كتب

ماذا تريد أن تفعل؟

جين سعيد مقدسي

عن التاريخ والجغرافيا الفلسطينية قبل النكبة وبعدها.. جين سعيد مقدسي تكتب “جدتي وأمي وأنا.. مذكرات 3 أجيال من النساء العربيات

 

في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حرباً شرسة على قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أزيد من 23 ألف شخص في ظرف 4 أشهر، كانت قد أصدرت الكاتبة الفلسطينية جين سعيد مقدسي، شقيقة الكاتب الشهير الراحل إدوارد سعيد، كتابها الجديد، الذي يحمل عنوان “جدتي وأمي وأنا.. مذكرات 3 أجيال من النساء العربيات”.

ويأتي هذا الكتاب، الذي جاءت فكرته قبل نصف قرن، وشرعت جين سعيد مقدسي في كتابته من 20 سنة، ليضرب بقوة على أوتار الذاكرة الفلسطينية، وتعزيز روابط الانتماء بالأرض واستمرار مقاومة الاحتلال.

كونه يحكي عن تجارب نسائية في أجيال مختلفة، مع المرور على إبراز جمال المدن الفلسطينية قبل الاحتلال، وقبل تغيير ملامحها من طرف الإسرائيليين، زيادة على درجة الاستقرار الذي كانت تعيش فيه العائلات الفلسطينية قبل النكبة.

إذ ينقسم الكتاب، الذي يندرج ضمن خانة المذكرات، إلى 4 أجزاء، تحاول من خلاله الكاتبة ربط الوصال بين الأجيال القديمة والجديدة من خلال بحث تاريخي معمّق، يعمل على شبك الأحداث، حسب ما عاشته النساء الفلسطينيات، بصوت الجدة والأم والابنة.

وتأتي هذه الأجزاء الأربعة، التي قسمتها جين سعيد مقدسي، في 370 صفحة على الشكل التالي: جدتي في التاريخ، عالم أمي، نساء معاً، أمي وأنا، ليعبر كل جزء من مرحلة تاريخية معينة، ومقارنة الحياة في فلسطين خلال فترة الحكم العثماني، ثم الانتداب البريطاني، وما قبل النكبة وبعدها، حتى يومنا هذا.

وتتمثل أهمية كتاب جين سعيد مقدسي “جدتي وأمي وأنا.. مذكرات 3 أجيال من النساء العربيات”، في جدية منهجه، الذي يلتزم بإبراز جوانب خفية وغير محكية عن فلسطين بشكل عام، وتاريخها الغني والثري وشخصياته وآثاره وأبنائه الذين عاشوا ويعيشون من أجل حرية الأرض.

كما أن قلمها يتحدث بلسان من عاش ومات ودُفن في تلك الأرض، حتى وإن كان ذلك في مخيمات اللجوء أو المنافي، أو حتى من هُجّر إلى دول أخرى غصباً عنه، لكنه بقي مرتبطاً ببلاده في ذاكرته وقلبه ووجدانه.

والكتاب ليس مجرد سردية للذكريات والروايات العائلية، وإنما هو مذكرات تتناول تجارب الحياة الشخصية في سياقها التاريخي والسياسي والاجتماعي على اتساعه، ودفاعاً عن التاريخ والجغرافيا المغتصبة من طرف الاحتلال.

عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى