تحليلات سياسيةسلايد

ماكرون يطلب من بن سلمان مساعدة أوروبا في الاستغناء عن نفط روسيا

طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساعدة أوروبا في الاستغناء عن النفط والغاز من روسيا، وذلك خلال مأدية عشاء أقيمت بقصر الإليزيه أمس الخميس، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الجمعة.

وأكد بيان نشره مكتب ماكرون اليوم بشكل كبير على التنسيق بين الدولتين، وقال إن ماكرون “شدد على أهمية استمرار التنسيق مع السعودية لتنويع مصادر إمدادات الطاقة للدول الأوروبية”.

وتبحث الدول الأوروبية، منذ بدء روسيا لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، عن بدائل للنفط والغاز من روسيا، وتواصل ماكرون مع قادة دول منتجة للنفط لتسهم في ذلك، وقد استقبل رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد في باريس مؤخرا، كما تحدث مع نظيره الإيراني عبر الهاتف.

وقال مسؤول في مكتب ماكرون قبل الاجتماع إن الرئيس يعتزم تطرق إلى توقعاته بشأن نتائج اجتماع مقبل مع الدول المصدرة للنفط (أوبك) وأوصى المجموعة بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض الأسعار، لكنه لا يتوقع أي إعلان، أو التزامات على الفور.

وفي وقت سابق قال بيان صادر عن قصر الإليزيه اليوم الجمعة إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد على أهمية وجود مصادر متنوعة لإمدادات الطاقة خلال محادثاته هذا الأسبوع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. واستضاف ماكرون ولي العهد السعودي أمس الخميس في إطار الجهود الغربية المتزايدة للتودد للرياض، أكبر مُصدر للنفط في العالم، وسط الحرب في أوكرانيا والمحادثات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.

وتتطلع فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى تنويع مصادرها للطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أسفر عن قطع إمدادات الغاز الروسية عن أوروبا.

ويريد ماكرون من الرياض زيادة إنتاج النفط.

وبحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، جرى خلال اللقاء عقد جلسة مباحثات رسمية تم استعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

وشملت المباحثات سبل تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين عبر رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات وليس على المصادر.

وتطرقت المباحثات إلى جوانب الشراكة الاستراتيجية وسبل تطويرها، وأهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، واستقرار الإمدادات الغذائية من القمح والحبوب لكافة دول العالم وعدم انقطاعها، والحفاظ على وفرة المعروض واستقرار الأسعار.

وجرى التأكيد خلال المباحثات على ضرورة التقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين ولأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأهمية تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الدفاعية. كما تناولت المباحثات مناقشة سبل تطوير وتعزيز التعاون والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومنها مكافحة الإرهاب وتمويله ومكافحة الجرائم بجميع أشكالها، وتبادل الخبرات والتدريب.

كما تطرقت المباحثات إلى أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وقد أشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن، كما جرى الإعراب عن تقدير المملكة لدعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث.

وتم التطرق في المباحثات إلى دعم البلدين لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، وأعربا عن ارتياحهما لعمل الصندوق السعودي ـ الفرنسي لدعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان بأعلى معايير الشفافية.

وتناولت المحادثات تطابق وجهات النظر حول ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وشملت المحادثات أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحافظ على وحدة أراضي سوريا وسلامة شعبها. كما تطرقت إلى الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، وحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

في سياق آخر، عبّر ولي العهد للرئيس ماكرون عن تقدير المملكة لتأييد فرنسا لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030.

وفي ختام الزيارة أعرب الأمير محمد بن سلمان عن شكره وتقديره لماكرون على ما حظي به والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. ومن جانبه أعرب ماكرون عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة للأمير محمد بن سلمان، وبالمزيد من التقدم والرقي لشعب المملكة العربية السعودية الصديق.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى