بين قوسين

ما زلنا … تائهين ..!!!

ما زلنا  تائهين في  الوطن محبوسون نحن بين حدود الحارات الآمنة الوهمية .. المسجلة على جواز  السفر .. والمطبوعة على الهوية .. نخاف الموت العبثي   .. ونعاني الذل الاجباري .. ونتنفس التلوث الأخلاقي والبصري واللفظي والسمعي .. فهواؤنا وماؤنا وحياتنا اصبحت مسمومة مسرطنة قاتلة .. نموت بالجلطات .. ونختنق بالكلمات .. وتسرق من عمرنا هذي الحرب الملعونة العبثية  !!

ننتظر الخلاص .. من كل هذا الذل والتعتير … نخشى ذوي السيارات المفيمة ..  والصلعات الملمعة والعضلات المفتولة القوية .. ونخاف من تمدد  ذوي اللحى المشعثة والجلابيب الطويلة والأفكار المتطرفة الاقصائية ..  نخاف من خيالنا ومن صديقنا واخينا وجارنا .. فمن يكتب فينا التقارير ويجلس على صدورنا ويكم أفواهنا باسم الوطن والوطنية قد يكون أقرب الينا من خيالنا ..

يغتالنا الخوف كل يوم آلاف المرات .. وتختنق الدموع في عيوننا .. وتنطفئ الأحلام في صدورنا ..!!

مرهونون نحن لمزاجيات سياسيين ومصالح بعض المسؤولين .. وقرارت بعض الشياطين الذين على رقابنا متسلطين وفي جيوبنا متلاعبين .. ولثرواتهم ومصالحهم وتعبئة جيوبهم .. نحن ما زلنا لأجلهم موجودين..  !!

أقصى احلامنا باتت جرة غاز .. أو ساعة كهرباء نستطيع خلالها أن ننظف بيوتنا ونطبخ طعامنا ونغسل عنا آثار الذل واليأس والاحباطات المتراكمة من انتظار رسالة  تخبرنا ان نذهب لاستلام جرة غاز .. او لتر بنزين أو ربطة خبز .. بعد ايام وأيام من الانتظار ومن الوقوف ساعات في طوابير لنحصل على كيلو سكر أوطبخة رز أو ربطة خبز مدعوم وممهور بختم المتسلطون على جيوب .. ورقاب الناس  ..!!

ما زلنا تائهين

في الغربة هناك نحن محبوسون بين حدود هواتفنا الذكية !!!

نتأمل من بعيد خارطة الوطن الذي هجرنا .. نقرأ بوستات وتعليقات اهلنا في الوطن واصدقائنا.. نحسدهم على الدفء والحنان الذي نفتقده ..

ونتباكى على صور من تركنا … صور تبدو مبتسمة جميلة ..

ونجتر ذكريات لم يبقى منها في ذاكرتنا الا خيالات ..

ننسى البرد والذل والظلم وساعات التقنين القاتلة وجرات الغاز وطوابير البنزين  …

و نندب اشواقنا وأحلامنا ونتخيلها كم ستكون جميلة وممتعة ان كنا معهم هناك …

كاذبة هي الصور … باردة هي الغربة ..

فبين الغربة والوطن الذي نصوغه على مزاجنا

ما زلنا تائهون … وضائعون …!!!

نعزي أنفسنا بلحظة العودة واللقاء ..

نتشوق لجواز سفر أجنبي سيكون ثمن غربتنا ومعاناتنا ولكنه سيفتح لنا أبواب الحرية واللقاء ..

ويجعلنا مواطنين ..حتى في أوطاننا محترمين  .. !!

غريب ما يحصل في سوريا ولبنان …

فمن بقي دفع ثمن بقائه ذل وفقر وتعتير ..

ومن هجر دفع ثمن غربته شوقا ودموعا وتعتير ..

فإلى متى هذا التعتير ….؟؟؟!!!!

الى متى ؟؟

تجارب وخبرات وتمازج ثقافات وحضارات …

ما زلت على أمل رغم كل هذا التعتير … أنها ستفتح لنا أبواب الأمل والتغيير .. وستعود لنا أوطاننا وسنعود لنبنيها بكل هذه الخبرات وبكل الشوق والحب والأمل … !!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى