ما وراء بلوتو: أدلة على وجود كوكب تاسع في المجموعة الشمسية
يعتقد علماء الفلك بوجود كوكب أكبر من الأرض يقع في أقصى نطاقات المجموعة الشمسية، والذي قد يغير نظريات الفلك المتعلقة بتشكل المجموعة الشمسية. فمنذ أن نشر عالم الفلك سكوت شيبارد، من مؤسسة كارنيغي للعلوم في واشنطن، ومعاونه تشاد تروخيلو، من جامعة أريزونا الشمالية، دراسة علمية حول الشكوك بوجود كوكب غير مرئي عام 2014، استمرت الأدلة بالظهور تدريجيا على إثبات هذه النظرية، حسبما تقول صحيفة ذي غارديان البريطانيةوعندما سئل شيبارد عن مدى اقتناعه بأن العالم الجديد، الذي يسميه الكوكب العاشر (على الرغم من أن العديد من علماء الفلك الآخرين يسمونه الكوكب 9)، هو حقا موجود، اكتفى شيبارد بالقول: “أعتقد أنه من المرجح أن يكون موجودا.
وتنتظر الأوساط في علم الفلك تأكيد الأدلة على وجود مثل هذا العالم الجديد عن طريق تلسكوب حديث عملاق يحمل اسم “فيرا سي روبن”، تيمنا بعالم الفلك الذي اكتشف في السبعينيات بعض الأدلة الأولى على وجود المادة المظلمة، التي تشكل جزءا كبيرا من كتلة الكون ومن المقرر أن يبدأ العمل بالمرصد الفلكي الجديد في العام 2022، حيث يمكن لتلسكوب روبن العثور على الكوكب بشكل واضح أو على الأقل تقديم دليل ظرفي على وجوده.
وفي حين أن اكتشاف الكوكب سيكون بمثابة انتصار لعلماء الفلك، إلا أنه أيضا سيكون كارثة للنظرية القائمة حول كيفية نشوء النظام الشمسي يقول سكوت شيبارد إن من شأن اكتشاف هذا الكوكب أن يغير كل ما كنا نظن أننا نعرفه عن تكون الكواكب بشكل عام، خاصة في ظل عدم وجود أي نظرية تفسر كيف لكوكب كبير أن يتشكل بعيدا عن الشمس.
وبينما ما يزال أقصى النظام الشمسي البعيد مكانا غامضا ومجهولا، فإنه يحتوي على ألغاز كثيرة وعلى كمية هائلة من الأجرام الفلكية غير المعروفة التي تبدأ من حدود مدار كوكب نبتون، الذي يبعد حوالي 30 مرة ضعف بعد الأرض عن الشمس، أي حوالي 30 وحدة فلكية. مع ذلك، بحلول نهاية القرن العشرين، بدأ علماء الفلك في العثور على عوالم متناهية الصغر بعد كوكب نبتون باستخدام تلسكوبات أكبر وأحدث وكانت تلك الكواكب التي تم اكتشافها جميعها أصغر حجما من كوكب بلوتو ولقبت بالكواكب القزمة.
وحتى عام 2005، اكتشف عالم الفلك مايك براون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا كوكب إريس الجديد، الذي يبلغ حجمه حوالى حجم كوكب بلوتو وربما أكبر، الأمر الذي دعا وكالة الفضاء ناسا إلى إعلان اكتشاف الكوكب رقم 10 في المجموعة الشمسية. لكن بعد حوالي عام، قرر الاتحاد الدولي لعلماء الفلك أن بلوتو وإريس أصغر من أن يطلق عليهما اسم كوكب ليسميها كواكب قزمة، لذا عاد النظام الشمسي ليتكون من 8 كواكب هي: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون.
وفي عام 2012، بدأت أولى الخيوط تتكشف حول الأدلة على وجود “الكوكب التاسع” من جديد، عندما كان شيبارد وتروخيو يقومان برصد الأجرام السماوية باستخدام مرصد سيرو تولولو في تشيلي وتم العثور على عدة أجرام سماوية، لكن كوكبا واحدا برز على وجه الخصوص وتمت فهرسته تحت اسم VP113 2012، ولقب حينها باسم الكوكب بايدن – تيمنا باسم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في ذلك الحين. وهذا الكوكب الجديد لا يقترب في مداره أكثر من حوالي 80 وحدة فلكية عن الشمس بينما لا يبتعد عن 440 وحدة فلكية عن مركز المدار، مما يعني أنه يتبع مدارا بيضاويا في رحلته حول الشمس.
سكاي نيوز