علاقات اجتماعية

ما أسباب تجاهل الزوج لزوجته؟ حلول فعَّالة لعلاج البرود

التجاهل الزوجي هو مشكلة شائعة في العلاقات الزوجية، وتؤثر سلباً في العلاقة الزوجية ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الخلافات وتدهور العلاقة، وهو أحد أكبر التحديات التي قد تواجه الحياة الزوجية، حيث يشعر أحد الزوجين بالإهمال وعدم الاهتمام من الطرف الآخر، ويمكن أن يكون تجاهل الزوج لزوجته متعمداً أو غير متعمد، ولكنه في كلتا الحالتين يسبب أضراراً كبيرة للعلاقة، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية نورا السباعي، في حديث حول أسباب تجاهل الزوج لزوجته، كذلك تخبرك بحلول فعَّالة لعلاج البرود.

التجاهل يؤدي إلى عدم الاستقرار في الحياة الأسرية

تقول استشاري العلاقات الأسرية نورا السباعي لـ”سيدتي”: إن العلاقة الزوجية تحتاج إلى مداومة التقارب والحب وتبادل الاهتمام والرعاية الدائمة، والتجاهل الزوجي يعني عدم اهتمام أحد الزوجين بالآخر، سواء كان ذلك تجاهلاً عاطفياً أو جسدياً أو حتى عدم الاستماع لآرائه ومشاكله؛ لذلك يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في الحياة الأسرية، وقد يعود تجاهل الزوج لزوجته إلى عدة أسباب منها ضغوط العمل، عدم التقدير، الروتين والملل، أو حتى مشكلات في التواصل وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، ولعلاج البرود في العلاقة، يمكن للزوجين محاولة تحسين التواصل، وقضاء وقت ممتع معاً، والبحث عن حلول للخلافات، أو حتى اللجوء إلى الاستشارات الزوجية.

أسباب وراء تجاهل الزوج لزوجته

تقول السباعي إن هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى تجاهل الزوج لزوجته؛ ما قد ينشأ عنه كثير من الضغوطات النفسية التي تتعرض لها الزوجة، كما أن إهمال هذا الأمر أو مجرد الهروب منه وتجاهله لا يكون حلاً؛ فهو يخلق فجوة في العلاقة، ويزيد من برودة المشاعر ويعمق حدود الخلاف على أي مشكلة فيصعب التواصل والتفاهم بين الزوجين، وقد يؤدي التجاهل لحدوث الملل والفتور في العلاقة؛ فالخلافات المستمرة وضعف التواصل يجعلان الزوجة تشعر بالوحدة طوال الوقت وتجد نفسها مهمشة وغير محبوبة، ما يسبب لها حزناً عميقاً ينعكس على تصرفاتها وتعاملاتها، والأكثر خطورة أن الأمر قد يتسبب في حدوث الاكتئاب أو القلق أو مشاكل أخرى؛ فتتدهور العلاقة، ما يؤدي بالنهاية للانفصال.

ضغوط العمل والحياة

قد يكون تجاهل الزوج لزوجته بسبب إرهاقه من العمل أو المعاناة من ضغوط نفسية تجعله يميل إلى الصمت والعزلة، أو قد يكون الزوج منشغلاً بعمله لدرجة أنه لا يجد الوقت الكافي لزوجته؛ ما يؤدي إلى شعورها بالإهمال، أو قد يعاني الزوج من ضغوطات في الحياة الشخصية؛ ما يجعله يبحث عن الراحة والهدوء خارج المنزل، وقد يفسر ذلك على أنه تجاهل من قبل الزوجة.

عدم التقدير

عندما يبذل الرجل كل جهده من أجل زوجته، فإنه يتوقع على الأقل الاحترام والتقدير في المقابل، وإذا لم يحصل على ذلك؛ فقد يشعر بالإهمال ويقرر الابتعاد والتجاهل، بسبب شعوره بعدم تقدير جهوده، وسعيه لإسعاد ولإيجاد حياة كريمة لأسرته؛ ما يدفعه إلى التجاهل.

عدم التوافق الفكري والاجتماعي

قد تكون هناك صعوبة في التواصل والتفاهم بسبب الاختلاف في الاهتمامات والهوايات بين الزوجين بشكل كبير؛ ما يخلق فجوة في العلاقة ويصعب التواصل والتفاهم، أو قد ينشأ الزوجان في بيئات مختلفة،؛ ما يؤثر في قيمهما وعاداتهما، وقد يجدان صعوبة في التكيف مع عادات وتقاليد بعضهما بعضاً، أو قد يؤدي الفارق في المستوى التعليمي والثقافي إلى صعوبة في التواصل وفهم وجهات النظر؛ مما يعوق بناء علاقة متينة، فيؤدي ذلك إلى فتور العلاقة والتجاهل المتبادل، وبالتالي قد يؤدي إلى تجاهل الزوج لزوجته.

الروتين والملل

الحياة الزوجية قد تصبح روتينية بعد فترة؛ ما قد يؤدي إلى فقدان الشغف والرغبة في التواصل، فيؤدي إلى الملل والفتور في العلاقة، وذلك نتيجة لعدة أسباب، منها الملل من تكرار الأنشطة اليومية، وقلة التواصل، وعدم الاهتمام المتبادل، والضغوط الحياتية، ومع مرور الوقت قد تفقد العلاقة الزوجية حيويتها وتألقها؛ ما يؤدي إلى شعور الزوجين بالملل وعدم الاهتمام ببعضهما بعضاً، وقد يظهر ذلك في شكل تجاهل الزوج لزوجته.

مشاكل في التواصل

قد يعاني الزوج من صعوبة في التعبير عن مشاعره، وعواطفة بالكلام؛ ما يجعله يفضل الصمت والتجاهل أو عدم القدرة على فهم وجهة نظر الطرف الآخر، كما يؤدي إلى سوء الفهم والاستياء، أو قد يكون هناك نقص في التواصل بين الزوجين؛ ما يسبب شعور الزوجة بالتجاهل وعدم الاهتمام، خاصةً إذا كانت الزوجة تتوقع من زوجها التعبير عن حبه واهتمامه بالكلام.

الخلافات المستمرة

قد يكون تجاهل الزوج لزوجته بسبب وجود الخلافات المستمرة، بسبب الرغبة في تجنب المواجهة أو النقاش الحاد، أو بسبب الشعور بالإحباط وعدم القدرة على إيجاد حلول للخلافات، أو حتى الرغبة في معاقبة الزوجة بالتجاهل، أو إجبارها على التغيير، بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك ضغوط نفسية أو مهنية تؤثر في الزوج وتجعله يفضل الانسحاب بدلاً من المواجهة؛ لذلك تكون هذه الخلافات المستمرة سبباً إلى تجنب الزوج للتواصل مع زوجته وتفضيله التجاهل.

الانفصال العاطفي

قد يكون هناك انفصال عاطفي بين الزوجين بسبب مشاكل لم يتم حلها أو نقص في الاهتمام، أو قد يكون نتيجة لصدمة أو سوء معاملة يمكنها أن تؤدي إلى الانفصال العاطفي، أو بسبب المشاكل والخلافات بين الطرفين، وقد يكون ذلك نتيجة ضعف القدرة لدى الزوج على التعبير عن عواطفه ومشاعره، وقد تظهر أعراض مثل بطء حيوية العلاقة، وصعوبة في الشعور بالتعاطف، أو صعوبة في التعبير عن المشاعر؛ ما يؤدي إلى تجاهل الزوج لزوجته.

حلول فعَّالة لعلاج البرود بين الزوجين

تقول نورا السباعي: كما قلنا سابقاً فتجاهل الزوج لزوجته يتسبب عنه برود بالعلاقة وجفاف بالمشاعر، فإذا شعر كل من الزوجين بهذا الأمر ينبغي لكل منهما العمل معاً لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجههما، والتركيز على تحسين التواصل والتفاهم بينهما، وذلك من خلال:

تحسين التواصل

يجب على الزوجين محاولة التحدث مع بعضهما بعضاً بصراحة وصدق، ومحاولة فهم مشاعر واحتياجات كل منهما بوضوح، أو من خلال الاستماع الفعَّال، وتخصيص وقت منتظم للتحدث عن المشاعر والمشاكل والعلاقة بشكل عام، مع التركيز على الحوار الهادف والصادق.

قضاء وقت ممتع معاً

إن تخصيص وقت ممتع معاً، سواء من خلال أنشطة مشتركة أو مواعيد رومانسية؛ يساعد على إعادة إحياء الشغف في العلاقة، ويبني جسور الحب التي اقتلعها تجاهل الزوج لزوجته؛ لذلك يمكن للزوجين تخصيص وقت للقيام بأنشطة ممتعة معاً، مثل ممارسة الهوايات أو الخروج في نزهات، أو الطهي، أو حضور ورش عمل، أو مشاهدة الأفلام.

التعامل بهدوء

يجب على الزوجة أن تتواصل مع زوجها بصراحة وبشكل هادئ، وأن تحاول فهم أسباب تجاهله، مع منحه مساحة شخصية والاهتمام بنفسها وحرص الزوجة على عدم اشتعال الخلافات مع الزوج، والتعامل بهدوء وتروي وعقلانية حول مشاعرها ورغبتها في تحسين العلاقة، ومع المشاكل تفادياً لحدوث الخلافات، وحتى لا يسبب هذا نفور وابتعاد وتجاهل الزوج.

البحث عن حلول للخلافات

يجب على الزوجين محاولة حل الخلافات التي تنشأ بينهما بطريقة صحية، التي تسببت في تجاهل الزوج لزوجته، ولا يجوز أبداً اللجوء للصمت بوصفه حلاً، بل لا بُدَّ من الحوار والتحدث وهو الأمر الذي يضمن الاستماع بانتباه لما يقوله الطرف الآخر، ومحاولة فهم وجهة نظره من دون مقاطعة أو إصدار أحكام؛ فالاستماع مهارة أساسية في حل النزاعات، حيث يظهر الاحترام ويسهل فهم المشاعر والأفكار، كما يمكن استخدام أسئلة توضيحية لفهم وجهة نظر الطرف الآخر بشكل أفضل.

إحياء الرومانسية

يمكن للزوجين تجديد الرومانسية في العلاقة من خلال القيام بأشياء بسيطة مثل إرسال رسائل حب، أو تقديم الهدايا، أو التعبير عن المشاعر بشكل علني، وذلك يتطلب جهداً مستمراً واهتماماً متبادلاً بين الشريكين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص وقتٍ خاصٍ معاً للمواعيد الرومانسية، سواء في المنزل أو في الخارج، لتعزيز الرومانسية والشغف، والتعبير عن الحب والتقدير، وخلق ذكريات جديدة، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تجعل الشريك يشعر بالسعادة والاهتمام. تؤكد أن إحياء الرومانسية والحب وإعادة النبض لتدفق المشاعر الجياشة بين الزوجين من أهم الأسباب التي تقضي تماماً على موضوع تجاهل الزوج لزوجته.

إعطاء مساحة شخصية

يجب على كل من الزوجين إعطاء الآخر مساحة شخصية، وعدم التدخل في خصوصياته؛ ما يساعد على بناء الثقة والأمان فهي تُتيح للشريكين الشعور بالأمان والاحترام والراحة في تفاعلاتهما معاً، فعندما تُحترم المساحة الشخصية، فإنها تُعزز الشعور بالثقة وتُحسن جودة العلاقة بشكل عام، فصحتنا النفسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمساحتنا الشخصية؛ كل هذه الأمور ستحد من مشكلة تجاهل الزوج لزوجته.

إعادة بناء الثقة والتقارب

لا بُدَّ أن تبذل الزوجة جهوداً لإعادة بناء الثقة، ولزيادة التقارب العاطفي بينها وبين زوجها من خلال قضاء وقت ممتع معاً، والقيام بأنشطة مشتركة، وإظهار الاهتمام ببعضكما بعضاً، وتلبية احتياجاته العاطفية والنفسية، مع تجنب إثارة المشاكل السابقة، التي تثير المشاحنات، والتركيز على بناء مستقبل أفضل للعلاقة.

المشاركة الفعَّالة

مشاركة الزوجة في اهتمامات الزوج ورغباته، من خلال اتباع أسلوب راقٍ في الحوار والتواصل؛ ما يجعل التفاهم هو أفضل الأمور للتعامل بينهما.

الاهتمام بالنفس

يجب على الزوجة أن تعمل على تحسين علاقتها بنفسها، والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين العلاقة الزوجية؛ فالاهتمام بالذات يساعد المرأة على الشعور بالراحة والسعادة؛ ما ينعكس إيجاباً على علاقتها بزوجها وأطفالها، كما يؤثر إيجاباً في علاقتها بزوجها.

الاستشارات الزوجية

إذا استمرت المشاكل، يمكن للزوجين اللجوء إلى الاستشارات الزوجية لطلب المساعدة من متخصص، لمساعدتك أنت وزوجك في حل المشكلات التي تواجهكما في العلاقة الزوجية، وتحسين التواصل والتفاهم بينكما.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى