ماذا لو طرق روسي الباب وطلب يد ابنتك ؟

هناك مسألة لا تذكرها التقارير التي تنشرها وكالات الأنباء أو المحطات التلفزيونية الإخبارية، هي مسألة القرابة بين الروس والسوريين، ومن طرائف العبارات التي ترد على اللسان في بعض الحالات السورية، عبارات في سياق العلاقات السورية الروسية :

((محمود خاله روسي))، ((محمد أمه روسية))، ((فالنتينا خالة محمود))، ((هل سمعتم بالدكتورة داشا الموسى؟)).. إلخ .

وبين الأم الروسية والأب السوري جيل يعود بالذاكرة إلى أيام زمان، وأيام زمان كان الروس والسوريون ينضوون تحت عنوان مهم جدا، في ظلاله السياسية والدبلوماسية، هو ((معاهدة الصداقة السورية السوفيتية))، وهي معاهدة وقعها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في عام 1980 في موسكوـ وتمكنت هذه المعاهدة من تمتين التحالف بين البلدين في وقت كان خط التفاوض مع إسرائيل من قبل العرب يشق طريقه بعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد وزيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس ، مما دفع الرئيس حافظ الأسد وقتها إلى إقامة توازنات تحصن سورية من الاستفراد السياسي والفراغ القومي الذي يتسع!

كأن اليوم يشبه البارحة ..

صحيح أن الاتحاد السوفييتي تحول إلى الاتحاد الروسي، وأن روسيا (( فلاديمير بوتين)) تحاول كسر حدة الآثار التي تركها تفكك الاتحاد السوفييتي على العالم ، وصحيح أن الفارق بين تاريخ معاهدة الصداقة واليوم هو أكثر من ربع قرن وأن السوريين يشعرون بأنهم يصدون هبوب رياح عاتية عليهم من كل الاتجاهات، وصحيح أن الحرب لم تعد محاولة استيلاء على الحكم بواسطة ثورة أو تغيير أو أي طريق آخر بل أضحت تبريرا للفوضى والعنف والإرهاب.. كل ذلك صحيخ لكن الروس لأول مرة في تاريخ علاقتهم مع السوريين يعلنون بيتماسك الأمن القومي الروسي مع الأمن القومي السوري والسبب هو الإرهاب.. بل إن ظواهر الإرهاب هيأت العالم نفسه ودفعته إلى أعلى درجة من التأهب، وهذا يعني أن هناك نقطة لابد من الحديث عنها هي أن العلاقة السورية الروسية صارت هذه الأيام أحد مفاتيح حل الأزمة السورية والحرب على سورية سواء بسواء!

من أجل ذلك يعود العدد الإجمالي للخبراء الروس إلى التصاعد ، فهذه الأيام ، الروس موجودون علانية ويتسع تعدادهم، ومنذ عشرات السنين كانت نسبة عالية من الطلاب السوريين الذين يوفدون إلى روسيا في بعثات دراسية، يعودون مع زوجات روسيات .

أدى ذلك إلى تمتين العلاقة السياسية بقرابة اجتماعية ، والفكرة المثيرة التي سمعناها على سبيل التندر بمصادفات التاريخ هي :

هل يمكن أن تزداد العلاقات الاجتماعية الروسية ــ السورية توطدا مع هذه المستجدات، وكيف يمكن أن يكون شكلها؟

قال رجل ينصت إلى حديث عن هذا الموضوع :

ربما تنقلب الآية هذه المرة ، ونسمع أن أحد الخبراء الروس الشباب طرق باب أحد السوريين وطلب منه خطوبة ابنته، وعندها هل سيقول له السوري:

ـ أهلا بك يابني .. عد ومعك أهلك في المرة القادمة ليكون كل شيء حسب الأصول !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى