مانيفستو “المحارب الأبيض”… كيف ينظر متطرّفو اليمين الغربي الحركي إلى العالم؟
“يجب علينا سحق الهجرة وترحيل هؤلاء الغزاة الذين يعيشون بالفعل على أرضنا. إنها ليست مجرد مسألة تتعلق بازدهارنا، بل هي مسألة حيوية جداً لبقاء شعبنا“.
هذه الكلمات كتبها برنتون تارانت، الشاب الأسترالي البالغ من العمر 28 عاماً، قبل ارتكابه اعتداءً إرهابياً على مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، راح ضحيته 49 قتيلاً و20 جريحاً على الأقل، في “مانيفستو” يتألف من 74 صفحة ويحمل عنوان “الاستبدال العظيم/ نحو مجتمع جديد“.
“إنها معدلات الولادة“
يبدأ تارانت منشوره بجملة كتبها ثلاث مرات متتالية: “إنها معدلات الولادة”. هذا هو السبب الأساسي الذي دفعه إلى ارتكاب اعتدائه. يبدي قلقه الكبير من تراجع نسبة المواليد “البيض” في وقت تشهد معدلات خصوبة المهاجرين ارتفاعاً، ما سيؤدي برأيه إلى تحوّل الأوروبيين بعد عقود إلى أقلية في بلادهم.
و”البيض” بحسب تعريف تارانت هم الأوروبيون والمهاجرون الأوروبيون إلى أمريكا الشمالية وأوقيانيا وأماكن أخرى حول العالم، أي “مَن هم إثنياً وثقافياً أوروبيون”.
يعترف الشاب الأسترالي أن مشكلة تراجع معدل خصوبة “البيض” معقّدة ويقول: “حتى لو قمنا بترحيل جميع غير الأوروبيين من أرضنا غداً، فإن الشعب الأوروبي سيستمر في الاضمحلال وقد ينتهي”، لأن “البيض يفشلون في التكاثر، ويفشلون في تكوين أسر، ويفشلون في إنجاب أطفال”.
وتغيير الواقع يتطلب برأيه تغييراً في الثقافة الأوروبية لتتخلص من “العدمية الفردية”، وما تحتاجه الحضارة الغربية أعقد وأصعب من “إصلاح مشكلة الاستبدال الإثني” إذ يحتاج الأمر إلى “التركيز أكثر بكثير على القيم الأسرية، والمعايير الجندرية والاجتماعية وقيمة وأهمية الطبيعة والثقافة والعرق”.
رغم ذلك، يرى ضرورة للتحرك العاجل ضد المهاجرين غير الأوروبيين والذين يصفهم بـ”الغزاة” كي يتوقف ما يسمّيه بـ”الإبادة العرقية للبيض” و”الاستبدال العرقي” و”الاستبدال الثقافي” و”الاستبدال العنصري”.
لماذا استهداف مسلمين؟
منطلقات تارانت الإيديولوجية تنطبق على كل غير البيض، فلماذا قرر مهاجمة مسلمين دون غيرهم؟ عن أسباب ذلك، يقول: “هناك أسباب تاريخية، مجتمعية وإحصائية. إنهم أكثر مجموعة محتَقَرة من بين غزاة الغرب ومهاجمتهم تنال أعلى مستوى من الدعم. وهم أيضاً واحدة من أقوى المجموعات، ولديهم معدّل خصوبة عالٍ… ولديهم رغبة في الغزو”.
أما عن الأسباب التاريخية، فيتحدث عن الانتقام لآلاف الوفيات الناجمة عن غزو المسلمين للأراضي الأوروبية عبر التاريخ.
وبرزت بين الكلمات التي كتبها على أسلحة جريمته “فيينا 1683″، في إشارة إلى هزيمة العثمانيين على أسوار فيينا، و”تور 732” و”شارل مارتيل”، في إشارة إلى هزيمة الأندلسيين في فرنسا على يد جيش قاده شارل مارتيل، و”1571″، وهو تاريخ هزيمة العثمانيين في معركة بحرية قرب سواحل اليونان، إضافة إلى أسماء شخصيات ارتبطت بمحاربة العثمانيين.
وخصص تارانت صفحة من المانيفستو لتوجيه حديث إلى الأتراك قال لهم فيه: “يمكنكم العيش بسلام في أراضيكم الخاصة، وقد لا يلحق بكم أي ضرر”.
ولكنه دعاهم إلى البقاء في المقلب الشرقي من البوسفور متوعداً باستعادة القسطنطينية وكنيسة آيا صوفيا وبتدمير كل مسجد ومئذنة في إسطنبول الأوروبية، لا بل كتب بالأحرف الكبيرة: “إلى أن تخلو آيا صوفيا من المآذن، رجال أوروبا سيكونون رجالاً بالاسم فقط”.
كما دعا إلى إخراج تركيا من الناتو وإلى قتل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفه بأنه “قائد أوسع مجموعة إسلامية في أوروبا”.
وأتى اسم أردوغان بين اسمين آخرين دعا إلى اغتيالهما، الأول اسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي وصفها بأنها “أم كل ما هو ضد البيض وضد الجرمان”، والثالث اسم عمدة مدينة لندن صادق خان الذي وصفه بأنه “رمز لحرمان البريطانيين ولاستبدالهم عرقياً في الجزر البريطانية” مضيفاً: “ما هي العلامة الأفضل على إعادة ولادة البيض من إزاحة هذا الغازي؟”.
“وهم الانتصار الديمقراطي“
من بين الأحداث التي يذكرها تارانت حول ما قاده إلى الاقتناع بضرورة الانتقال إلى الفعل الحركي المباشر، وبجانب مقتل الطفلة إيبا آكرلوند في اعتداء إرهابي نفّذه إسلامي بشاحنة في العاصمة السويدية ستوكهولم في السابع من أبريل 2017، وبجانب معاينته الميدانية للتحوّل الثقافي والعنصري الذي تشهده العاصمة الفرنسية باريس، يذكر فشل مارين لوبن في الفوز في الانتخابات الفرنسية الأخيرة. يعتبر أنها لو ترأست فرنسا لكان اعتبر فوزها “علامة على أن الحل السياسي ربما لا يزال ممكناً”.
وفي مكان آخر، ينتقد الشاب الأسترالي فكرة الديمقراطية نفسها ويقول إن “الديمقراطية هي حكم الغوغاء، والغوغاء أنفسهم يتحكّم بهم أعداؤنا. الصحافة العالمية والشركات تسيطر عليهم، والنظام التربوي يتحكم بهم، الدولة تتحكم بهم والماكينة الإعلامية المعادية للبيض تتحكم بهم”.
ويتبع تقييمه السلبي للديمقراطية بنصيحة تدعو إلى عدم التعلق بـ”وهم الانتصار الديمقراطي” وبدعوة للتحضير للحرب والعنف لأن “القوة هي الطريق الوحيد إلى السلطة والطريق الوحيد إلى النصر الحقيقي”، ويحاول تأصيل فكرته بالقول إنه “لا توجد أمة في التاريخ إلا وتأسست وأرسيت دعائمها عبر استخدام القوة”.
تتكرر فكرة غياب القناعة بجدوى الديمقراطية في تنظيرات العنصريين البيض الحركيين. فقبل تارانت، كتب النرويجي أندرس بريفيك قبل تنفيذه اعتداءين في 22 يوليو 2011، أسفرا عن مقتل 78 شخصاً معظمهم “يساريين” ينتمون إلى حزب العمال كانوا يشاركون في مخيّم صيفي، في مانيفستو ضخم يتألف من 1500 صفحة ويحمل عنوان “2083 – إعلان أوروبي للاستقلال”: “سنة 2000، أدركت أن النضال الديمقراطي ضد أسلمة أوروبا وضد التعددية الثقافية في أوروبا خسر”.
وأضاف: “سيتطلب الأمر 50 إلى 70 سنة لنصير نحن الأوروبيون أقلية. وعندما أدركت ذلك، قررت اختبار أشكال جديدة من الاعتراض. التظاهر يقول إنك غير موافق. والمقاومة تقول إنك ستوقف ذلك. قررت الانضمام إلى حركة المقاومة”.
وبريفيك شخصية مؤثرة في مسار تارانت إذ يصفه بأنه “مصدر إلهام” له ويذكر أنه تواصل معه ونال مباركته لعمليته.
ومن اليمينيين البيض الحركيين الذين يعرب عن إعجابه بهم ويصفهم بأنهم “وقفوا ضد الإبادة الإثنية والثقافية”، يذكر عدة منفذي اعتداءات على مسلمين في السنوات الأخيرة مثل الإيطالي لوكا تريني، والأمريكي ديلان روف، والسويدي أنتون لوندين بترسون، والبريطاني دارين أوسبورن، كما ورد بين الكلمات التي كتبها على أسلحته اسم الكندي ألكسندر بيسونيت.
وفي سياق حديثه عمّن أثّروا فيه، يتحدث عن تأثير الناشطة الأمريكية المؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانديس أوينز Candace Owens عيله، ويقول عنها: “كلما سمعتها تتحدث، تذهلني أفكارها وساعدت وجهات نظرها في دفعي أكثر فأكثر نحو الاعتقاد بضرورة العنف”، دون أن يبرّر تأثره بأمريكية-إفريقية يُفترض بحسب منطقه أن تكون من “الأعداء”.
أما على المستوى الإيديولوجي العام، فيعتبر أن مؤسس “اتحاد الفاشيين البريطاني”، السير أوسوالد موزلي، الشخصية التاريخية الأقرب إلى قناعاته.
ومن سياسيي اليوم اليمينيين، يتحدث عن دونالد ترامب ويعتبره “رمزاً لتجديد الهوية البيضاء والهدف المشترك”، لكنه لا يثق به كصانع قرارات أو كقائد ويعلّق على الفكرة بقوله: “يا إلهي! لا”.
كذلك، يبدي عدم إعجابه بـ”الجبهة القومية” (حزب اليمين المتطرّف في فرنسا) ويعتبر أنها حركة تتألف من أشخاص ضعفاء “وغير قادرة بالكامل على خلق تغيير حقيقي ولا تمتلك خطة قابلة للحياة لإنقاذ شعبها”.
أهداف “استراتيجية“
يرى تارانت أن تنفيذ اعتداءات ضد “غير البيض” يساهم في خفض معدلات الهجرة إلى أراضي البيض “عن طريق تخويف وإزالة الغزاة جسدياً”، كما يساهم في إحداث انقسام واضح بين “الغزاة الذين يحتلون الأراضي الأوروبية” وبين “الشعب الأوروبي”، ما يخلق جوّاً من الخوف “يمكن أن يحدث فيه عمل جذري وقوي وثوري”.
وبرأيه، ستؤدي أعمال العنف إلى اندلاع نزاع بين العرقيات في الولايات المتحدة واندلاع حرب أهلية فيها تسفر عن “بلقنتها” فتتقسّم على أسس اجتماعية وثقافية وسياسية وعرقية.
يتوعّد منفّذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي باستعادة القسطنطينية وكنيسة آيا صوفيا وبتدمير كل مسجد ومئذنة في إسطنبول الأوروبية، لا بل كتب بالأحرف الكبيرة: “إلى أن تخلو آيا صوفيا من المآذن، رجال أوروبا سيكونون رجالاً بالاسم فقط”
ينتقد منفّذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي فكرة الديمقراطية ويقول إن “الديمقراطية هي حكم الغوغاء، والغوغاء يتحكّم بهم أعداؤنا. الصحافة العالمية والشركات والنظام التربوي والدولة والماكينة الإعلامية المعادية للبيض تتحكم بهم”
وهذا الهدف الأخير لو تحقق، لن يضمن فقط مستقبل العرق الأبيض في قارة أمريكا الشمالية، بل يقتل فكرة التمازج العرقي. ومن ناحية أخرى سيُضعف تحققه من القوة الأمريكية وسيحول دون قيامها مجدداً بأعمال مثل التدخل في حرب البلقان “عندما قاتلت القوات الأمريكية وقوات الناتو بجانب مسلمين وذبحت مسيحيين أوروبيين كانوا يحاولون إزالة المحتلين المسلمين من أوروبا”.
وكان تارانت قد ظهر في الفيديو الذي بثه وهو يستمع في سيارته إلى أغنية صربية تشيد برادوفان كارادزيتش، القيادي الصربي الذي ارتكب جرائم حرب منها مجزرة سريبرينيتسا (1995).
وفكرة إدانة التدخل الغربي في حرب البلقان فكرة تتكرر على لسان اليمينيين المتطرفين ومناصري فكرة تفوّق العرق الأبيض. فبريفيك بدوره ينتقد مشاركة الحكومة النرويجية في الهجمات على صربيا، ويقول إن “قصف الأمريكيين والغربيين لإخوتنا الصرب كان غير مقبول بالكامل. كل ما أرادوه هو طرد الإسلام عبر ترحيل الألبان المسلمين إلى ألبانيا”.
عالم متنوّع ولكن غير متمازج
يقول تارانت إنه لا يكره المسلمين طالما يعيشون في بلادهم ولكنه غير معجب Dislike بالمسلمين الذين “اختاروا غزو أراضينا والعيش على ترابنا والحلول مكان شعبنا”، ويضيف أن المسلم الوحيد الذي يكرهه Hate هو المتحوّل إلى الإسلام، “هؤلاء الذين أداروا ظهرهم لتراثهم وثقافاتهم وتقاليدهم وصاروا خائنين لعرقهم الخاص”.
ويشير إلى أنه لا يكره الأجانب ولا يكره الثقافات الأخرى ولكنه يضيف: “أتمنى للناس المختلفين في عالمهم كل الخير بمعزل عن إثنياتهم وأعراقهم وثقافتهم وإيمانهم وأتمنى أن يعيشوا بسلام وازدهار بين شعوبهم، يمارسون تقاليدهم في دولهم الخاصة. ولكن إذا حاول هؤلاء الناس القدوم إلى أراضي شعبي والحلول مكانه وإخضاعه وخوض حرب ضده، عندها سأكون مُجبَراً على قتالهم”.
ومن هنا، يعتبر أن اعتداءه ليس “ضد التنوّع” بل هو “هجوم باسم التنوّع” هدفه “التأكد من أن تبقى الشعوب المتنوعة متنوعة ومنفصلة وفريدة” والحؤول دون “إفسادها من خلال تأثير الغرباء” ويضيف: “قوس القزح يكون جميلاً فقط إذا كانت ألوانه مختلفة، أما إذا ما مزجنا الألوان معاً سندمّرها وستزول كلها إلى الأبد ونتيجة ذلك أبعد ما يكون عن الجمال”.
يؤسس تارانت رؤيته للعالم على رفض التنوّع الثقافي. ينتقد الفكرة التي يقول إن السياسيين والتربويين والمشاهير ووسائل الإعلام يرددونها كثيراً وكأنها “تعويذة” ومفادها أن “التنوّع هو قوتنا الأعظم”.
يقول إن لا أحد استطاع تقديم تبرير مقنع لهذه الفكرة، ويتساءل: “ما الذي يعطي أمة القوة؟ وكيف يمكن للتنوّع أن يزيد من هذه القوة؟ وأي شق من التنوّع يؤدي إلى هذه الزيادة في القوة؟ لا أحد يستطيع تقديم إجابة”.
فبرأيه، “التنوّع ليس قوة. الوحدة، الهدف، الثقة، التقاليد، القومية والقومية العنصرية هي ما يعطي القوة. كا ما عدا ذلك شعارات فارغة”، أما توقع اندماج المهاجرين في “ثقافة ميتة ومضمحلّة”، فهو أمر “مثير للضحك”.
أيضاً، “التنوّع بحسب تعريفه يناقض المساواة. لا شيئين مختلفين يمكن أن يكونا متساويين، وخاصة البشر”، و”كلما زاد التنوّع في مجموعة، كلما قلّت المساواة فيها”.
دعوة إلى الحركية
يؤكد تارانت أنه “غير متسامح” ويقول: “الفضائل الأخيرة للأمم الميتة هي التسامح واللامبالاة”.
يحذّر من تحوّل البيض إلى أقليات اجتماعية أو سياسية أو إثنية لأنه “في كل دولة، وفي كل قارة، أعضاء الأقليات يتعرّضون للقمع”.
ولذلك، يجب، برأيه، الانتقال إلى مستوى حركي، أي إلى التجهّز لخوض حرب وممارسة هجمات، كما يقول في أكثر من موضع في نصّه.
ويدعو إلى تركيز الحرب في المدن، وهي الأماكن التي يقيم فيها المهاجرون عادةً لأن فيها فرص عمل أكثر لغير الملّاكين، وعدم تركها لـ”الأعداء” لأن لا مشكلة في الأرياف “فهي الآن لنا كما كانت دائماً، وأبناء الأرياف يحافظون على التقاليد، وقريبون من الطبيعة، وداعمون لشعبهم”.
في الحرب التي يدعو إليها، لا مجال للتفرقة بين مدني وغير مدني، فـ”الغازي غير المسلّح أخطر من الغازي المسلّح” برأيه. وأيضاً، “لا وجود لأبرياء في غزو، فكل هؤلاء الذين يستوطنون أراضي شعوب أخرى يشاركون في الذنب”.
تذكّر لا أخلاقية تارانت بما كتبه بريفيك من أنه “إذا كنت لا تريد قتل نساء أو كنت غير قادر على القيام بذلك بسبب مبادئ الفروسية، عليك ربما الابتعاد بالكامل عن حركات المقاومة المسلحة وأن تفكّر في إطلاق مدوَّنة يمينية بدلاً من ذلك”.
واللافت في ما كتبه الشاب الأسترالي أن دعوته لا تتركّز حصراً على مقاتلة غير البيض بل تشمل “معاقبة” مَن يصفهم بـ”الخونة لعرقهم”.
ومن هؤلاء “مَن استفادوا كثيراً من استيراد العمالة الرخيصة”، أي “النخبة الاقتصادية” التي “ملأت جيوبها بمكاسب تأتت عن عملية استبدالنا إثنياً”. ينذرهم بأن “تداعيات أعمالهم ستضربهم بقسوة وسرعة وبدون رحمة”، ويدعو إلى معاقبة كل شخص يمتلك شركة وكل محامٍ يدافع عن أو حتى يقبل بـ”استيراد غير البيض بكثافة”. ولا ينسى تصنيف منظمات المجتمع المدني بـ”الخائنة” كونها تدافع عن حقوق الأجانب.
وفي انعكاس لفقدانه الثقة بكل المنظومة الدولتية الغربية، يدعو إلى الامتناع عن دفع الضرائب، لأن الحكومات الغربية تنفقها على تغيير وجه البلاد الأبيض، في إشارة إلى برامجها التي يستفيد منها الأجانب.
كيف ينظر تارانت إلى نفسه؟
يصف تارانت نفسه بـ”القومي” وبـ”الإثنو-قومي” لأنه يعطي الأولوية لحياة أبناء عرقه قبل الآخرين.
ويعتبر أن “القومية الخضراء هي القومية الحقيقية. لا محافظة بلا طبيعة، ولا قومية بلا حماية للبيئة… حماية أراضينا والمحافظة عليها هي بنفس أهمية حماية مثلنا ومعتقداتنا والمحافظة عليها”.
يعبّر عن إعجابه بنموذج الصين ويعتبر أنها الأمة التي تمتلك القناعات السياسية والاجتماعية الأقرب إلى قناعاته، وما يعجبه في الصين أنها بلد قوي مجتمعه غير متنوّع.
يقول إنه ليس نازياً لأن النازيين لم يعودوا قوة سياسية أو اجتماعية منذ أكثر من 60 سنة. وعن إمكانية وصفه بـ”النازي الجديد”، يقول إن هذا الوصف “غير واضح” ويضم مجموعة واسعة من الناس وبالتالي لا يعتقد أنه كذلك. ما يؤكده هو أنه “فاشي”.
يسعى تارانت في أكثر من مكان إلى محاولة إظهار أن خياراته أتت عن دراسة وليس عشوائياً. يذكر مثلاً أنه كان شيوعياً ثم فوضوياً ثم ليبرتارياً قبل أن يتحوّل إلى إيكو-فاشي.
من الأوصاف التي يقرّ بأنها تعبّر عنه أنه “عنصري” لأنه يؤمن بأن “الفروقات العرقية موجودة بين الشعوب ولها تأثير كبير على الطريقة التي نشكّل بها مجتمعاتنا”.
ويعتبر أنه “يميني” وأنه كذلك “يساري”، بحسب كيف يتم تعريف اليمين واليسار، ونفس الأمر بخصوص وصفه بـ”الاشتراكي”.
من جهة أخرى، يعتبر أنه ليس كارهاً للأجانب، فـ”لا ثقافات تخيفني. أنا فقط قلق من قيام الثقافات ذات معدلات الخصوبة العالية بالحلول مكان ثقافات أخرى”، وأنه ليس “إسلاموفوبياً”، فهو لا يخاف من الإسلام بل يخاف من نموّه ليحلّ محلّ شعوب أخرى، وأنه وليس معادياً للسامية فـ”الإسرائيلي الذي يعيش في إسرائيل ليس عدواً لي، طالما لا يهدف إلى تغيير دين شعبي أو أذيته”، وأنه ليس “محافظاً” لأن “الفكر المحافظ هو نفسه الشركات ولكن بأسلوب متنكّر”.
رغم ذلك، يقرّ بأن اعتداءه “عنصري” و”ضد الأجانب” و”إسلاموفوبي” فهذه العوامل موجودة فيه كون معدّل الخصوبة الذي يحرّكه مرتبط بكل من العرق والثقافة والإسلام.
أما عن كونه “مسيحياً”، فيقول إنه لا يعرف لأن المسألة معقّدة.
رصيف 22