ماهو علم التنمية البشرية ؟؟

إنّ مفهوم التنمية البشرية قديم ، إلّا أنّه لم يتم تناوله كمصطلح وعلم مستقل إلا بعد الحرب العالمية الثانية وذلك للتغلب على المصائب والمحن التي دخلت فيها معظم البلدان بسبب تلك الحروب ، فهو كعلم برهن على أنّ الظروف القاسية هي التربة الخصبة التي تنمو بها بذور النجاح والعظمة ، وهي نفسها منبع ما يُعرف بقوة التحدي والعزيمة والإرادة الصلبة لتجاوز تلك الظروف.

وقد تشكّل هذا العلم من مجموعة علوم : كعلم النفس والاجتماع وعلوم الإدارة والعلوم الطبيّة وعلوم الإقتصاد وعلوم الطاقة الحيوية ، آخذين بعين الاعتبار أن الجانب الأهم في هذا العلم اِعتماده بشكل أساسي على مضمون الرسالات السماوية.

إذن فهو مزيج من عدة علوم ، لذلك لا نستطيع حصره في مجال معيّن أو في تعريف محدد.

وقد تطوّر هذا العلم مؤخّراً ليشمل كافّة المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والمهنية والإدارية والسياسية والاقتصادية ، بيد أن هناك لَبس عند معظم الناس بين مفهوم التنمية البشريّة وبين تنمية المهارات البشريّة ( التي أود التركيز عليها في هذا القسم من الموقع والتي ستكون محور كل مقالاتي بإذن الله تعالى ) ، فالتنمية البشريّة مفهوم واسع جداً يشمل تنمية المجتمعات ككل ؛ كالصناعة والتجارة والصحة والزراعة والإعلام والتعليم …. إلخ ،أمّا تنمية المهارات البشريّة : فهو العلم الذي يهدف إلى تدريب الناس على كيفية اللحاق بركب الناجحين والعظماء ..!!

* وهو العلم الذي يدفعك بقوة لتقوم برحلة استكشاف للذات والغوص في مناجم النفس لاستخراج الكنوز المدفونة عندك ، واستثمارها بالشكل الأمثل للوصول إلى القمم !!

* هو الذي يساعدك على تحديد أهدافك بدقة وكيفية تحويل الحلم والرؤية إلى حقيقة بالجهد والعمل وبخطوات مدروسة !!

* هو فن إصلاح الذات والرّقي بها إلى المراتب العليا في كافة مجالات الحياة !!

* هو العلم الذي يجعلك تنظر إلى الماضي على أنه كنز من الخبرات تستعملها بحكمة فقاعدته في ذلك ” الماضي منصّة للقفز وليس أريكة للاسترخاء “.

* هو علم صناعة مستقبلك بييديك فالمستقبل ليس هدية ولكنّه إنجاز وهذا هو تحدّي الحاضر .

* وهو يساعدك على تحديد موهبتك التي تتفرّد بها عن كل الناس ومهاراتك المتعددة والقدرات غير المنتهية لديك.

* هو الذي يرشدك إلى كيفية تحويل الفشل إلى نجاح والخسائر إلى أرباح والمحن إلى منح .

* هو الذي يساعدك على تحويل أي أمور سلبية وعلى أي صعيد في الحياة إلى إيجابيات.

* هو الذي يدعوك إلى إيقاظ الهمم وشحن الطاقات لكي تصبح حياتك شعلة من الإنتاجيّة.

* هو الذي يرشدك إلى كيفية الإستفادة من تجارب الآخرين نجاحاً وفشلاً …. نجاحاً للإقتداء وفشلاً للإتقاء.

ويُشير هذا العلم إلى أنّه .. لكي تحقق النجاح والسعادة في هذه الحياة يجب أن تكون متوازناً في الأركان السبعة الأساسية عندك وهي ( الروحي ، الشخصي، الصحي ، العائلي ،الإجتماعي ، المهني ، المادي ) وسوف نتعرّض بإذن الله تعالى لهذه الأركان بشكل أو بآخر، وكيفية تحقيق هذا التوازن من خلال المقالات المتنوعة !!.

خذ قراراً واعياً الآن بأنّك ستنهض من كبوتك وستبدأ برحلة التغيير والتطوير فما تأخر من بداً ، ولكن من لم يتجدد يتبدد ومن لم يتقدّم يتقادم ومن يتوقف عن التعلّم والتطوّر هو عجوز سواءً في العشرين أو في الثمانين !!

معاً نحو قمم النجاح والإبداعات فإنّي أؤمن بأن الإنسان خُلق للإنجاز وأنّ بداخل كل منّا بذور العظمة !!

*مدربة تنمية بشريّة

https://www.facebook.com/lmatteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى