مؤتمر الثقافة السوري: حضور بارد والموضوع ساخن !
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
انطلق في العاصمة السورية دمشق مؤتمر الثقافة السوري، وهو يحمل أهم وأخطر عناوين تواجه الحياة السورية بعد الحرب، إلا أن سخونة موضوعات هذا المؤتمر لم تقابل بحضور واسع، بل شهدت ردهات قاعة مكتبة الأسد مجموعات قليلة من المثقفين والصحفيين، وتحولت أنشطة المؤتمر إلى ندوات عادية حضرها عشرات الأشخاص.
وقد انعقد المؤتمر برعاية رئيس الحكومة السورية المهندس عماد خميس، فأناب عنه وزير الثقافة محمد الأحمد الذي رفع مسؤوليات المثقفين والفنانين إلى مستوى البحث عن ” مخرجات تعمل على تحصين الوطن والشعب من أي هجمة محتملة في المستقبل” وقال للصحفيين: إن المؤتمر بدأ بخطوة وآمل بالسنوات القادمة أن يمشي على طريق واسع شامل ولكن البداية دائماً تكون بمنزلة التجربة وتحاول وزارة الثقافة أن تصل إلى مخرجات ونرى ما هو إيجابي منها لنعززه وما هو سلبي لنتخلى عنه لنصل للهدف الأساسي من المؤتمر وهو مناقشة واقع الإنسان السوري.
وقال الباحث هامس زريق في كلمة عن المشاركين إن المثقفين مقبلون على استحقاقات كبيرة تفرض عليهم في طور الخروج من الحرب تحديات كبيرة تخص بناء الإنسان قبل الحجر، وإعادة تصويب القيم المجتمعية والعلاقات الإنسانية..
وفي فعاليات المؤتمر الأخرى عقدت ندوات عن الفكر التكفيري وسبل مواجهته، فتحدث نبيل فوزات نوفل عن نشأة الفكر التكفيري وخصائصه، والقوى الداعمة والممولة له، ودور القوى الإمبريالية والصهيونية في نشأة ورعاية الفكر التكفيري واستثمار الدين في السياسة ودور بريطانيا ثم الولايات المتحدة الأميركية في دعم هذا الفكر ودور بني سعود في الدعم والرعاية لهذا الفكر المتمثل في الوهابية والإخوان المسلمين وأصنافهما المختلفة..
وكذلك طرح الدكتور نزار بريك هنيدي وجهة نظر تتعلق بالعقلانية والموقف من التراث نبه فيها إلى أن دعوات الإصلاح وجهود التنوير وأحزاب الطليعة لم تفلح في أن تقدم لها فهماً عصرياً للتراث، يحرره من الخرافات والغيبيات، واستلهم نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب مالك صقور في بحث عنوانه : إعادة قراءة التراث الفكري والأدبي من منظور عصري وعلمي وجهات نظر بحثية تتعلق بفهم التراث وآليات التعامل معه على أساس عصري، مستندا بشكل رئيسي إلى وجهة نظر الباحث المصري حسن حنفي .
كذلك قدمت بحوث عن الثقافة وتحديات العصر الرقمي شارك فيها عدد من الباحثين، فيما تناول الكاتب السوري حسن. م. يوسف علاقة الثقافة بمواقع التواصل الاجتماعي أشار فيه إلى عملية انزياح بطيئة في المشهد الثقافي العالمي لمصلحة الصورة على حساب الكلمة المقروءة، وقد تسارع هذا الانزياح في الدول النامية التي لم تترسخ لدى مواطنيها عادة القراءة مع تزايد انتشار الهواتف الخلوية التي بات عددها في العالم أكثر من عدد سكان كوكب الأرض، وقد نجم عن ذلك تفتيت اللحظة الإنسانية وتراجع تأثير الكلمة المكتوبة وبروز ثقافة الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن.