مؤتمر ساخن لاتحاد الكتاب العرب في سورية
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
كشفت وقائع مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في سورية الذي انعقد في دمشق صباح الخميس الماضي عن وجه جديد للحياة التنظيمية في هذه المنظمة، يشير إلى تفاعلات تكسر نمطية الاجتماعات السابقة وحتى تلك التي تشهدها الاتحادات الأخرى التي تعقد مؤتمراتها السنوية بهدوء..
وكما هو معروف، فإن منظمة اتحاد الكتاب العرب في سورية هي الوحيدة التي تجمع الكتاب في سورية وتنظم عملهم النقابي وتشكل عمقا عربيا لها من خلال وجود كتاب عرب في عضوية هذا الاتحاد !
ورغم أن الأخبار الرسمية التي نقلت عن هذا الاجتماع تجاهلت معطيات هامة وردت في المداخلات، إضافة إلى تجاهل وقائع الخلافات التي نشأت ودار حولها حوار ساخن فوضوي أحيانا، إلا أن ماحصل تجاوز عن كونه مناقشة للخطة الثقافية والحالة المالية للاتحاد بل ذهبت إلى درجة محاسبة قاسية وصريحة للمكتب التنفيذي وأدائه تم الاتفاق على حسمها بتشكيل لجنة تحقيق بالمعطيات التي أوردها المتحدثون في مداخلات أثارت لغطا كبيرا.
وقد عقد المؤتمر في مدرج دار البعث في المزة وحضره مندوب عن القادة القطرية لحزب البعث هو الدكتور مهدي دخل الله وزير الإعلام الأسبق وعضو القيادة القطرية الحالية ، وحاول في تواجده أن يفصل بين العمل النقابي والأداء السياسي المرهون لظروف سورية الحالية .. وقد شكل حضور الأعضاء نسبة مهمة في ظروف انعقاده حيث زادهم عن 150 عضوا من مختلف المحافظات السورية ..
اتجهت مداخلات الأعضاء في منحيين أساسيين الأول هو الاحتجاج على تأجيل انعقاد المؤتمر من شباط إلى أيار بحجة الحال الأمنية ، ورأى بعض الأعضاء أن التأجيل تحت هذه الذريعة لايمثل واقع الأمر، وإنما يعود لتقصير في عمل المكتب التنفيذي الذي اتهم أيضا بالتأخر والتلكؤ في نشر تقارير المؤتمر. والثاني هو الاحتجاج على موضوع إعادة انتخابات فرعي اللاذقية ودمشق التي أدت للإطاحة بأمانة فرع دمشق الذي كان يرأسه الكاتب محمد الحوراني وهي خطوة أدت إلى توقيف نشاط الفرع منذ ستة أشهر .
ومن خلال هاتين المسألتين تم التعريج على موضوعات أخرى من بينها ظروف انعقاد مؤتمر الكتاب والأدباء العرب في سورية ومعناها، واتهامات بوجود حالات فساد أو إهمال ..
وقد ألقيت مداخلات ساخنة كشفت عن تيارين أساسيين يتصارعان في الاتحاد الأول تيار يؤيد رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح ، وتيار يسعى إلى تغيير في قيادة الاتحاد على أرضية مآخذ على آليات العمل والنظام الداخلي، وتعالت من خلاله أصوات تدعو إلى حجب الثقة .
وقد نشرت وكالة الأنباء السورية أن المؤتمر ناقش ماطرحه المكتب التنفيذي الحالي عن الخطة الثقافية التي تضمنها مشروع عام 2018 “وما فيها من نشاطات وفعاليات ولقاءات وأمسيات أدبية وتكريم عدد من الأدباء والمفكرين والأهداف الأساسية لهذه الخطة ولا سيما إفشال الحرب الفكرية ضد سورية والتأكيد على الوحدة الوطنية وتعزيز ثقافة المقاومة في الفكر والأدب والاعتزاز بالجيش العربي السوري وتضحياته وتطوير دور الكاتب والكتاب عن طريق النقد والقراءة وإطلاق المزيد من الجوائز الأدبية”.
وجاء في خبر الوكالة : تطرق المجتمعون إلى ضرورة تطوير الدوريات الصادرة عن الاتحاد وهي الموقف الأدبي والأسبوع الأدبي والآداب العالمية والفكر السياسي والتراث العربي ورفع سوية عمل فروع الاتحاد بالمحافظات لتنفيذ الأنشطة الثقافية بأنواعها فيها إضافة إلى التركيز على عمل الجمعيات الأدبية”.