ما هي المُهمّة السريّة التي كان يُخطِّط لها قادة “حزب الله” المَيدانيين وفشِلَت المُسيّرة الإسرائيليّة في اغتِيالهم؟ وماذا يعنِي هذا الاستِهداف في هذا التّوقيت لُبنانيًّا وسُوريًّا وإسرائيليًّا؟

مُحاولة طائِرة مُسيّرة إسرائيليّة اغتِيال أربعة من مُقاتلي “حزب الله” قُرب الحُدود السوريّة اللبنانيّة بقصفٍ صاروخيٍّ لسيّارتهم يعنِي أنّه رُغم انشِغال هذا الكِيان الاحتِلالي بأزمة انتِشار فيروس الكورونا الذي يُهدّده “قوميًّا”، فإنّه ما زال يعتبر أنّ الخطَر الأكبر الذي يُهدّده و”جوديًّا” هو “حزب الله” ومحور المُقاومة على وجهِ الخُصوص المُعادلة فَشِلَت ليس لأنّ القادة المَيدانيين الأربعة التي استهدفتهم الطّائرة المُسيّرة كانوا في حالٍ من الحَذر الشّديد، وإنّما لأنّ نصيب مُحاولات الاغتِيال الإسرائيليّة المُماثلة لم تَعُد على القدرِ نفسه من النّجاح رُغم كثرتها في الفترةِ الأخيرة.

“حزب الله” كعادة قيادته دائمًا، تجنّب إعطاء أيّ معلومات عن المُحاولة الفاشِلة، أو الكشف عن القادة المَيدانيين المُستهدفين وهُويّاتهم، ولكنّ تسجيل الحُكومة اللبنانيّة مُحاولة احتِجاج رسميّة ضِدّ الحُكومة الإسرائيليّة لدى مجلس الأمن لأنّ العُدوان وقَع داخل حُدودها، يقوم بالجانِب الدبلوماسيّ المطلوب في هذه المرحلة على الأقل.

الكِيان الإسرائيليّ الاحتلاليّ مأزومٌ داخليًّا بسبب أزمته الحُكوميّة المُستَعصِية على الحَل بعد ثلاث انتِخابات نيابيّة والرّابعة في الطّريق، ولكنّ مصدر قلقه الرئيسيّ هو جبهته الشماليّة، والشماليّة الشرقيّة حيثُ لبنان وسورية، لأنّه رغم الغارات الصاروخيّة العديدة التي شنّتها صواريخه وطائِراته على مدى السّنوات السّت الماضية، وزادت عن 300 غارة، فشِلَت في إضعاف “حزب الله” والقوّات الإيرانيّة على الأرض السوريّة بل ما حدث هو العكس تمامًا.

“حزب الله” لن يَغفِر هذا العُدوان الإسرائيليّ الذي استهدف قادته الأربعة الذين كانوا في رحلةٍ سريّةٍ ربّما أحد جوانبها جبهة الجولان، والانتِقام قادم حتمًا، فالأولويّة الآن لتعزيز الجبهة الداخليّة اللبنانيّة وتصليب حُكومة حسان دياب وإنجاح مهمّتها الاقتصاديّة بعد وِلادتها العسيرة، وحينها سيكون لكُلّ حادثٍ حديث حتمًا، أو هكذا عوَّد سماحة السيّد حسن نصر الله أنصاره.. واللُه أعلم.

صحيفة رأي اليوم الالكترونية