتلة ليكود التي يتزعمها نتنياهو على تقدم كاف للسعي لتشكيل الائتلاف الحاكم القادم.

غير أنه إذا فشل نتنياهو في ذلك فربما يتعين عليه وعلى خصومه الاستمرار في حكومة تصريف أعمال.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى