ماذا تفعل الفتاة الحلوة هذه الأيام ؟!

لا أعرف لماذا أوقعنا الله بهذا الاختبار الأزلي الذي يتعلق بالحلاوة، وأقصد حلاوة المرأة، وبالتالي الوقوع في سحر الفتيات والنساء، وتحول الرجال إلى أسرى الجسد والعينين والورك والصدر والشفتين، إلى الدرجة التي صار فيها غرام السيليكون هذه الأيام أغلى من الذهب والفضة ؟!
وإذا دققنا قليلاً في الأمر، سنجد أن المرحوم كارل ماركس ضيّع وقته في البحث عن قيمة العمل وفضل القيمة ورأس المال ولم ينتبه إلى قيمة الفتاة الحلوة وفضلها على الناس ورأس الجمال في هذا العالم، وخاصة عندما تباع الملابس الداخلية لشهيرات العالم الجميلات بمئات الألوف من الدولارات، أو عندما يباع عندنا شورت الجينز الخاص بالفتيات في حي المالكي بدمشق بأكثر من راتب مهندس لستة أشهر!
أنا لا أمزح، ولكن انظروا إلى مايجري من حولنا !
كل شيء يتجه إلى المرأة الحلوة، في كل مناحي الحياة.
صارت المرأة الحلوة كائناً غير طبيعي. شفاف. رائحته رائحة مسك وعنبر. ويمكن أن يؤكل مثل السمك بلا حسك. أقول هذا وأنا أستمع إلى أغنية سيد درويش التي غنتها فيروز، وتبدأ بالحديث عن الحلوة:
“الحلوة دي قامت تعجن في البدرية” …
أدهشتني العبارة!
نعم ، فهذا يعني بلغة هذا العصر، أن الجميلة استيقظت عند الفجر لتخلط الطحين مع الماء وتعجنه، ثم تنتظره ليختمر، وخلال ذلك تشعل التنور، ثم ترقق العجين وتضعه في التنور ليصبح خبزاً …
والسؤال : أي فتاة جميلة تقوم بذلك هذه الأيام؟
اسمعوا القصة من أولها :
صديقي اشتكى لي أن زوجته التي أحبها لجمالها كسولة وسخة لاتفعل شيئا سوى الوقوف أمام المرآة، وآخر الأمر شتمته وضربته، لأنه لايحقق لها ماتطلبه . وبالفعل هي امرأة جميلة تثير قريحة الشعر والقصة والأدب، لكنه عندما أحبها، لم يحسب حسابا إلاّ لجمالها، أي لم يحسب الحساب للحياة وما فيها من هموم . فكيف إذا زادت على المآسي قوة عضلاتها (يالطيف تلطف بنا من قوة الجمال)، واستخدمت العنف بحق زوجها!
سأعود إلى الأغنية، وكلماتها طبعا لبديع خيري، فكيف هي الظروف التي استيقظت فيها الفتاة الحلوة أيام سيد درويش لتعجن منذ الفجر؟ لنسمع ، ونقرأ:
” طلـع النهار فتــّاح يا عليــم
والجيـب مافهشى ولا مليــم
مين فى اليومين دول شاف تلطيـم
زى الصـنايعية المظاليـم
الصبر امره طـال
من بعد وقف الحال.. “
في تلك الظروف كانت المرأة الحلوة تستيقظ لتعجن وتعمل لتهييء الحياة الهنيئة لزوجها. لا أعرف من ظلم من ؟! هل يمكن أن تكون الذكورة هي السبب أم الأنوثة؟ القصة محسومة في تاريخ الحياة ، وتتعلق في حواء وتفاحة آدم !