علاقات اجتماعية

ما الذي يجعل المرأة تكره زوجها

الحب هو أساس العلاقة الزوجية، ولكن مع كثرة الضغوطات التي يتعرض لها الزوجان، والحياة الروتينية، قد يضعف الحب بشكل تدريجي. فبعد مرور فترة من الزواج، ومع الروتين والمسؤوليات ورتابة الحياة، تبدأ المشاكل البسيطة والتي تتفاقم مع تراكمها. ومن ثَمّ تنتاب الزوجة مشاعر سلبية تجاه شريكها؛ فتفقد الشغف في كل شيء، وتصاب الزوجة بحالة من الملل واللامبالاة أو الاكتئاب؛ فتتكون اللبنة الأولى للكراهية. بالسياق التالي «سيدتي» التقت استشاري العلاقات الأسرية شيرين عبدالرحيم لتعرّفكِ إلى أسباب كراهية الزوجة لزوجها.

الكراهية لا تتولد من تلقاء نفسها

تقول استشاري العلاقات الأسرية شيرين عبدالرحيم لـ«سيدتي»: الكراهية لا تتولد من تلقاء نفسها؛ بل تكون لها أسباب ومسببات تبدأ بالضيق الناتج عن بعض التصرفات الصغيرة، والذي يرتبط بالتباعد وعدم الإفصاح عن ذلك، ثم الغضب بسبب تفاقم تلك التصرفات؛ فيتحوّل بالنهاية لكراهية. على أن الانفصال العاطفي بين الزوجين يعَد أحد أهم مسببات التباعُد بين الزوجين، والذي ينتج عنه توقُّف الحوار؛ فيترك كلُّ طرف مشاعره السلبية تحركه؛ ليتفاقم الوضع بعد ذلك. وعامة فالانفصال العاطفي هو حالة يفقد فيها الزوجان الشعور بالحب والارتباط العاطفي ببعضهما البعض، وهو حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية؛ فقد تعاني الزوجة الشعور بالغربة، وصعوبة التفاهم، والتباعد التدريجي بينها وبين شريكها، وعدم الرضا وعدم تقبُّل الطرف الآخر نفسياً؛ فيحدث موتٌ للعاطفة والحياة الزوجية؛ فتفتقر الحياة الزوجية إلى الروح والحس والمشاعر، وتتولد الكراهية من الزوجة لزوجها.

أسباب كره الزوجة لزوجها

الروتين القاتل

الروتين القاتل من االأسباب التي تُسبّب الملل فعدم التغيير والتجديد في نمط الحياة، والعمل لفترة طويلة؛ تسبب الإحباطات. ففي بعض الأحيان تمر الحياة الزوجية بمرحلة فتور وروتين ممل؛ فالزوجة تعاني من الفتور في يوم طويل تقضيهفي عملها أو في القيام بالأعمال المنزلية التي لا تنتهي، والزوج يعود من عمله مرهقاً يومياً ليذهب إلى النوم، وهكذا فالروتين والرتابة يُذهبان روعة الحياة الزوجية؛ فالروتين بإمكانه أن يقتل أيّة حياة زوجية مهما كانت ناجحة.

قلة التواصل

التواصل بين الزوجين هو عملية يتبادل خلالها الشريكان مشاعرهما وأفكارهما وتطلعاتهما، بهدف التوصّل إلى تسويات ناجحة تساهم في تلبية حاجات كلٍّ منهما، وتؤدي إلى نجاح زواجهما واستقراره. وعدم القدرة على التحدث بصراحة حول المشاعر، قد يؤدي إلى تراكم لدى كلٍّ منهما، مثل: الغضب والاستياء، وعند فقد التواصل الفعّال وفهم احتياجات الشريك، قد تنجرف العلاقة نحو تراكم الغضب والاستياء، ثم الكراهية. ويُنصح الأزواج بإعطاء أكثر من فرصة للحوار والتواصل بينهما.

افتقاد الشعور بالأمن أو الطمأنينة

قد تحدث الكراهية بسبب توقُّع الزوجة لغدر الزوج بها؛ كونه يقوم بتهديدها تصريحاً أو تلميحاً بالزواج من أخرى، لمجرد وقوع خلاف بسيط في وجهات النظر. تفتقد الزوجة الإحساس بالأمان مع زوجها، والشعور بالأمان العاطفي من أهم الحاجات التي يأمل المتزوجون إشباعها من الزواج، باعتبار أن الزواج هو: التضامن، الحب، التكامل، الاتحاد؛ فهو بالتالي يُعَد بالنسبة للفرد محطة أمان، وبداية رحلة عمر.

أنانية الزوج وعدم قدرته على تحمُّل المسؤولية

الزوج الاتكالي الذي يعيش في بيته فقط من أجل إصدار الأوامر والنواهي والتحكم في كل صغيرة وكبيرة؛ بل ويقوم بالاتكال على زوجته في مصروفات المنزل وتربية الأطفال، كل هذا يَزيد كُره الزوجة له؛ بل ويجعل هذا الكره يتحول إلى حقد دفين يزداد يوماً بعد يوم.

الخيانة

الخيانة تقتل الحب وتَؤدي إلى كره الزوجة لزوجها، وهي صورة كفيلة بجعل أيّة امرأة تحقد على زوجها مهما كانت عقلانية وهادئة. والمقصود بالخيانة هنا ليست الخيانة الجسدية، لكن الخيانة المقصودة والتي قد تجعل الزوجة تكرهه، هي عدم وفاء الزوج بوعوده؛ فالكثير من الرجال في فترة الخطوبة يقدّمون العديد من الوعود التي ينسونها مع الزواج؛ مما يؤدي إلى سقوط هذا الرجل من نظر زوجته وكراهيتها له.

تحملها مسؤوليات كثيرة

يجلب الزواج مسؤوليات كثيرة وواجبات إضافية للمرأة؛ خاصة تلك المرأة العاملة والمثقلة بالمسؤولية، والتي سيشعرها المزيد من المسؤوليات بالكثير من الضغط؛ مما يجعلها تبدأ في مقت الحياة الزوجية؛ خاصة إن لم يشاركها زوجها ويتقاسم معها تلك الأعباء التي أثقلت من حمولها؛ مما يجعلها تستاء منه وتتغير مشاعرها تدريجياً تجاهه. وكلما تولّت المرأة مسؤوليات أكثر، كانت أكثر تحكُّماً وأكثر حرية؛ لأن لديها حرية أن تتخذ قراراتها بنفسها.

الإهمال

إهمال الزوج لزوجته بدافع الانشغال والمسؤوليات لن يجعلها فقط تكرهه؛ بل سيقلل من شأن الزوج في نظرها؛ فهي امرأة عاملة لديها مثل مسؤولياته الكثيرة، إلى جانب القيام بواجباتها المنزلية وتمنح الزوج الحب والاهتمام.

تغيّر الشخصية

يحدث تغيّر الشخصية عندما يحدث تغيير جذري في مظهر الشخص أو تصرفاته أو آرائه أو مشاعره، ومن الشائع أن يمر الزوج بتحوُّل تدريجي في شخصيته، وخاصة مع تقدُّمه في السن؛ خاصة الاستجابة للنجاح أو الألم. ومع ذلك؛ فإن التغيّرات في الشخصية التي لا يمكن السيطرة عليها أو غير المريحة أو الضارة أو المثيرة للقلق، يمكن أن تكون علامة على وجود مشكلة أعمق؛ فالزوجة لا ترى الرجل الذي تزوجته، بسبب التغيّرات التي ظهرت عليه بعد الزواج؛ فبعد أن كان الزوج شغوفاً ومخلصاً، يظهر وجهاً آخر يجعلها تكرهه.

اكتئاب الزوجة

بسبب كثرة المشاكل وعدم التغيير في روتين الحياة الزوجية، تصل الزوجة إلى حالة اكتئاب، هنا تصبح الزوجة صامتة ومنطوية، وعندما تبحث عن زوجها لا تجد الدعم المستمر.

اختفاء المشاعر الطيبة

قد يحدث خللٌ ما في العلاقة التي تربط بين الزوجين، بسبب بعض السلبيات؛ لأن عدم الشعور بالحب المتبادَل بين الزوجين، يجعل العلاقة جافة من المشاعر بينهما، وتُعتبر الحياة مجردة من الطعم باردة لا حياة ولا دفء فيها، ولا يسعى الزوج بأيّة مبادرة لإعادة بناء ما تحطم بينهما من أواصر المودة والرحمة.

انعدام التوافق النفسي

بسبب كثرة المشاكل والمشاحنات بين الزوجين، يحدث نفورٌ وعدم توافق نفسي مايؤدي لانقطاع التواصل بين الزوجين. وعدم التوافق النفسي وهو سبب لهدم الأسرة.

انعدام الصراحة بين الزوجين

الصراحة هي أساس الحياة الزوجية السعيدة، وهي أساس حياة خالية من الشكوك والأمراض النفسية. وإذا ارتكزت الحياة الزوجية على الصراحة، كانت حياة هادئة هانئة، أما إذا أقيمت على الغش والنفاق؛ فإنها بلا شك تكون حياة تعيسة يفقد خلالها كلا الزوجين ثقته في الآخر، وتبدأ أجواء الكراهية عند الزوجة في الظهور.

 

 

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى