ما هو الخبز الأنسب لك؟
أيهما أفضل لك الخبز الأبيض؟ أم الأسمر؟ أم من الأفضل لك أن تتناول من الاثنين؟ منذ سنوات والنصيحة تصب لمصلحة الخبز الأسمر لأنه الأغنى بالفيتامينات والمعادن والألياف ويملك مشعراً سكرياً أعلى من نظيره الخبز الأبيض، ما يجعله أفضل منه، من وجهة نظر علماء التغذية. لكن دراسة حديثة جاءت نتائجها لتقلب المفاهيم، فقد قام علماء ببحوث هدفت إلى تحديد آثار تناول الأبيض والأسمر على صحة الإنسان.
شملت الدراسة 20 شخصاً كان متوسط ما يتناوله كل واحد منهم من الخبز عشرة في المئة من مجمل السعرات الحرارية اليومية. قُسم هؤلاء إلى مجموعتين، الأولى تناول أفرادها الأبيض، في حين تناول أفراد المجوعة الثانية الأسمر، لكن من دون أن يعلم المشاركون بماهية الخبز الذي استهلكوه.
وبعد مرور أسبوع على الدراسة عاد المشاركون فيها إلى النظام الغذائي المعتاد لفترة 14 يوماً جرى بعدها عكس الوضع، بحيث تناول أفراد المجموعة الأولى الخبز الكامل، بينما تناول أفراد المجموعة الثانية الأبيض.
أجرى الباحثون قبل الدراسة وخلالها وفي نهايتها مجموعة من الفحوص تتعلق بالمشعر السكري، والوزن، والضغط الشرياني، ومحتوى المعادن، وتركيب المستعمرات الجرثومية في الأنبوب الهضمي إلى جانب فحوص أخرى.
ما هو الخبز الأنسب لك؟
جاءت نتائج الدراسة لتزرع الدهشة. على عكس التوقعات التي انتظرها الباحثون،. إذ لم يستطع هؤلاء أن يسجلوا فروقات مهمة بين الآثار التي ترتبت عن تناول نوعي الخبز في كل الاختبارات التي أجريت. في المقابل فإنه عند أخذ كل شخص على حدة ظهرت اختلافات واضحة في تأثيره على الجسم. إذ تبين أن نصف من تناولوا الأسمر والنسبة نفسها ممن تناولوا الأبيض ظهرت لديهم فروقات طفيفة في الجسم. ما يشير إلى أنه من الأفضل لهؤلاء تناول نوع مختلف من الخبز.
وما أن تم إعلان النتائج المتعلقة بالدراسة حتى جاءت التعليقات قاسي. نظراً إلى قلة عدد المشاركين في الدراسة. وكذلك بسبب مدتها القصيرة جداً. وهذا لا يسمح في أي حال باستخلاص العبرة المناسبة. لكن النتائج قد تساعد في وضع اختبار يسمح باختيار نوع الخبز الأنسب له. بناء على معلومات تستقى من المستعمرات الجرثومية القاطنة في الأمعاء.
لكن لا بد هنا من كشف معطيات أسفرت عنها دراسة تحليلية نشرت في عام 2011. أشارت إلى أن الأشخاص الذين تناولوا ثلاث حصص أو أكثر من الحبوب الكاملة كانوا أقل تعرضاً للإصابة بالداء السكري النوع الثاني بنسبة 30 في المئة. مقارنة بأشخاص استهلكوا كميات أقل. أيضاً تبين أن الذين استهلكوا جرعات كبيرة من الحبوب الكاملة كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان. خصوصاً سرطان القولون والمستقيم.
إذا كنت لا تزال محتاراً في الاختيار بين الأبيض والأسمر، فلا تتردد في اختيار الخبز الأفضل لك ولصحتك. وقد يكون الخلط بين الاثنين هو الأنسب للغالبية العظمى من الناس.