ماذا يحدث الأن في إدلب ؟!

ماذا يحدث الآن داخل إدلب أو حولها أو فوقها أو في الغرف المغلقة التي يجتمع فيها الجنرالات الروس والأتراك وحدهم ؟ لم يحدث في السنوات السبع التي مرّت على بلادي من قتل و تقتيل ، وعنف و تعنيف أن توقف القتال في أي ركن من سوريا كي يجتمع قادة عسكريون أو مدنيون أو من الطرفين وكلهم أجانب و ليس من كلمة واحدة يتبادلونها باللغة العربية حول الوضع السوري كما يحدث الآن حول إدلب !

يتحاور هؤلاء الأجانب و على الأخص الروس والأتراك وربما الأميركيون لوضع خطة تحقن الدماء و تنقذ محافظة إدلب بأكملها من خراب كارثي ، وتنهي القتال من خلال تحديد منطقة منزوعة السلاح يحشر فيها ملايين المواطنين السورين من سكان المحافظة المدنيين ومن المهاجرين أو المهجرين من مناطقهم المهددة بالقصف المريع كي يتم إخراجهم بسلام آمنين ، و بعد ذلك يجري إخلاء سبيل المقاتلين بعد تخليهم عن أسلحتهم ليذهب كل منهم إلى البلد الذي جاء منها .

و هكذا – كما يقال تنتهي هذه الحرب الكارثية التي دمرت كل شيء!

ولكن من يضمن السلامة في تطبيق هذه الخطة ؟ هل يتخلى الإرهابيون من ” داعش” أو ” النصرة” عن أسلحتهم و عددهم – كما يقال أيضا – عشرون ألف مقاتل مدرب على القتال حتى التضحية بالروح ما دام مصيرهم كما يعتقدون الجنة بحورياتها الحسان و مشروباتها اللذيذة ؟ و إذا وافقوا فعلا على تسليم أسلحتهم و الخروج سالمين ، فمن يراقب هذه العملية الإخلائية العسيرة كي يضمن أن ليس هناك في المنطقة المنزوعة السلاح سوى المدنيين الأبرياء؟ و ما هو مصير ما يسمى بالجيش السوري الحر ؟ هل يسرحون من الخدمة دونما عقاب أم يعودون إلى جيشهم السوري النظامي بسلام بعد أن تخلوا عنه ؟ … و بعد كل هذا من سيكون الحاكم الفعلي بأمره حسب دستور عادل لا إحتكار للسلطة فيه ولا إستبداد ؟!

و من سيعيد إعمار المناطق المخربة و هي كثيرة جدا و مقلقة جدا و من سيدفع تكاليف هذا الإعمار الباهظ بعد أن أفلست البلد ؟

هل سيعود السلام حقا إلى سوريا التي إختارتنا و اخترناها وطناً حبيباً لنا و بلداً واعداً بأنه سيغدو مثل سويسرا – كما قال خالد العظم رئيس الوزراء السوري في عهد مضى من عهود الديمقراطية الواعدة لسوريا القادرة بإستمرار عبر تاريخها العريق القديم أن تتغلب على النكبات و الغزاة المخربين – مثل تيمورلنك و أمثاله – و تعيد إعمار الخراب و تنشيط عمليات التقدم منذ عهود الفينيقيين مرورا بالروم و الفرس و اليونانيين و الصليبيين و العثمانيين وغيرهم والعودة إلى الصفوف الأولى في العالم العربي والإسلامي …

لك الله يا بلادي الحبيبة !..ماذا سوف تصنعين الآن مع التدخل الأجنبي ، والإسرائيلي المزود بالقنابل النووية والطائرات المخفية … أنقذوا إدلب الآن أولاً ثم إبدؤوا فوراً عملية إعادة لإعمار في ظل نظام عادل ديمقراطي حر بنظامه وأفراد شعبه في رعاية قانون يرعى حقا العدالة والحرية والديمقراطية والتقدم الحضاري …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى