ماذا يفعل أردوغان بـ ( بيضة الذهب) في أدلب؟؟
خاص باب الشرق
اعترفت باحثة روسية أن موسكو تعتبر تركيا بيضة من ذهب، لن تفرط بها، ولن تكسرها في الحرب الجارية في إدلب. في نفس الوقت فإن روسيا ستدفع تركيا للقيام بدورها في محاربة الإرهاب و الإعتراف بحق الدولة السورية في السيادة على أدلب كاملة. كما نص عليه إتفاق سوتشي الذي سبق و ألتزمت به تركيا.
في المرحلة السابقة من إتفاق سوتشي، التزمت تركيا بالقيام بفصل الفصائل المعتدلة عن الفصائل الإرهابية، أمثال النصرة، و تمكين الدولة السورية من السيطرة على الطريقين الرئيسيين بين حلب وكل من دمشق و اللاذقية… و لما تأخرت كثيراً عن تنفيذ إلتزاماتها، اندفع الجيش العربي السوري واستعاد ثمانين بالمئة من محافظة أدلب، و سيطر على الطريقين. أي نفذ الجيش إتفاق سوتشي الذي تخلفت تركيا عن تنفيذه. و هذا ما أعلنته موسكو، مما جعل مطالبة أردوغان بعودة الجيش السوري إلى مواقعه السابقة مجرد هلوسة غير مرتبطة بالواقع، خاصة و أن لافروف أكد في ميونيخ أنه لا بد من الإنتصار على الإرهاب. و هذا يعني لا بد من إنتصار الجيش العربي السوري بإستعادة أدلب كاملة.
حول أهمية العلاقات التركية الروسية، ضمن فهم (بيضة الذهب) فإن بعض الأقلام في الصحافة الروسية تساءلت إن كانت القوات السورية تستهدف الجنود الأتراك كي تخرب العلاقة الروسية التركية. و لكن وزارة الدفاع الروسية أسقطت هذا التساؤل بما يتضمنه من تخمينات عندما أعلنت أن الجيش العربي السوري, أستهدف الإرهابيين، و بسبب وجود القوات التركية بالقرب وبين الإرهابيين، حصلت إصابات الجنود الأتراك، وهذا ما ينسف مثل هذه التخمينات، و يؤكد عمق التنسيق العسكري الروسي السوري و الذي تجلى أكثر ما تجلى في إنتشار قوات روسية على طول طريق حلب دمشق لتأمينه. و فتح معابر على محيط محافظة أدلب لإخراج المدنيين نحو مناطق آمنة.
على من يخافون على بيضة الذهب، وعلى العلاقات الروسية التركية، أن ينتبهوا لما تفعله أميركا. وهل سأل أحدهم، ما الذي يشجع أردوغان على رفع صوته و التهديد، ومن يقويه ليخرج على إتفاقات سوتشي، ومن وراء إدخاله الجيش والأليات إلى أدلب؟؟ صحيح أن وزير الدفاع الأميركي قال أنه لن تشارك أميركا بعمل عسكري مع تركيا في سورية. و لكن الصحيح أيضاً أننا لا نعرف كم المساعدة اللوجستية التي وعد ترامب بتقديمها إلى أردوغان لمواجهة روسيا و سورية في أدلب. وأي مراقب، يعرف الخبث الأميركي، لا يمكن أن يصدق التصريحات الأميركية العلنية، لأننا نعرف جيداً أن واشنطن تقوم بكل أعمالها القذرة تحت ستار من التصريحات المضللة. و صراخ أردوغان يؤشر إلى إستقوائه بقذارة أميركية ما دون أن ينتبه لتأثير هذه القذارة على البيضة التركية، والتي تفقدها ذهبها.
لم يبق أمام تركيا إلا الانخراط في حوار جديد مع سوريا للوصول إلى إتفاق جديد. وعليها أن تتعامل مع حقائق القوة، وحقائق الواقع الجديد، و القبول بالإنخراط مع روسيا و سورية في تطهير محافظة أدلب من الإرهاب، و المساعدة في إنجاز المصالحة الوطنية السورية لاستعادة الإستقرار في ظل السيادة الكاملة للدولة السورية مع التعامل المتبادل بأصول حسن الجوار وحفظ الحدود بين سورية و تركيا .